شباب الجنوب يبدعون في التعبير عن الحياة اليومية على قنوات اليوتيوب

مع تطور وسائل التواصل الاجتماعي والتكنولوجيا الحديثة، ظهرت في السنوات الأخيرة إبداعات شبانية محلية على مستوى الجنوب الجزائري بعد ما كانت محتكرة من طرف فئة محددة من المحترفين في هذا المجال.
البودكاست الذي أصبح في متناول الشباب الجزائري من أجل فتح قناة على اليوتيوب وانتاج أفلام قصيرة متنوعة، وجد فيها عدد كبير من شباب الجنوب الجزائري فرصة من أجل التعبير عن الانشغالات اليومية التنموية او المواضيع الاجتماعية التي تشغل الرأي العام وتكون في متناول الجمهور العريض المشترك في اليوتيوب.
“الشروق” كانت لها فرصة الاحتكاك بالشاب داود جغبالة، 23 سنة، طالب جامعي، سنة أولى علوم إنسانية من تقرت والذي بدأ هذه الهواية سنة 2016 وفضّل اسم زعيم دو باللغة الفرنسية كاسم الشهرة وعنوان حسابه في قناته باليوتيوب والفايسبوك والانسترغرام، حيث عالج العديد من المواضيع بطريقة فكاهية شغلت الرأي العام كقضية اقتراح أداء الإناث للخدمة الوطنية وعيد الحب ومعاناة الشباب مع البطالة وصعوبة الحصول على منصب عمل بالإضافة إلى أفلام قصيرة مناسباتية كفيديوهات حول يوميات المواطن في شهر رمضان والدخول المدرسي والمولد النبوي الشريف، كما ان معاناة المواطن مع قساوة المعيشة والتأخر التنموي لم تمنع هؤلاء من توجيه رسائل محرجة للسلطات المحلية من خلال تلك الفيديوهات التي تعبّر عن الواقع المرير كانعدام المياه أو اهتراء الطرقات أو كوارث قطاعات حيوية كالصحة التي يتعذب فيها المريض.
داود الذي سرد تجربته لـ”الشروق”، أضاف أن هذه الأفلام القصيرة تلقى نسبة كبيرة من المشاهدة من طرف الجمهور وخاصة عندما يتعلق الأمر بحدث يشغل الرأي العام كتمثيل سقوط الطائرة العسكرية وردة فعل أهالي الشهداء وكذا الفيلم الذي اطلقه مؤخرا يجسد سقوط المرحوم العياشي في بئر بالمسيلة، حيث قام بتصوير مشاهد داخل بئر افتراضية يروي حياة العياشي قبل وأثناء بعد سقوطه وفاق فيه عدد المشاهدات 5 آلاف بعد إطلاقه بيوم.
هذا وبعد نجاح هذا الشاب الموهوب في تجسيد أفكار إلى إنتاج أفلام قصيرة بوسائل بسيطة من خلال التصوير والمونتاج عن طريق هاتف نقال، يأمل داود أن تتطور قناته على اليوتيوب ليتضاعف عدد مشتركيه او احتوائه من طرف نواد بدور الشباب او الجمعيات في انتاج افلام هادفة، خاصة وأن البودكاست بالجنوب الجزائري عموما وبمدينة تقرت خصوصا يعرف تنافسا شريفا بين العديد من المواهب في هذا المجال لتقديم أفضل الأعمال التي تحاكي الواقع المعيشي والتنموي والاجتماعي دون قيود أو مضايقات.