-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

شدّوا سراويلكم!

جمال لعلامي
  • 1356
  • 2
شدّوا سراويلكم!
أرشيف
وزير المالية عبد الرحمان راوية

لم يفهم أغلب المواطنين عودة وزير المالية بلسان الحكومة، إلى الحديث مجددا عن الأزمة المالية والتقشف، فعندم ا يقول راوية بأن “الجزائر ليست في وضعية مالية مريحة”، وقبلها يعترف بتآكل احتياطي الصرف خلال السنوات القليلة المقبلة، ويروّج وزراء ومسؤولون آخرون لبقاء بعض المشاريع الحيوية “مجمّدة”، إلى غاية “تحسّن الوضعية”، فهذا يدعو فعلا إلى القلق!

القلق لا يعني بالضرورة التهويل والرعب، لكن ألا يدفع وزير المالية و”زملائه” المروّعين إلى “الفوبيا” وهم يحذرون ويتكلمون رغم طبع ما قيمته 40 مليار دولار لمواجهة أزمة البترول، وإن كان راوية طمأن الخائفين وقال بأن الحكومة “لم تأكل” هذه الأموال!

المواطنون البسطاء لم يعودوا مهتمين بمثل هذه الخطابات، حتى وإن كانت صادقة وحقيقية، فواقع الأسعار وانهيار القدرة الشرائية واستقرار أسعار البطاطا واللفت والجزر والقرعة وغيرها عند معدّل الـ100 دينار للكيلوغرام الواحد، يكفي لشدّ الحزام أكثر، لأن بصراحة وبالمختصر المفيد، فإن السراويل أصبحت الآن معرّضة للسقوط!

فعلا، يا ريت الأمر مرتبط بشدّ “السانتورة”، فهذا الخيار تجاوزه الزمن، لأن الحكومة شرعت في عزف هذه الأنشودة “الثورية” منذ أكثر من أربع سنوات، وللأسف مازال المتضرّرون يرقصون على أنغامها، لكن “الرقصات في الرّاس بزّاف والرجلين ما قدّولها”!

نعم، لم نتمكّن خلال هذه السنوات التي اندلعت فيها نيران الأزمة المالية المنجرّة عن سقوط بورصة البترول، من اختراع البديل الممكن لـ”البقرة الحلوب”، فلا الفلاحة ولا التجارة ولا الثروة المائية ولا الطاقة الكهربائية ولا السياحة، ولا غيرها من الثروات، عوّضت ولو عشر أعشار الخسارة الفادحة التي انعكست سلبا وبشكل مباشر وسريع على جيوب المواطنين!

الفشل والعجز يبقيان مسؤولية جماعية مشتركة، ولا يُمكن بأيّ حال من الأحوال، ابتكار الحلول العاجلة والآجلة وابتكار مخارج النجدة لمعضلة ما، طالما أن كلّ طرف يقول “خاطيني” ويُحاول التنصّل والهروب إلى الأمام و”مسح الموس” في غيره من المتورطين والمتواطئين والمشاركين في السقطة والسقوط!

العقل يقول إنه لا فائدة مرجوة من الإفراط في التحذير والتذكير والتبرير، فإذا زاد الشيء عن حدّه انقلب إلى ضدّه، وسينقلب دون شك السحر على الساحر، إذا تعدّى الخطوط الحمراء والصفراء والسوداء والبيضاء في معالجة المرض، والعثور على الدواء الذي بإمكانه التخفيف من الأوجاع!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • ahmed

    حل ثقافي بالدرجة الاولى ثم اقتصادي. ثقافي من حيث تغييرنمط ثقافة المجتمع الاستهلاكي الى نمط ثقافي اقل مادية واستهلاكية.

  • حورية

    يا سيد جمال انت تقول ان السراويل اصبحت الان معرضة للسقوط دعني اقول لك اذا كانت البطاطة تباع ب 90 دج و الجزر و القرعة و اللفت و حتي الطماطم فوق 100 دج فتلك السراويل حقا سقطت للاسف