سوناطراك تعتزم تعويض المتقاعدين بمصفاة “أوغوستا” الإيطالية

تشير معطيات ووقائع على أرض الميدان، أن شركة سوناطراك ورغم التحقيق القضائي في ملف شراء مصفاة “أوغوستا” بإيطاليا وإصدار أمر دولي بالقبض على المتسبب الرئيسي في القضية، إلا أنه لا مجال للتراجع عن هذا المشروع.

وفي السياق، كشف الرئيس التنفيذي لمصفاة سوناطراك بإيطاليا “أوغوستا” روزاريو بيستوريو، عن مخطط لتعويض العمال المحالين على التقاعد من خلال برنامج لتجديد الأجيال، رغم الأزمة الناجمة عن فيروس كورونا المستجد.

وجاء الكشف عن هذا البرنامج من خلال بيان لنقابة الاتحاد العام الايطالي للشغل “UGL”، ثاني كبرى نقابات البلاد، اطلعت “الشروق” على نسخة منه، ورد فيه أنه عقد لقاء في الفاتح مارس الماضي، جمع مسؤولي مصفاة سوناطراك “أوغوستا” التي صارت تسمى ” Sonatrach Raffineria Italiana”، وهما الرئيس التنفيذي روزاريو بيستوريو، ومسؤول الموارد البشرية في المصفاة فيتوريو ديزياتي، وأمين عام نقابة الاتحاد العام للشغل أنطونيو غاليوتو، وأمين عام نقابة عمال الكيمياء فروتشي بيبينو.

ولفت البيان إلى أن اللقاء عقد بمقر مصفاة أوغوستا وسط أجواء حميمية وتعاونية، وحسب البيان فقد عبرت نقابة الاتحاد العام الايطالي للشغل، عن ارتياحها لما قامت به سوناطراك والإجراءات التي اتخذتها لتجاوز المرحلة الصعبة التي طالت قطاع التكرير منذ أكثر من عام في إشارة لانتشار فيروس كورونا وتراجع الطلب على الوقود.

وحسب المصدر ذاته، فإن ما قامت به سوناطراك من إجراءات كانت تهدف إلى تجاوز الأزمة وإرساء أسس انتعاش اقتصادي مأمول يمكن أن يكون اعتبارا من النصف الثاني من السنة الجارية 2021، وحسب ثاني كبرى نقابات إيطاليا، فإن مصفاة سوناطراك في صقلية عبرت صراحة على ضرورة زيادة الوعي لدى السياسيين والنقابيين في المنطقة وما يمكن أن يخلقوه من فرص لتحقيق انتعاش واستقرار مستدام، بالتركيز على نشاط الإنتاج في المصفاة.

وأعربت نقابة “UGL” عن سعادتها بما أعلنت عليه سوناطراك خلال اللقاء، مشيرة إلى أن الشركة ورغم الآثار السلبية للأسواق النفطية الدولية، بسبب انتشار وباء كورونا، إلا أنها لم تلجأ إلى تسريح العمال أو ما يعرف بـ “Cassa Integrazione”.

وحسب الرئيس التنفيذي لمصفاة “أوغوستا “خلال لقائه بممثلي النقابة، فإن المصفاة ومن خلالها سوناطراك لم تقم بتسريح العمال رغم الظرف الاقتصادي الصعب، بل بالعكس فقد شرعت في تنفيذ برنامج لتغيير الأجيال بعد حالات التقاعد التي حدثت مؤخرا حيث شرع في تعويض المحالين على التقاعد بعمال آخرين.

ويستشف من وراء هذه المستجدات أن هناك إرادة قوية لدى شركة سوناطراك للمضي قدما في هذا المشروع والوصول إلى تحقيق مداخيل بالعملة الصعبة وتسويق المنتجات في إيطاليا وأوروبا، أو توفير نزيف العملة الصعبة في عمليات استيراد المازوت خصوصا بجلب كميات من هذه المادة المكررة في المصفاة إلى الجزائر عوض الاستيراد.

وما يرجح هذا المسعى هو أن رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، شدد في أكثر من مناسبة، على ضرورة الحد من استيراد الوقود لكبح نزيف احتياطات الصرف، وأيضا بالنظر إلى كون مشروع مصفاة حاسي مسعود الجديدة لن يكون جاهزا قبل سنوات من الآن.