-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
مخرج أحسن فيلم قصير كريم رحباني لـ"الشروق":

“شحن” قصة حقيقية عن طفل سوري لاجئ في لبنان قتل مرتين

آسيا شلابي
  • 827
  • 0
“شحن” قصة حقيقية عن طفل سوري لاجئ في لبنان قتل مرتين
ح.م

اختار المخرج كريم رحباني أن يضيء على واقع الطفل السوري اللاجئ بطريقة أخرى مغايرة من خلال سيناريو محكم ومركز يروي قصة طفل رافق جده الطاعن في السن والمصاب بالزهايمر في رحلة الهروب من جحيم الأزمة السورية إلى نعيم بيروت.
وخلال الرحلة يغادر صاحب السيارة التي كانت تقلهما رفقة عدد من اللاجئين وتركهما في الطريق بلا زاد ولا أمتعة، وتشاء الصدف أن يلتقيا بممثلة لبنانية كانت عائدة من تصوير مشاهدها في فيلم. الممثلة التي قدمت لهما يد المساعدة لم تكتفي بإيصالهما من البقاع إلى بيروت بل قدمت لهما مسكنا إضافيا تملكه ووضعته تحت تصرفهما، ولكن المخرج أشار إلى نقطة مهمة من خلال المشهد.
كيف يستغل بعض نجوم الفن مصيبة الانسان السوري في التسويق وكيف قامت الممثلة باستغلال الطفل وجده على “السوشيال ميديا” وهي تصورهما وتروي لمعجبيها تفاصيل القصة.
الطفل الصغير الذي هام في شوارع بيروت لتأمين دواء الذاكرة لجده اضطر للتسول قصد تحصيل المبلغ المطلوب من الصيدلي ونجح بعد جهد في شراء الدواء، ولكن الصدمة التي هزت جمهور قاعة المغرب وكانت أقوى مشهد في الفيلم هو تعرضه لحادث مروري خطير أرداه قتيلا خطوات فقط عن المنزل، بينما كان يمشي منتشيا وسعيدا قبل أن يسقط كيس الدواء ويتسبب في موته.
النهاية بقيت مفتوحة على كل الاحتمالات وظل الجد وحيدا في المنزل المهجور لا يعلم شيئا، وهي نهاية مفتوحة على واقع الطفولة في سوريا وفي مخيمات اللجوء وفي المدن العربية التي قصدتها العائلات السورية، وكان المخرج قد صرح للشروق عقب عرض الفيلم أنه على السينما أن تغوص أكثر في قضايا استغلال الأطفال وأن “شحن” حمل الكثير من الرسائل الموجهة للمجتمع وللفنانين أيضا لأن الطفل “عبد الهادي” قتل مرتين، الأولى عندما اضطر إلى المغادرة بعدما سلبت الأوضاع في سوريا طفولته وابتسامته، وعندما اضطر إلى دخول عالم التسول والثانية عندما رحل عن الحياة بسبب حادث سيارة.
استحق الفيلم جائزة أحسن فيلم، وهو الأمر الذي كان متوقعا يوم عرض الأفلام القصيرة لأنه كان متميزا، ومثله أيضا سجل الفيلم التونسي لأمال قلاتي تجاوبا كبيرا “بلاك مامبا” الذي تناول قصة جديدة، وهي مشاركة الفتاة التونسية في مواجهات سرية تحدث في أماكن سرية للملاكمة تشبه النوادي.
القصة لم تكن مباشرة أو سطحية لأن المخرجة تعمدت الخوض في تفاصيل فتاة مخطوبة تُقبل على الزواج وتعمل في ورشة خياطة، ولكن أحلامها كانت أكبر من واقعها، كانت تتسلل ليلا لتتدرب رفقة شقيقها الذي دعمها وساعدها في تحقيق الحلم. الفيلم قدم صورة غير نمطية عن علاقة الأخ بأخته داخل العائلة التونسية وأيضا صورة جديدة عن الفتاة التونسية الحالمة إلى أبعد الحدود وانتصر للحلم كرسالة إيجابية من المخرجة للمرأة التونسية بشكل عام.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!