-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
تحدث عن تجربته الأخيرة في فرنسا وروايته القادمة سمير قسيمي لـ"الشروق":

سوقنا أسماء رديئة للترجمة في فرنسا لأن أصحابها نافذون

زهية منصر
  • 1438
  • 0
سوقنا أسماء رديئة للترجمة في فرنسا لأن أصحابها نافذون
ح.م

عاد مؤخرا الروائي سمير قسيمي من تجربة إبداعية في فرنسا حيث نشط هناك إقامة إبداعية قال إنها فتحت له أبواب الآخر الفرنسي، ورغم كونه كاتبا معربا لكنه لامس أن الاهتمام في فرنسا لم يكن على قدر اللغة أو موضوع الكتابة بقدر ما هو نابع من قيمة الكاتب وموقعه في المشهد الثقافي استنادا إلى طلبات الترجمة على أعماله وصيته خارج بلاده.
يصف سمير قسيمي جولته في فرنسا بالناجحة ليس فقط لأنها أتاحت له معرفة الآخر عن قرب ولكن أيضا لكونها اعتراف جاءه من خارج الوطن في الوقت الذي تواصل وزارة الثقافة تجاهله لأسباب قال إنها مجهولة.

كنت في مرسيليا في إطار إقامة كتابة هل يمكن الحديث عن بعض تفاصيلها للقراء؟

كانت تجربة مميزة للغاية. أقصد أن تتم دعوتك وأنت كاتب يكتب بالعربية ويبدع بها من بلد لغته الفرنسية، وهو بلد غير بلدك. لقد كانت فرصة للتفرغ بشكل كامل للكتابة، من غير أي شرط مسبق يخص موضوع كتابتي أو لغته أو حتى عدد ونوع النشاطات التي أحضرها أو أنشطها في فرنسا.
هنا لا بد أن أشير إلى الحسرة التي شعرت بها حين علمت أن المركز الفرنسي للكتاب قبل طلبي للإقامة فقط لأنني بحسب تحقيقهم كاتب تجاوز حدوده الإقليمية ومعترف به دوليا. حسرتي سببها أن هذا الاعتراف لم يحدث في وطني، ولم يصدر من المركز الجزائري للكتاب ولا من ديوان حقوق التأليف ولا حتى من وزارة الثقافة التي تتعمد تهميشي منذ أزيد من عشر سنوات لأسباب أجهلها، رغم سيرتي الإبداعية المعترف بها عربيا وأوروبيا بفضل ما يصدر من ترجمات لرواياتي عن أعرق دور نشر أوروبية.
بعيدا عن انتقاد المؤسسة الرسمية الثقافية، التي يتأكد يوما بعد يوم عدم امتلاكها أجندة ثقافية محترمة أو سياسة، مثلما أكدت ذلك لأكثر من عشر سنوات، بعيدا عن كل ذلك فتجربة الإقامة أفادتني على أكثر من مستوى، ليس فقط في ما يتعلق بالكتابة بحد ذاتها، بل أيضا في اكتشاف الآخر إبداعا وكتابة وثقافة، وأيضا في ما يتعلق بالفعل الثقافي الذي يختلف عما نعرفه هنا، خاصة في تشكله وفعاليته وأيضا تأثيره وتأثره بالمجتمع.
في الجزائر نشعر بأن الثقافة، بسبب اتساع الهوة بين المثقف والشارع، مجرد كماليات يمكن الاستغناء عنها، الأمر الذي انعكس في الذهنية السياسية، لاسيما لدى السلطة، على أن الثقافة بهرجة لا بد منها على منوال شر لا بد منه. للأسف، إنها الحقيقة الوحيدة التي تبرر قدرة السياسي على ابتلاع المثقف، لينسلخ هذا الأخير من جلده. الأمثلة كثيرة إلى درجة أن ذكرها مضيعة لوقت لم نعد نملكه لنستفيق ولنثور على هذا الواقع الثقافي البائس.

كيف لامست حضور النص والأسماء الجزائرية في الواجهة الفرنسية “أتحدث عن الأقلام المعربة” تحديدا؟

لم ألامس شيئا. لا حضور لأي اسم أو نص جزائري معرب كما تصفينه. عدم الحضور لا يعني القارئ الفرنسي البسيط أو العادي، بل حتى في الصورة الضيقة، المتخصصة من نقاد وصحفيين أدبيين وجمعيات ثقافية.
ما أقوله هنا، ليس ملاحظة شخصية، أو رأيا كيديا، لعلاقتي بهؤلاء، سواء كانت جيدة أم سيئة. إنها الحقيقة ولا شيء آخر: هناك غياب كامل وتام للأسماء الجزائرية المعربة في فرنسا، ليس بسبب لغة إبداعهم كما قد يدعون لاحقا، بل لمستوى النصوص المصدرة للترجمة في فرنسا. للأسف، قدمنا للقارئ الفرنسي نصوصا رديئة، فقط لأن أصحابها يملكون نفوذا أدبيا على المستوى المحلي والعربي. في السابق، كانت المؤسسة الرسمية الثقافية أكثر ذكاء، حين كرست أسماء أدبية ثقيلة لتكون واجهة لها على غرار رشيد بوجدرة أو الطاهر وطار. على عكس ما يحدث الآن من تكريس لأسماء لا تكتب نصوصا تصلح للنشر لتصلح لاحقا للترجمة، وليتلقاها الآخر على أنها أدب جزائري جميل.
المصيبة، أنه من الصعب جدا أن تشرح لدور النشر في فرنسا، أن ما نشر لجزائريين هناك مترجما، لا يمثل حقيقة الأدب الجزائري، بل فقط ما كرس منه، ولا علاقة لذلك بلغة إبداعهم، بدليل أن علاء الأصواني وسمر يزبك والمرحومين جمال الغيطاني ونجيب محفوظ يبيعون بنحو مذهل. كما ليس له علاقة بالجنسية الجزائرية بدليل الحضور المدوي لأعمال كاتب ياسين، وآسيا جبار وأمين الزاوي وبوعلام صنصال ومحمد ديب ورشيد بوجدرة وياسمينة خضرا وكمال داوود وآخرون.

تقدم الأسماء الجزائرية، التي تكتب بالفرنسة والقادمة من فرنسا تحديدا كأقلام في خدمة الجهات الثقافية هناك. ما رأيك؟

هذا حكم غير موضوعي في جانب كبير منه. ربما أصفه بالشعبوية أيضا. لهذا أفضل ألا أجيب عن أي سؤال يعتقد بوجود هوة بين ما يكتب بالفرنسية وبين ما يكتب بالعربية في الجزائر.

إلى أين وصل مشروع رواية سلالم ترولار؟

انتهى وأنا بصدد مشروعين آخرين. وأغلب الظن أن الرواية ستصدر هذه السنة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!