-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
"الملاعب ليست ملكية ذكورية وسنشجع الجياسكا ولو بالزغاريد!"

شابات وعجائز يكسرن احتكار الرجال لمدرجات ملعب تيزي وزو

فاطمة عكوش
  • 2001
  • 5
شابات وعجائز يكسرن احتكار الرجال لمدرجات ملعب تيزي وزو
أرشيف

صنع ملعب أول نوفمبر بتيزي وزو الحدث خلال سنة 2018 منذ قدوم شريف ملال، حيث تعرف مدرجاته زحفا كبيرا للنساء والفتيات إلى أماكن ظلت حكرا على الرجال بتنظيمهن مهرجانات لم تشهدها الملاعب الأخرى، رغم أن البعض يقولون أن النساء مكانهن ليس في ملاعب كرة القدم، مقابل رفض بعض العائلات أن تبقى المدرجات ملكية ذكورية وحكرا على الرجال.
أعطت السياسة الجديدة التي انتهجها السيد شريف ملال منذ قدومه إلى فريق شبيبة القبائل ثمارها، كونه يعتبر أول رئيس فريق جزائري يفتح أبواب ملعب على الطريقة الأوروبية، لعائلات بأكملها كبيرها وصغيرها، وحتى الرضع أصبحنا نراهم في المدرجات إلى جانب الفتيات والنساء اللواتي يتنقلن جماعيا من القرى والمداشر، وحتى من الولايات المجاورة لتشجيع فريقهن، ويتصرفن بكل تلقائية ولا يخفن من الاعتداءات اللفظية والجسدية، فالملعب بنظرهن هو فضاء للإبداع والفرح والترفيه .

مختصون: حضور النساء أدى إلى تراجع العنف

وإلى وقت قريب، كانت هناك نظرة نمطية عن الملعب، باعتباره فضاء ترتاده فئات معينة، وتفرغ به كل أشكال المكبوتات من التلفظ بالكلام البذيء المنحط والسب طوال المباراة والتي أصبحت تقليدا، وهي صورة فيها كثير من الصواب للأسف، وكان المشجع يدخلها دون عائلته حتى لا يسمع “ما لا يرضيه” ويتسلح عادة بالزاد من مأكل ومشرب وعصا خشبية أو حديدية أو خنجر إن استطاع إلى ذلك سبيلا ، لكن منذ مجيء ملال تغيرت الأوضاع، حيث نجد نساء وفتيات كثيرات في مدرجات ملعب تيزي وزو جنبا إلى جنب مع إخوانهن أو أزواجهن، وتبين مع مرور عدة أشهر على اقتحام الجنس اللطيف للملعب أن الظاهرة الجديدة، قد غيرت الكثير من الأمور وحتى الذهنيات، وتبين ميدانيا أن وجود النساء بالمدرجات قلل من الشغب، ووجودهن جعل أغلبية المشجعين الذين يطلقون العنان لسيول الشتائم والعبارات البذيئة يتراجع طوعا، واعتبر أهل الاختصاص أن حضور الفتيات والنساء إلى الملعب قلّل من ظاهرة العنف.

عجائز ينتقدن أداء اللاعبين ولا يتحملن الخسارة!

ولم يعد هوس تشجيع اللاعبين يقتصر على الذكور بتيزي وزو، وذلك منذ أن أصبحت الفتيات يقبلن جماعات على متابعة المقابلات بالملعب، ويتجاوز حجم التعاطف الأنثوي مع عناصر الفريق حدود التعاطف الذي يبديه الشباب مع لاعبيهم الذي يختلط بالإعجاب، والأجمل أن أغلبية المشجعات حتى العجائز منهن صرن مع الوقت يعرفن أسماء أغلبية اللاعبين ووضعياتهم داخل الملعب، ينتقدن أداء اللاعبين كما ينتقدن المدرب، لا يتحملن الخسارة، يفرحن كثيرا لما تفوز الشبيبة ويخرجن إلى الشارع للتعبير عن فرحتهن بالفوز سواء بمفردهن أو مع عائلاتهن.
فتيات ونساء وعجائز يجمعهن عشق كرة القدم، يقتحمن بكل إصرار عالما لا يزال حكرا على الرجال، يسجلن حضورا بملعب أول نوفمبر بتيزي وزو، يصدحن بكل ما أوتين من قوة، وعادة ما تتعمد النساء اللواتي يدخلن الملعب ارتداء ألبسة تقليدية أغلبيتها تحمل ألوان الشبيبة القبائلية من أصفر وأخضر، ومع كل هدف أو لقطة جميلة تتعالى أهازيج الأصوات الأنثوية التي تهتز لها المدرجات والتي عادة ما تمتزج بالزغاريد، إنه مجرد عشق أنثوي للساحرة المستديرة الذي يبدو جليا على وجوه نساء وفتيات من مختلف الأعمار، فلا فرق بين رجل وامرأة في التشجيع، بل آن الأوان أن تتغير الأذهان والعقليات، هي مسألة فرجة ومتعة كروية، لأن كرة القدم تذهل الكثير من النساء والفتيات.
وجب التذكير أن ثقافة التشجيع الكروي ليست غريبة على نساء القبائل وهذا في انتظار أن تتغير تلك النظرة “غير الراضية” عن المرأة المشجعة، وهذا رغم أن حضور النساء إلى الملعب ليس وليد اليوم، لكنه في السابق كان محتشما، ولا يتعدى المنصة الشرفية ضمن الوفود الرسمية.
ويعتبر الكثير من الرجال أن حضور المرأة بالملعب عادي وطبيعي ويدخل في إطار التشجيع، حيث أصبحت الفتيات جزءا من جمهور كرة القدم، وبتن يشاهدن في المدرجات بجوار الذكور وهن يشجعن فرقهن بحرارة بالغة، وتجد معظمهن يتابعن المباريات بشغف كبير ودراية واسعة، فهناك تزايد بشكل ملحوظ في الفترة الأخيرة، بل أصبح أمر عادي جدا، خاصة في المباريات والمواعيد الرياضية الكبرى.
مقابل هذا، رغم أن بعض الشباب يرى أن ملعب كرة القدم يبقى آخر معقل ذكوري “يجب الدفاع عنه”، هذا المعقل الذكوري أصبح غالبا فضاءً للعاطلين عن العمل للتعبير عما بداخلهم من الغضب والإحباط من دون ضبط النفس، في مجتمع يحمل الكثير من المكبوتات، ويشكو من غياب وسائل وأماكن الترفيه لمن لا يملك المال.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
5
  • وسيم

    تحية تقدير لكم، أهل تيزي وزو ناس متخلقين وليسوا معقدين نفسيا من المرأة يكفي أن تذهب لتمضي العطلة حتى في القرى الصغيرة القبائلية حتى تجد النساء يتجولن بالميني في الليل والكل يحترمهن، هذه هي الحقيقة أنا عربي وأقولها وأحترمهم، نعم دخول النساء للملعب يقلل من العنف، لكن ليس شرطا ان تدخل مع زوجها أو أخوها يمكنها الدخول رفقة صديقاتها بشكل عادي أو بمفردها، المرأة ليست ضلا للرجل لكي يتحتم عليها الدخول مع أخوها او زوجها للملعب او لا تدخل، أتمنى ان تنتقل المبادرة، هناك بجاية وعنابة أيظا ناس محترمين وليسوا معقدين نفسيا من المرأة يمكن ان تنتقل المبادرة إليهم، لكن بقية الولايات لا يمكن ان تنجح فيها

  • الشيخ عقبة

    ربي ينصر بنات الأبطال سلالة الكاهنة ولالا أنسومر بتيزي وزو ( يسقط الذكور المخنثون اينما تواجدو )

  • جزايري

    برافو الاختلاط والتقدم والتحضر والتطور للمراة الجزائرية والله شبعتونا خرشف

  • Amazigh

    On ai fier, vive l’Algerie moderne et prospère, notre beau pays appartient à tout les algériens

  • omar one dinar

    إذا كانت الأنثى تمشي للخدمة الوطنية. ...ما المانع أن تشعل النار بالمدرجات؟ ؟؟؟؟الجزاير وما ادراك من الخورطي