-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
يصرفون الملايين على الحلاق والملابس

شباب مهووسون بالشهرة بأي ثمن

فاروق كداش
  • 2622
  • 7
شباب مهووسون بالشهرة بأي ثمن
بريشة: فاتح بارة

بعد أن كان مفهوم الشهرة يعني محبة الناس والكاريزما والعمل الدؤوب للمحافظة على القبول، أصبح في زمن مواقع التواصل الاجتماعي حالة هسترية ومشهدا مملا، يتكرر أمامنا يوميا، حتى أفرز لنا جيلا مهووسا بالظهور والأضواء والفلاشات.. ولم تسلم الذكورة من هذه الـظاهرة، بل أصبحت البنات نجمات صف ثان بالنسبة إلى الكثير من الشباب… الشروق العربي، تنقر وتبحث لتعرف ما وراء ظاهرة هوس الشهرة لدى الشباب.

في عالم فايسبوك وتويتر منشور واحد فقط يحتوي على صورة جريئة أو فيديو لا يليق وجوده على حسابك على الشبكات الاجتماعية، هو كل ما تحتاج إليه لتُصبح مشهورًا ، لكن للأسف ليس بشكل جيد على الإطلاق… إنها يوميات شباب مهووس بالظهور يفعل المستحيل كي يكسب الجام والجامين والمليون جام، وفي سبيل ذلك يصرف كل ما يكسبه عند الحلاق ليصبغ ويملس ويحسن لحية الموضة ويضع التاتواج، خاصة في الصيف كي يظهر في البلاج بكامل وسامته المزعومة، والهدف هدفان: التفاخر وكسب عدد كبير من المشاهدات، ولا يهم من “يلايكي” إن كان بنتا أو شابا أو شيخا، المهم النقر مرارا وتكرار… بالإضافة إلى ثمن “التبياش” باهظ الثمن، الذي لا يمكن حصره في رقم معين، فقد يفوق كل توقعاتكم، والدليل أن الطلب على ملابس الرجال تضاعف في الآونة الأخيرة، وأصبح يفوق الموضة النسوية بسنوات ضوئية.

وما زاد الطين بلة، أن هوس الشباب بالوسامة تعدى الخطوط الحمراء، فهناك من يشتري مستحضرات التجميل كلها، من كريم الليل والنهار، ويضع كريم الحماية من الشمس المناسب، ليس لكي يحمي بشرته من مخاطر الأشعة، بل ليحافظ على لون بشرته، كما يستعمل البعض مصحح العيوب، وينفق ثروة صغيرة على الشامبو والمرطب وقناع الشعر… ما يصيبك بدوار البحر.

شباب من يوتيوب لا يتوب

العديد من الشباب امتطوا اليوتيوب للوصول إلى النجومية، ولكن معظم من نجح ركز على المحتوى والمضمون، في حين راح الكثير يقلد أنس تينا وديزاد جوكر وزاروطة بفيديوهات فارغة، سعيا للحصول على نفس الجماهيرية… في عالم التمثيل، الأمر سيان، أتفاجأ في كل مرة أحضر حفلا أو عرضا، بلقاء نفس الوجوه التي تتنافس كي تلتقط صورة مع الممثلين المحترفين، أو أخذ سيلفي في عين المكان، وقد يكتب في أسفل الصورة مباشرة من الحفل الفلاني، ويوهم الجميع بأنه تلقى دعوة خاصة بصفته “مغمورا في عالم مشهور”… هناك أيضا من حظي بفرصة التمثيل في عمل أو عملين، لكنه فشل في استقطاب المحبة، لأن من اختاره لا لموهبة بل لتجميل المشاهد فحسب.. وهذا ما لمسناه في أسماء كثيرة لم تظهر بالشكل اللائق في رمضانات فائتة، وبقيت تجري وراء سراب الشهرة عبر تويتر وإنستغرام وفايسبوك… صور بالعشرات، ستوري كل دقيقة في فندق أو مطعم أو شاطئ، فضلا عن ألبوم سفرياتهم ولا يهمهم إحباط الفقراء من الشباب أو تأجيج نيران الحسد، المهم أن يعرف الجميع أنهم في إيبيزا وأنطاليا، أو حتى في جزر الباليار.

شباب بلا طموح

 سألنا بعض الشباب على فايسبوك، الذين لمحنا هوسهم بالصور والتعليقات وتخليد يومياتهم بالفيديو على الستوري، أول من رد علينا مليك، 22 سنة، شاب وسيم يغير قصة شعره بين صورة وأخرى، فحدثنا عن رغبته في أن يصبح مشهورا، وأن يخطو خطى عارض الأزياء محمد رغيس، وعندما سألته عن موهبته رد بكل برودة: “لا يهم الموهبة، المهم أن يعرفني الجميع”… لقد شعرت بدلو ماء صاقع على قفاي من هذه الإجابة، وأدركت أن هذا هو النموذج الحي للمهووس بالشهرة، الذي عوض أن ينمي موهبة من مواهبه الحقيقية، يغطي شمسه بغربال سميك، كما حدث مع بعض الشباب الذين اعتمدوا على هيئتهم الخارجية، فانحصر حضورهم في بلاطوهات التلفزيون فقط لا في مواقع التصوير.

عروض الأزياء… شباب ولكن

 لا تعتمد عروض الأزياء الرجالية في الجزائر على المواصفات العالمية، والدليل، أنه لا أحد من هؤلاء نجح في الخارج، وهذا، لأسباب كثيرة، منها المحاباة والمجاملات وعدم الاحترافية… هذا الأمر بدا لي جليا عند حضور مسابقة في عرض الأزياء والفاشن، واندهشت من الكم الهائل من المشاركين الذكور الذين راحوا يختالون كالغربان التي تحاول تقليد الحمامة فنسيت مشيتها… سألت رئيس لجنة التحكيم عن معايير الاختيار، فراح يشرح لي المقامة الحريرية، لم يقنعني شرحه، لأن الفائز في الأخير كان قصيرا ولا يملك مشية رجولية… أكاد أجزم بأن معظم عروض أزياء الرجال في الجزائر ليست للرجال، فالمصممون يثقلون الجاكيت بالمجبوذ والبرودي ويضعون الباييت والعدس على السراويل، وكل هذا لا يهم من يعرض من هؤلاء الشباب، المهم الصورة، وأن يقال إنه عارض فحسب.. هذا الهوس بعروض الأزياء بالنسبة إلى الذكور، نلتمسه في صفحات فايسبوك الخاصة بالكاستينغ، التي تجدها تعج بآلاف اللايكات والجامات، ويختلط الحابل بالنابل بين من يطلب التاريخ ومن يدون العنوان.. الغريب، أن هؤلاء قد يدفعون إلى المشاركة في العروض بدل أن يتحصلوا على مقابل مادي قد يصل في فرنسا مثلا إلى ألف أورو للعرض الواحد.

الرأي المعارض

 من المعارضين لهذه الظاهرة، أيمن، جامعي، في ربيع العمر يقول: “لا توجد أي حاجة لأن يشاركنا هؤلاء في جميع ما يفعلونه في حياتهم اليومية، إذا استيقظوا من النوم لا نحتاج أن نعرف، وإذا أفطروا وجبتهم المفضلة، فإنّ الأمر لا يهمنا بتاتا، كما أنّ انتقالاتهم المختلفة من المنزل إلى المقهى، وإلى المطعم، بسيارتهم الفارهة، لن تفيدنا بأي شيء، خلاف اللصوص الذين سيستغلون عدم وجودهم بالمنزل لسرقته، وبسبب هذا الإزعاج أضطر إلى عدم متابعة منشورات الكثير من الأصدقاء على فيسبوك تحديدًا”.

أما ناريمان، وهي ممثلة مسرحية، فتطلب مني استثناء الشباب الموهوب حقا، الذي درس التمثيل والمسرح أو حتى عرض الأزياء، ويبحث عبر الإنترنت عمن يكشف موهبته، فما كان إلا الإذعان.

نجوم لا تسطع

حب الشهرة داءٌ يفتك بصاحبه، قبل أن يفتك بغيره؛ لكونه ينطلق من مبدإ حب الذات، وتقديم كل ما يخدم المصلحة الشخصية، دون التفكير في شخص آخر أو متطلبات أخرى، ما قد يؤدي إلى خسارة الكثير في الحياة من مال وعائلة وأصدقاء. ولا شك في أن كثرة مواقع التواصل الاجتماعي وسهولة إيصال أي فكرة يريدها الفرد بأسرع وقت ممكن، زادت من هوس الشهرة ومن إمكانية الوقوع فيه في أي ظرف، لا سيما أن أي مقطع فيديو قد ينشر يمكن أن يتم تداوله بسرعة قياسية من أكبر عدد ممكن من الأشخاص ومشاركته مع عدد كبير من المتابعين، ما يفتح آفاق الشهرة على مصراعيها.. لذا، يجب الحذر من الشهرة وهوسها، وتنبيه الأولياء إلى ضرورة التواصل مع أبنائهم وبناتهم، وحثهم على الدراسة والعمل، وأن يرفعوا سقف توقعاتهم في حدود الواقع.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
7
  • المنقذ

    يضرب يماه باش تعطيه الفلوس يتفحشش بيها ويزوخ في الحومة ونهار كامل وهو يكذب على لبنات فلفاسبوك يخي جياحة

  • علي الجزائري

    هؤلاء ذنب الديك ريح لي جات تديهم

  • ثم ماذا !

    تتمّة ...ومن كان جاره فقيرا إستدان من أمّه 200 دج وذهب للحلاق ومن أخته سروالا وتبختر به في الشارع ومن لم يجد هذا كله أصبح مهرّجا حتى يضحك العذارى وأقرانهن .
    ربما أنجع وسيلة لمحاربة هذه الظاهرة هو النقد الساخر فكما قيل " أثمر النقد أسخره " والنصيحة الغالية لمن يكره هذه التصرّفات أن يعتزل تلك المواقع فهي قد أصبحت فقط للمراهقين والسذج

  • ثم ماذا !

    موضوع حساس وياليته يأخذ حيّزا كافيا في وسائل الإعلام البصرية أيضا ...
    حب الظهور بأي وسيلة هو مما لا شكّ فيه مرض معدي الشفاء منه صعب حتى لا نقول مستحيلا نظرا لأن أصحابه غالبا من ذوي الإحتياجات الفكرية فمعظمهم فارغون عقليا تحوّلت أدمغتهم بفعل البرمجة الخاطئة من النت وخصوصا مواقع التواصل إلى أرض خصبة لزرع جميع الأفكار الفاسدة والمغالطات ومن ضمنها هوس الشهرة والشكليات . فالملاحظ أن أكثر من 95% من روّاد تلك المواقع لديهم ميل شديد نحو الحصول على الإهتمام الزائف نتيجة الفقر العاطفي والسلعة الرائجة في هذا الوقت هي " التبهليل والسفر والمال والوسامة ... "
    فمن لم يسافر إلتقط صورة بجانب سيارة جارهم

  • jamal roussi

    WECH YJIK MEN JIL TA3 LEKBECH... BA3 BA3 BAAAAA3333333

  • محمد لندن

    في الدارجة الجزائرية والعربية الفصحى يسمى "وشم" فلماذا صاحب المقال يستعمل لفظ "تاتواج"؟؟؟!!

  • شخص

    الخطير أنهم هؤلاء يشكلون ربما 80 % من الشباب و لا حول و لا قوة إلاّ بالله !