-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
قوات الأمن والدرك فككت 29 شبكة في ظرف قياسي واسترجعت مدنا أثرية

شبكات التهريب حوّلت “مناطق” أثرية من خنشلة نحو إيطاليا

الشروق أونلاين
  • 917
  • 0
شبكات التهريب حوّلت “مناطق” أثرية من خنشلة نحو إيطاليا
أرشيف

لا تزال عديد المناطق الأثرية، في غاية الأهمية، بإقليم بلديات ولاية خنشلة، معرضة للإهمال والتخريب والنهب المنظم، بإشراف من عصابات دولية، جندت أفرادا من شبكات وطنية، ذات دراية كاملة بواقع التاريخ المحلي، تعمل على تهريب كل ما تزخر به الولاية من معالم وآثار، نحو الخارج، انطلاقا من تونس باتجاه ايطاليا..

فقد تم خلال الأسبوع الأخير إسقاط أربع شبكات، تنشط على الصعيد الدولي، واسترجعت عددا هائلا من القطع الرومانية، نقدية، ذهبية، فضية، وتماثيل، وأوقفت عشرات الأشخاص من مختلف الفئات، منها ضابط بالشرطة، برتبة ملازم أول، يعمل بأمن بسكرة، وتوقيف شرطي برتبة مفتش شرطة، وإمام بمسجد المحمل، وإطارات سامية بمدينة عين الطويلة، كلهم أحيلوا على القضاء، وتم حجز الآثار، الذي تجاهلتها مصالح الثقافة بشكل كبير، بل اتهمت بعرقلة نشاط الأمن في كل مرة، من خلال التأخر في الإجابة عن تساؤلات محققي الأمن، بخصوص نوعية الآثار المحجوزة، ما يعطي فرصة للموقوفين، بالإفلات من الحبس، إلى إشعار آخر.

مصادر الشروق ، كشفت أن هذه المواقع الأثرية، التي هي في غاية الأهمية، لم تكلف الجهات المعنية بالثقافة والسياحة، نفسها عناء حمايتها أو استغلالها بشكل أصبح يطرح أسئلة عديدة، تبعث للشك، مثلما هي حالة منطقة تبردقة بششار، جنوب خنشلة، التي تعود إلى العهد الروماني، والتي لا تزال عرضة لعمليات الحفر، والتنقيب المنظم من قبل عصابات التهريب، وشبكات البحث عن الكنوز في وضح النهار وتحت سمع وبصر الجميع، رغم نداءات السكان وأهل الاختصاص، ونشطاء مواقع شبكة التواصل الفايس بوك، نفس الأمر بالنسبة لمنطقتيّ الهماجة وحمام لكنيف، الممتدة إلى إقليم عين الطويلة، ومدينة بغاي، مقر إقامة المالكة دهيا الكاهنة، التي تتعرض يوميا إلى نهب وتخريب، لمدينتها الكامل، من أثار رومانية، نقود وتماثيل ذهبية وفضية، إضافة إلى منطقة حمام الصالحين، التي تعيش مواقعها عملية تنقيب مستمر، الأمر نفسه في حمام جعريري ببوحمامة، ومناطق مماثلة بلمصارة ويابوس، والمدينة الأثرية تبردقة الشاهدة لحد الآن على ذلك، وكذا أولاد عز الدين، المحمل، الوالجة، خيران وجلال التي تلقب البنت العذراء لقسنطينة.

كل هذه المناطق التي وقفت عندها الشروق اليومي من المواقع الأثرية الضخمة، تتمثل أساسا في مدن رومانية وقصور، ومقابر وحصون، كلها علاها غبار النسيان، تعرضت مع مرور الأيام والسنين للتخريب والنهب، حيث ما تزال آثار الحفريات وعمليات التنقيب العميقة والواسعة تتم بشكل منظم، ما يوحي بشكل واضح أن مختلف العصابات وشبكات التنقيب عن الكنوز الأثرية ومهربي الآثار، لا تزال تنشط بحرية وسط المعالم دون أن تتحرك سلطات خنشلة، بل تعمّد بعض المسؤولين بالتواطؤ مع بعض ذوي النفوذ من سكان المناطق الأثرية، والمهربين والمختصين في البحث عن الكنوز، داخل القبور الحجرية، والمعالم الجنائزية، وأسفل الجدران والحجارة، والأعمدة الضخمة المدفونة، بحجة ترميم وتوسيع مساكنهم الحجرية، والطينية المهجورة، والقيام بأشغال الحفر العميقة، باستعمال تقنيات متطورة للكشف عن مختلف المعادن الثمينة، ونهبها وتهريبها نحو ايطاليا انطلاقا من تونس.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!