-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

سمينة ورخيصة!

جمال لعلامي
  • 714
  • 1
سمينة ورخيصة!

حكاية استيراد لحوم الحمير والبغال، أثارت الجدل والسجال و”الهبال” أيضا، بين المتخوفين والمرحبين، وتبريرات وزارة التجارة، تقف الأغلبية المسحوقة من المستهلكين، في مفترق الطرق، بحثا عن لقمة عيش “سمينة ورخيصة”، دون أن تلتف إلى تحليلات الخبراء وتصريحات الوزراء، لأنها لا تسمنها ولن تغنيها من جوع، طالما أن الأسعار أحرقت جيوبها!
الغريب في حكاية “الحمير والبغال”، أن البعض ذهب إلى تحريمها، والبعض الآخر أفتى بأنها حلال، في وقت يقول هؤلاء بأنها موجهة إلى حدائق الحيوانات، ويقول أولئك بأنها مخصّصة لتموين الأجانب بالبلاد، وكلّ هذا التناقض يعطي الانطباع أن في الأمر إن وأخواتها، ويضحك آخرون على أنفسهم بترديد حكمة “لحم الحلوف حرام، ومصارنو أو مرقتو حلال”!
ربما أحسن شيء في قصة الترخيص لاستيراد لحوم الحمير والبغال، هو الحفاظ على حميرنا وبغالنا من المطاردة والذبح والإبادة، مثلما تعوّد عليه الجزائريون في بعض المناطق، من الحين إلى الآخر، خلال شهر رمضان، شهر الرحمة والتوبة والغفران!
لا يُمكن إخفاء روايات وإشاعات “الحملات ذات المنفعة الخاصة”، التي تم في وقت سابق، اتهام بعض الأجانب فيها، عندما لوحظ “اختفاء مفاجئ ومحيّر” للقطط والكلاب الضالة من الشوارع، بعد ما تبيّن أن هؤلاء يصطادونها سرّا، أو يشترونها من أطفال ومراهقين وبطالين، يطاردونها ويقبضون عليها، ثم يبيعونها لهم بأرخص الأثمان، بعد ما فشلت مصالح البلديات في مهمة الملاحقة وتخليص المواطنين من مخاطرها وإزعاجها!
استيراد لحوم الحمير و”الجحوشة”، يبقى أقلّ ضررا برأي المتابعين و”المزطولين”، من استيراد الحجارة في الحاويات، بالقروض البنكية الميسّرة، ومن خلال التحفيزات الضريبية والإعفاءات الجمركية، لكن باسم منتجات أخرى، تأكدت المصالح المختصة، على مرّ الأيام، أن لوبيات وعصابات ركبت عمليات الاستيراد من أجل إدخال ما ثقل وزنه ورخص ثمنه، وأيضا ما خفّ وزنه وغلى سعره!
أعتقد أن استيراد أفخاذ الضفادع وأحشاء الطيور والفطر واللفت والثوم والبصل، وغيرها، من “السلع” الاستفزازية، لا تقلّ عيبا وعارا من تحميل الحاويات باللحوم المفرومة والمجمّدة والطازجة، سواء كانت لحوم حمير أو بغال أو خنازير أو جمال أو أغنام أو حتى إن كانت “شطيطحة” قطط برية وكلاب البحر وقردة الشامبانزي!
المشكلة المتراكمة، أن الاستيراد، تحوّل في نظر مستوردين دخلاء وبلهاء، إلى مغامرة مربحة، إمّا المرور بسلام وغنائم، وإمّا فإن القانون لا يحمي المغفلين!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • نحن هنا

    لعل العولمة استباحت كل شيء وأن أهل الاختصاص استحسنوا ذلك فلم نسمع لهم همسا ولا ركزا فلا المجس الاسلامي الاعلى استنكر ولا جمعية العلماء المسلمين حذرت ولا أشياع المدخلي امتعضوا وأصلوا وفصلوافهل يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة؟