-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
متظاهرون في الجمعة الـ25 من الحراك

سنضحي بمزيد من “الخرفان السمينة” التي أكلت الأخضر واليابس

الشروق أونلاين
  • 3078
  • 3

لبى مواطنون بمناسبة الجمعة الـ25، نداء الحراك، حيث خرجوا في مسيرات سلمية، دون الأخذ بعين الاعتبار حرارة الجو والتحضيرات لعيد الأضحى المبارك، إذ حافظت التعبئة الشعبية على ديناميكيتها على مستوى الجزائر العاصمة ومختلف الولايات، في حين تتواصل مطالب الحراك الثابتة بمواقفهم ورؤيتهم المستقبلية للجزائر أفضل واستكمال المسار من أجل اختيار من يقود البلاد في ظل الشفافية مع التأكيد على ضمان نزاهة العدالة، معربين من خلال كل هذه المعطيات على أن هذا الفصل الحار لن يمنعهم من استكمال ما بدؤوه في 22 فيفري المنقضي.

جمعة فردية برقمها، “الخامس والعشرين”، غير أنها زوجية بمطالبها الموحدة بين كل الفئات التي عبرت عن وعي سياسي برفع لافتات تطالب بالديمقراطية وإتاحة الفرص لنخب شابة مثقفة ذات كفاءات عالية لقيادة البلاد إلى بر الأمان مع التأكيد على أهمية احترام المؤسسات الدستورية وقوانين الجمهورية.

فلم تثن الحرارة المرتفعة ومعدلات الرطوبة العالية لشهر أوت المتظاهرين عن الخروج إلى ساحات وشوارع العاصمة التي اعتادوا ارتيادها والتجمهر بها منذ 22 فيفري الماضي، لاسيما الفضاءات المحاذية لساحة البريد المركزي وشارعي عميروش وزيغود يوسف، حيث رفعوا شعارات عبروا فيها عن تمسكهم بأهمية الوحدة الوطنية وجددوا المطالبة برحيل جميع رموز الفترة الماضية وإرساء دولة مؤسسات تسودها العدالة والإنصاف.

نعم للحوار.. لكن ليس مع ورثة السلطة السابقة

كالعادة، رفع المتظاهرون الأعلام الوطنية والعديد من اللافتات، التي كتبت عليها عبارات، مفادها أنه لا أحد باستطاعته أن ينوب عن الشعب لتقرير مصيره، وأن الصبر في تحقيق المطالب مفروغ منه “معارك الكبرى لا بد لها من طول نفس”.
وما لاحظناه خلال مسيرة الجمعة، هو تلك المناقشات الحادة بين جموع المتظاهرين، الذين شكلوا مجموعات هنا وهناك، يتدارسون الوضع، ويقترحون حلولا، بعضها يدور حول إزالة كل الأشخاص الموجودين في الحكم، وإعطاء الاختيار للشعب، كي يخرج من صلبه ممثلوه الحقيقيون، فيما شكلت مسألة الحوار والدعوة إلى إجراء انتخابات رئاسية في أقرب الآجال، أهم المواضيع التي تضمنتها الشعارات التي رفعها هؤلاء، فمن خلال لافتات حملت “لا حوار شكليا ولا انتخابات شكلية” و”معا من أجل تغيير جذري”، عبر المتظاهرون عن رفضهم الصريح لكل المبادرات التي تندرج في هذا الإطار، قبل الانتهاء من إحداث قطيعة فعلية مع النظام السابق، وذهاب كافة الرموز والوجوه المحسوبة عليه.
كما اعتبر متظاهرون الانضمام للهيئة الوطنية للحوار والوساطة “قبولا بسياسة الأمر الواقع”، كرد على إعلان هذه الهيئة التي يقودها كريم يونس، مؤكدين على ضرورة العمل على تحقيق الإجماع الوطني بعيدا عن الوجوه القديمة للنظام، وخاصة رحيل ما يعرف بـ”الباءات” التي لا تزال في الحكم رغم مطالب المجتمع باستبعادها من المشهد السياسي، لفتح بعده الحوار تحت الشعار الذي تم رفعه من طرف أحد المتظاهرين “الحوار هو مخرج الأزمات ومولد الأفكار التي تحل المعضلات”.
بالمقابل، رفع متظاهرون يافطة كبيرة تحمل صورة كل من طالب الإبراهيمي وعلي بن محمد كتب عليها “من أجل حوار ناجح: ذهاب رموز العصابة… يكون بإشراف شخصيات وطنية.. تحظى بثقة الشعب.. ضمان حرية التنقل والاجتماع لكل الأشخاص.. إرجاع السلطة للشعب بكل الآليات والضمانات”.
وفي مسيرة الـ9 أوت، جدد المتظاهرون مطلبهم ككل جمعة المتعلق بتفعيل نص المادتين 7 و8 من الدستور اللتين تنصان على أن: “الشعب الجزائري مصدر كل السلطات، وأن السلطة التأسيسية ملك الشعب”، وكتب أحد المواطنين: “نطالب بتطبيق المادة 7 و8، نريد رئيسا شابا..”، فيما كتب آخر “الشعب مصدر كل سلطة وكل المؤسسات خادمة وخاضعة له”.

الشعب يريد فتح ملفات فساد حبيسة الأدراج

واصل المتظاهرون تنديداتهم بالفساد ومن تسببوا في هدر المال العام، وتلاعبوا بمصير الأمة، وفي هذا السياق، طالب متظاهرون بمحاسبة كل مَن تسبب في السطو على المال العام، وتضييق الخناق عليهم، وغلق كل المنافذ التي يمكن أن تحول أو تستنزف منها هذه الأموال، مطالبين بمحاربة الفساد وتضييق الخناق عليهم، حتى لا يستمروا ـ حسبهم ـ في ضرب الاقتصاد الوطني، من خلال عمليات النهب، مناشدين أجهزة الأمن مراقبة مختلف الموانئ البرية والبحرية والجوية، بمنع كل من ثبتت إدانتهم وتورطهم في هذه الجرائم.
بالمقابل، ثمن متظاهرون مساعي قيادة الجيش الوطني الشعبي التي تعهدت مجددا بمرافقة جهاز العدالة في تطهير الجزائر من المفسدين، واقتلاع جذورهم، إلى جانب فتح جميع ملفات الفساد حتى تلك التي كانت حبيسة الأدراج وفي طي النسيان، حيث طالبوا بمحاكمة العصابة على المباشر رافعين شعارات مثل “الشعب يريد البث المباشر لمحاكمتهم”، “الشعب متوحد ضد العصابات”.

https://www.facebook.com/EchorouknewsTV/videos/459354518237433/

الحراك يتواصل عشية عيد الأضحى المبارك
سنضحي بمزيد من “الخرفان السمينة” التي أكلت الأخضر واليابس

لم يثن انشغال الجزائريين بعيد الأضحى المبارك، الذي تفصلنا عنه ساعات قليلة فقط، وانشغالهم بالأضحية التي ارتفع سعرها في الساعات الأخيرة وقلّ العرض فيها، وكذا الحرارة الشديدة التي لم تنزل عن الأربعين مئوية، منذ بداية شهر أوت المواطنين وأهل الحراك عن مواصلة مسيرتهم للجمعة 25، للتعبير عن إصرارهم بمواصلة تقديم أفراد العصابة الكبيرة للمحاسبة، حيث عبروا عن ابتهاجهم بمتابعة الكبش السمين كما سموه خالد نزار وطالبوا بتقديم مزيد من السمان للقضاء.

القسنطينيون يريدون مشاهدة اللصوص أمام القضاء

جديد مسيرات قسنطينة في الجمعة 25 هو أن بعض أبناء الحراك طالبوا بمتابعة العصابات التي نهبت ثروات ثالث مدينة في البلاد، خاصة في فترة احتضان الولاية للمشاريع الكبيرة مثل التليفيريك المغلق حاليا، منذ أكثر من سنة، والترامواي والجسر العملاق، وحتى المشاريع التي تزامنت مع احتضان قسنطينة لتظاهرة عاصمة الثقافة العربية، ونبهت بعض اللافتات إلى الاستيلاء على المساحات الغابية المحروقة بشعار: “الذين حرقوا الغابات سيستولون على أراضيها”.
ورغم أن عدد المشاركين في المسيرات قلّ في جمعة ما قبل عيد الأضحى بسبب الحرارة الشديدة، والتحضير للمناسبة الدينية، إلا أن الإصرار لم يتغير، وسط ابتهاج بمتابعة خالد نزار الذين طالبوا برأسه في مسيرات سابقة احتضنتها عاصمة الشرق الجزائري، وهو ما يعني أن ثمار السميرات تقطف بين الحين والآخر على أمل أن تتحقق كل المطالب، في كنف الوحدة التي تبقى خطا أحمر بالنسبة إلى القسنطينيين.

سكان ميلة يهتفون: الجيش الشعب خاوة خاوة

واصل سكان ولاية ميلة، الجمعة، مسيراتهم الرافضة لبقاء بقايا النظام البوتفليقي على غرار الباءات المتبقية، حيث خرج مئات المواطنين عبر البلديات والدوائر الكبرى، إذ تجمع مئات الشباب المتظاهرين عقب صلاة الجمعة في ساحة عين الصياح وسط بلدية ميلة، قادمين من عدة بلديات، حاملين الرايات الوطنية، ومرددين الشعارات المعهودة مثل “الشعب يريد تغيير النظام”، “الجيش الشعب خاوة خاوة”.
كما جدد المشاركون في المسيرة رقم 25، مطلب التعجيل برحيل الباءات المتبقية وفسح المجال لحل حقيقي من دون بقايا نظام بوتفليقة، مؤكدين على رفض تنظيم انتخابات رئاسية بإشراف بعض رموز النظام السابق، ويبقى أبرز ما ردده المتظاهرون بميلة رغم الارتفاع الكبير لدرجات الحرارة والتي بلغت حدود الـ43 درجة، “نطالب بحوار وطني شامل”، “لا انتخابات بإشراف العصابات”، المتظاهرون جابوا الشارع الرئيسي لعاصمة الولاية باتجاه محول بوالصوف ثم عادوا إلى ساحة عين الصياح وفي هدوء تام كما هو شأن المسيرات السابقة.

“السطايفية” يريدونه “نحرا لكل الأشرار”

على بعد ساعات من عيد الأضحى المبارك وفي حرارة قاربت الأربعين درجة مئوية، واصل السطايفية الذين حملوا لافتات وشعارات في الحراك الشعبي ضد كل رموز الفساد وثمنوا ما قامت به العدالة محليا، حيث صار الاقتراب من حقوق المواطنين في مدينة سطيف، مستعصيا، بعد سنوات من الضياع التي عاشتها عاصمة الهضاب، الحضور الشعبي تقلص أمس الجمعة بدرجة لافتة للعيان، وردّه المشاركون إلى تزامن هذا الجمعة مع الأيام الأخيرة التي تسبق عيد الأضحى المبارك حيث كانت الوجهة إلى أسواق الماشية، وفض المشاركون في المسيرة أي فتنة أو خطف ثورة الشعب من بقايا العصابة أو الذين يتحيّنون الفرصة لتعويض أفراد العصابة ونهب خيرات البلاد، الجميل في مسيرة سطيف هو أنه صار لكل من يمشي فيها علما جميلا وجديدا يتزينون به قبيل عيد الأضحى المبارك الذي هلّ على أبناء سطيف وأكثر من 20 مسؤولا من الذين مروا على عاصمة الهضاب وفي جميع المجالات من صحة ورياضة وتجارة وري ورجال أعمال وجماعات محلية، هم حاليا رهن الحبس المؤقت ومنهم من حوكموا ويتواجدون في السجن.

البجاويون ويؤكدون: الجزائر “أنا وأنت”.. وليس “يا أنا أيا أنت”!

خرج البجاويون ككل يوم جمعة في مسيرة حاشدة تحمل الرقم، 25 انطلقت من دار الثقافة “الطاوس عمروش” باتجاه الميناء مرورا بكل من مقر الولاية وساحة حرية التعبير “سعيد مقبل” للتأكيد مرة أخرى على ضرورة رحيل كل رموز النظام السياسي البوتفليقي بشعار “نعم للتغيير الجذري”، حيث أشار أحد المواطنين في هذا الصدد أنه “من المستحيل أن يشارك رموز بوتفليقة في بناء جزائر الغد”- مضيفا- “لا بد من رحيل بن صالح وبدوي والحكومة”.
وأشار مواطن آخر أن “جزائر الغد ستبنى بكل طاقات أبنائها الصالحين ومن دون تمييز” بشعار “الجزائر أنا وأنت.. وليس يا أنا يا أنت”، كما طالب المشاركون في مسيرة بجاية، بضرورة تطهير البلاد من المفسدين والفاسدين الذين نهبوا ودمروا البلاد بحيلهم الشيطانية، حيث أشار أحد المواطنين في هذا الشأن إلى أن “دخول بعض رموز الفساد إلى السجن لا يعني بأننا قد قضينا على أخطبوط الفساد” مشيرا إلى أنه “أضحى من الضروري فتح جل ملفات الفساد سواء على المستوى المركزي أو المحلي”.
فيما أكد مواطن آخر بأن “الفساد قد تجذر في أغلب المؤسسات، وأن الوقت قد حان لتنظيف الجزائر من كل هؤلاء المفسدين والفاسدين”.
وشهدت مسيرة بجاية كالعادة تنظيما محكما، ورغم الحر الشديد إلا أن ذلك لم يمنع المواطنين من المشاركة في مسيرة الجمعة 25 فيما استغلت العديد من العائلات فرصة تواجدها ببجاية تزامنا والعطلة الصيفية من أجل المشاركة في مسيرة “الوحدة” التي تجوب كل يوم جمعة شوارع بجاية، في حين عمد بعض الشباب إلى توفير المياه المعدنية الباردة وتوزيعها بالمجان على المشاركين في مسيرات بجاية وذلك منذ بداية الحراك في مشاهد أخوية فريدة من نوعها.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
3
  • HOCINE HECHAICHI

    لن يتغير شيء فسيذهب جميع رموز نظام بوتفليقة وستجرى انتخابات ستأتي برئيس وحكومة وبرلمان وولاة ورؤساء بلديات ...جدد وسنبقى في اقتصاد الريع نستورد طعامنا ولباسنا ودواءنا و...وسنبقى شعبا مسعفا يعيش في محيط قذر تسود فينا ثقافة الفساد ونهب كل ما هو "بايلك" ( من عاملة النظافة إلى رئيس الجمهورية ) إلى أن نصل إلى إفلاس وانهيار الدولة .

  • رابح الحاج

    عندما تستقل العدالة تستقل الصحافة .والشعب اغلبيتهم وعيين فلا يصدقون الااكذيب.

  • جزائري حر

    الخرفان لا تضحي بالخرفان. أنعم سيدي كي عاد القطيع يعرف يضحي . هما أاام يسوقو فيه بالتليكوموند وهو حاط روحو ماخلاش . سباب عدبنا الجهال كاينين بزااااااااف (يا بن عمي) في بلادنا. تقولك الدواب تااع العالم بكل رموا بهم للجزائر.