-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
يتصورون بملابس المحلات وسيارات الغير

 شباب يعيشون بالوكالة على فايسبوك وأنستغرام

فاروق كداش
  • 2531
  • 4
 شباب يعيشون بالوكالة على فايسبوك وأنستغرام
ح.م

 يعيش الكثير من شبابنا حياة موازية لحياتهم الحقيقية، وكأنهم يمثلون في مسلسل تلفزيون الواقع غير الواقع، فتراهم ينشرون صورهم على جدران حياتهم الرتيبة في كل مكان يروحون إليه، ويروّحون فيه.. هي ظاهرة كنا نطلق عليها زمان “لافريم”، غير أنها أخذت أبعادا رهيبة على الإنترنت… الشروق العربي، تغوص في صفحات الفايس والأنستغرام، بحثا عن إجابات دون صدى.

أكثر المواقع استهدافا من طرف المتباهين، المطاعم والفنادق، فالتقاط الصور فن لا يتقنه إلا المتملقون، المهم الزاوية التي تضيء وجوههم، التي تشبه أركان البيت، من صالون ومطبخ، وحتى السيارات التي ليست ملكهم، يتصورون أمامها وخلفها وداخلها إن كان ذلك ممكنا، مع تعاليق توحي بأنها لهم، ولا يختارون إلا البورش كايان والكريتا وغيرها، بعد أن ولى زمن الإيبيزا والمرسيدس.. كما يعمدون خلال سفرياتهم إلى البلدان القريبة طبعا، مثل تونس، إلى التقاط صور مع السائحات، ويخلدون غروب الشمس على أنه حدث في المالديف.

 والملاحظ في ستوري وبوستات هولاء تحدثهم بطريقة سطحية مادية بحتة، وينحصر حديثهم في المال والسيارات والأسفار والبنات طبعا.

بائع وهم في كابينة ملابس

ولكل متملق متسلق متنمق هندام معين، يحرصون على تنسيق الملابس، حسب الألوان، وظاهر هؤلاء ماركات عالمية مزيفة يشترونها من سوق الدرجة الثالثة، وكثيرا ما يلتقطون صورا لهم وهم في كابينات تبديل الملابس في محلات غالية، خاصة مع افتتاح الكثير من الماركات العالمية نقاط بيع رسمية لها في الجزائر.. ويدعون بعد إظهار اللوغو الخاص بالماركة، أنهم يروجون لها بسبب شهرتهم على مواقع التواصل الاجتماعي.. وكم من صورة من مرآة تكشف المستور..

 كما يعتني هؤلاء بشكل ملفت بشعرهم وبشرتهم، كي تبدو أنها لا تكد ولا تشقى… هذا الوهم والزيف أحيانا يشهر البعض منهم، وتصل صفحاتهم خاصة على أنتسغرام إلى آلاف المتابعين، خاصة من البنات الساذجات، اللواتي ينبرهن بالثراء الكاذب والسيارة الفارهة وحياة البذخ المزيفة… وتعليقاتهن تنذر بسقوطهن في الفخ…

وتكتشف بعض الفتيات الفخ بعد فوات الآوان، بعد أن يعلن إفلاسهن العاطفي والمادي، فكم من فتاة فليكسات واشترت الهدايا الغالية لشاب لا يملك ثمن تذكرة مترو، وكم من فتاة خدعت بمظهر شاب أنيق، لكنه مفلس. ويستعمل شباب “الفايس والإنستا” صفحاتهم لإجراء الصفقات، خاصة في مجال البيع والتسويق، وينجحون في اختراق سوق العقار، ويقتحمون كل المجالات لامتلاكهم حاسة التبلعيط أون لاين النادرة.

شباب في زمن المؤامرة

تعليقات وكومنتات هؤلاء “المصاغر” كلها تصب في فلسفة واحدة “الزوخ والفوخ”، وتراهم يروجون لأنفسهم بأنهم ضحايا لنظرية المؤامرة والحسد والغيرة من كل معارفهم…لأنهم ناس ملاح ونية، ‪والكل يغار من نجاحهم المزعوم، فيكتبون تارة: “حنا مانستشفاوش بصح مليحة الدنيا كي دور”، وأحيانا يكتبون: “الوجه يضحك للوجه والقلب فيه خديعة”، وتارة يكبتون: “عايشين غاية راك فاهم”، وتارة أخرى يظهرون الحكمة: “لا تلبس حاجة ماشي قدك ولا على حاجة فارغة تندب خدك ولا تصدق واحد قالك نحبك.. “

اختلاف لا يفسد للافريم قضية

سألنا بعض الشباب والشابات عن ظاهرة لافريم والكذب على مواقع التواصل الاجتماعي، فكان التباين واضحا بين الذكور والإناث، عادل يرى أنه لا ضير من لافريم على النت، شريطة ألا تكون لها عواقب في الواقع: “لافريم لماليها”، حسب رأيه، ويضيف: “أنا أصور كل شاردة وواردة في حياتي، وأنشر على صفحتي أي شيء أقتنيه مع الأصدقاء، ليس تباهيا بل لمشاركتهم يومياتي”. أما منير، فيقول: “الشباب يعمدون إلى لافريم أحيانا للهروب من فقرهم فقط، ولا يضرون بصورهم أحدا”، غير أن سامي لديه رأي مختلف: “صفحات الفايسبوك تضج بهؤلاء الكاذبين المزيفين، الذين يعيشون حياة ليست حياتهم للإيقاع بالبنات وللتباهي أمام الأصدقاء”… ريهام، ترد على هذه النوعية من الشباب بسؤال: “من نيتكم؟”، وتضيف: “الرياء والتباهي لا يجلبان سوى كراهية الناس”، وتعقب لينا، ذات ثمانية عشر ربيعا، بعفوية: “البنات لسن ساذجات وهن يكشفن بمجرد لايك أو إعجاب المستور… نصف الشباب على الفايسبوك خاصة يلبسون أقنعة تخفي في الواقع كبتهم وحرمانهم”.

شيء في صدري

 “فيسبوك وأنستغرام” باتا وسيلة سهلة بين أيدي الناس، بمختلف الفئات والثقافات والأماكن، وقد اختلط فيها الحابل بالنابل، وأصبح الناس يستعرضون فيها أشياءهم الخاصة بحرية مفرطة تصل إلى حد استفزاز الآخرين، كعرض حياتهم الشخصية بكل تفاصيلها. وتلك بالتأكيد إسقاطات نفسية واجتماعية، تنم عن مجتمع يعيش على المظاهر، والأقنعة المزيفة، ينسجها من خيوط عقده النفسية العليلة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
4
  • malik

    3la hsab li kteb hada rah hakmatou elghira
    rebi i3awnek sahbi

  • انا في حيرة

    ناس زمان قالو المكسي بدرهم الناس عريان

  • امينة

    موضوع يدمي القلب من واقع شبابنا الأليم فهو يعبر عن شريحة واسعة تعيش بنفس الأسلوب في واقعها. ..ويصيب بالاكتئاب على مستوى الأذن الوسطى. ..أتمنى أن لايفوت الأوان على هذا الشباب ليدرك أن الدنيا لا تساوي جناح بعوضة

  • قناص

    لا يملك ثمن تذكرة ميترو ???
    عيني دمعت من شدة الضحك
    ااااه يا فروق كفيت و وفيت هههههه
    والله لا يملك حتى ثمن سيجارة
    عايشين في الأحلام و لن يصحوا منها إلا و هم سن الأربعين بعد فوات الأوان