-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
ظاهرة عناد الطفل:

سلوك يزعج الآباء ويؤرقهم

صالح عزوز
  • 1527
  • 4
سلوك يزعج الآباء ويؤرقهم
ح.م

 يعتبر سلوك عناد الطفل، من الظواهر التي تؤرق الآباء اليوم. لذا، فهم في الغالب، يقعون في حرج من هذه التصرفات، سواء في البيت، أم في الشارع، وفي كل الأماكن الأخرى دون استثناء، حيث يتصرف الطفل بعصبية كبيرة تجاه والديه وكل من يحيط به.. وهي من الظواهر التي يشتكي منها أغلب الأشخاص اليوم، ولا يجدون لها تفسيرا واضحا، ولا طريقة سلسلة للتعامل مع هذا السلوك.

 يعتقد بعض علماء النفس والاجتماع، وأخصائيي الأطفال أن هذا السلوك هو سلوك سلبي من طرف الطفل، بحيث إنه لا يتقبل الأوامر من الوالدين، سواء عدم لعدم معرفته للسب، أم لعدم إدراكه لهذا الفعل، وهو يقوم به فقط من أجل الامتناع، لا لشيء آخر، حتى ولو كان ما يطلب منه في صالحه أو فائدة له.

وتظهر العديد من طرق الرفض والعناد عند الطفل، كإصراره على القيام بشيء، حتى ولو كان ضارا له. لذا، لا تهمه النتيجة بقدر فرض رأيه، أو الخروج من البيت حتى ولو منع من ذلك، ولو بالضرب، لكنه يبقى مصرا على هذا الفعل حتى يحققه.

غير أن ما لا يعرفه الآباء، أن هذا السلوك لا يولد مع الطفل، وهو ليس وراثيا، كما يعتقد الكثير منا، حتى إن بعض الأفراد يعبر عن كون سلوك الطفل هذا، ورثه من أبيه أو أمه، أو من شخص آخر. وهي ترجمة خاطئة لهذا السلوك، بحيث إن هذا السلوك يتطور مع الطفل منذ الصغر، ولا يولد معه، نتيجة للكثير من الأسباب، أهمها طريقة تربيته في السنوات الأولى من عمره، على غرار التساهل من طرف الآباء معه، في فرض رأيه، وفي طلب بعض الأشياء، فهم يقدمونها له من أجل إرضائه. لذا، مع مرور الوقت، يصبح من الصعب تقبله للرفض من طرفهم، وهنا يخلق لديه هذا السلوك. لهذا، يصبح اعتقاده أن تحقيق ما يريده لا يكون إلا عن طريق الإصرار والعناد. لذا، يصبح هذا السلوك مرهقا للآباء، ويضعهم في الكثير من الأحيان في حرج معه، سواء في البيت أم في الأماكن الأخرى.

كما نجد أن الكثير من الأطفال يعتبرون العناد هو الوسيلة الوحيدة لتحقيق رغبتهم في الحصول على الأشياء، ويعتبرون من يعارضونهم كمن تدخل في شخصيتهم وآرائهم.. لذا، لا يتقبلونه بهذا السلوك، كما أنه في بعض الأحيان، قد يكون هذا السلوك مكتسبا من محيط الطفل، وهو في هذه المرحلة، لا يستطيع التمييز بين ما هو مفيد وما هو ضار. لذا، يتبع طرق العيش ووسائل التواصل في محيطه، على غرار العناد، في الحصول على ما يريده. بالإضافة إلى هذا، قد يكون هذا السلوك ناتجا عن فضول بعض الأطفال في معرفة ما يحيط بهم، وهذا لا يكون إلا بالعناد، لتحقيق ما يريدونه، حتى ولو كان هذا يتعارض مع رأي من هو معهم على غرار الوالدين.

هو سلوك منتشر بين الأطفال اليوم، وأصبح ظاهرة تؤرق الآباء، وجب البحث عن طرق التعامل معها بسلاسة، خاصة أن الطفل لا يزال في مرحلة الفضول والاكتشاف.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
4
  • Yasou

    الدواء الفعال لهذه الظاهرة الدخيلة على مجتمعنا (السبتة و البليغة ) و قدرة عدس ياكلها و لا يبقى للشر و تطفي التلفزيون و الانترنيت او ماكاش الخرجة للزنقة او سوغتو مور المغرب و الرقاد بكري ...او رجعولي بالخبر...التربية الاصيلة اللي خرجت اسود و لبات الجزاىءر ماشي اولاد الدروس الخصوصية و التاكوس و البانيني و شوشة السردوك و التابلات و الفايس بوك ٢٤/٢٤...واش راكو تستناو من هذا الجيل ..يبيعو البلاد بحبة شوينغوم...يربي يستر ان شاء الله

  • Karim

    هذه نتيجة الذنوب و السيئات ، في الماضي و حتى عند الغير مسلمين كان يسود الاحترام للوالدين و للكبار بصفة عامة لأن الأولياء كانوا يعيلون أولادهم بالكسب الحلال و لم تكن الرذيلة معلنة.

  • مواطن بسيط

    مقال في القمة ...بلسم على الجرح..رفع اللبس وأجلى الحقيقة...فعلا البداية في الصغر فلا وراثة ولا طبع

  • صحراوي

    إن سبب عناد وانحراف أطفالنا هو تفريطنا في طريقة تربية أبائنا.
    أباؤنا لم يرتادوا المدارس وكانت طريقة تربيتهم أحسن وأنفع للأبناء من طريقة أباء اليوم الذين أغلبهم جامعيون.
    أقول فقط أن أبائنا اهتموا بالتربية الأخلاقية والدينية، فلم يفكروا في الماديات وتجنبوا التسامح مع سوء الأدب وسوء الأخلاق، عملا بقاعدة:"من أمن العقوبة ساء أدبه".
    فكانت العقوبة تعبر عن حب الوالد لولده والمعلم لتلميذه والجار لجاره. واليوم التربية أصبحت منحصرة في الفيترينة والكوزينة، وأصبحت العقوبة جريمة وكلمة " لا " أصبحت ممنوعة في البيوت.
    فصرنا نلتمس رضا أولادنا عنا بدل من أن نربيهم أن يلتمسوا رضا الله ورضانا عنهم.