-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
فارس الثورة الجزائرية وطبيبها الماهر يترجل

سي لمين خان.. تركي الأصل وجزائري العشق!

سي لمين خان.. تركي الأصل وجزائري العشق!
أرشيف

ترجل فارس الثورة الجزائرية، وطبيبها الماهر، الوزير عبد الرحمان خان، المعروف باسم “لمين”، التركي الأصول، الجزائري الهوى والحب والوطنية، فقد جاءت عائلته فارة من الأندلس عبر قارب قذفت به امواج القدر إلى شواطئ القل.

توفيّ، الإثنين، المجاهد الرمز لمين خان عن عمر ناهز 89 عاما، وهو رجل من الرعيل الوطني النقي، كان ضمن قادة الحركة الطلابية الاستقلالية منذ مطلع خمسينات القرن العشرين، التحق بجبال الولاية الثانية بعد قرار 19 ماي 1956 تاركا زوجته حاملا بنجله الأول، وهو بالمناسبة المشرف على اجتماع طلبة جامعة الجزائر الغاضبين في نادي الترقي، والذي خلص إلى خيار الإضراب العام قبل أن تتبناه قيادة الاتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين، اثر تبليغ احمد طالب الإبراهيمي في فرنسا بقرارهم، بعد التنسيق مع عبان رمضان، رحمه الله، كمسؤول سياسي عن نظام الجبهة.

يوم سمع عبر الراديو بتعيينه وزيرا في الحكومة المؤقتة وهو بجبال سكيكدة ضحك! وقال في نفسه سأبقى طبيبا مجاهدا هنا فوق الوهاد ولن أغادر نحو الخارج!

اضطر لمين خان أكثر من مرة أن يشرب من وديان معفونة في غرب سكيكدة، تحت الحصار الفرنسي، فكان رفاقه يضحكون من الموقف قائلين في مزح: طبيب يشرب ماء الجيفة! يرد عليهم سي لمين: إن الله أحلها للمضطر ونحن كذلك! يقول عن نفسه: فأتحول بذلك من طبيب إلى مفتٍ.

بعد الاستقلال ترأس اللجنة المختلطة لإدارة الثروات مع الجانب الفرنسي، تنفيذا لاتفاقيات إيفيان، ثم وزيرا للأشغال العمومية، قبل أن يلمع اسمه عالميا كأمين عام لمنظمة الأوبك في عز السبعينات، يوم قطع العرب النفط عن الغرب غداة حرب اكتوبر 1973، وفاوض رفقة بلعيد عبد السلام رحمهما الله، الثائر كارلوس في حادث اختطاف وزراء المنظمة من فيينا، وعلى رأسهم وزير الشاه حينها، كأول مستهدف والسعودي زكي اليمني في 1975.

ثم قضى 10 سنوات على رأس منظمة التنمية الصناعية للأمم المتحدة، ليعود مغضوبا عليه إلى الجزائر عام 1986 دون أن يستقبله أي مسؤول في المطار، بسبب تحفظه على تقليد الشادلي بن جديد لخلافة بومدين، وتحريض جماعة فرنسا عليه بالرئاسة، حتى أنه لم ينل تقاعده المستحق إلا بشق الأنفس لمكائد اللوبي الفرنسي ضده!
وحين حكى لي قصته مع هؤلاء تحفظ على إفشاء المعلومة، خشية أن يقال عنه انه إنسان مادي، حتى وهو يدافع عن حقوقه المشروعة!

كان من أبرز الشخصيات الوطنية (مجموعة 18) الموقعة على رسالة الانفتاح الديمقراطي والتغيير المرفوعة إلى الرئيس بن جديد في أعقاب أحداث أكتوبر 1988.

لكنه تعرض بعد ذلك إلى التغييب الإعلامي لتعاطفه مع الإسلاميين وانتقاده لممارسات النظام!

شرفني عمي لمين، رحمه الله، أن خصني قبل سبع سنوات بحوار مطول، نشرته الشروق في 13 حلقة، عن مسيرته الثورية والوطنية، من النشأة الأولى في الثلاثينات إلى معايشته أحداث الربيع العربي، مرورا بكافة محطات الحركة الوطنية والثورة وصراعات الحكم في الجزائر منذ مؤتمرات الصومام وطرابلس الأول والثاني وانقلاب 65 وما أعقبه، وعهد بومدين، قال كل شيء بصراحة ودون مجاملات ولا مواراة.

عرفت عمي لمين رجلا متدينا يقطع الحوار ليؤدي الواجب الديني كما يسميه (الصلاة) دون تأخر ولو لدقائق، بل ينهض مع سماع الأذان مباشرة، ومن حديثه الشيق تحس بحرارة الاعتزاز بالإسلام والعروبة والوطن.
وداعا أيها الرجل الشهم ولنا في حياتك المثل والقدوة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
6
  • شاوي حر

    كلكم لأدم وأدم من تراب اللهم تغمده برحمتك الواسعة وأسكنه فيسح جنانك ان لله وان اليه راجعون

  • رشيد

    شكرا للمعلقة فتيحة جابي ،

  • El sheriff eljazairi

    انا لله وانا اليه راجعون، اللهم تقبله بقبول حسن و ارضى عنه و اجعله مع الصديقين و الشهداء و الصالحين و حسن اولئك رفيقا.
    حسبنا الله ونعم الوكيل في فرنسا و أبناؤها و خدامها

  • لولو

    ما الغرض من "تركي الاصل"!!!

  • فتيحة جابي

    تركي يفر من الاندلس؟ لم اقرأ هذا في الاف الكتب التي قرأت. وانا المطالع النهم وابن القل العتيد. يا سي لحياني: الذين فروا من الاندلس ليس اتراكا, والاتراك الذين استقروا في الجزائر لم ياتوا من الاندلس, وهو يقول عن نفسه راويا عن جده: ان اصوله تعود لاسيا الوسطى, رغم انه جزائري حر

  • حماده

    رحمه الله رحمة واسعة ورزقه الفردوس الأعلى