-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
خلقت رفضا واستنكارا من طرف المتظاهرين

شعارات استفزازية في المسيرات تطالب بتحرّر المرأة

الشروق أونلاين
  • 4617
  • 0
شعارات استفزازية في المسيرات تطالب بتحرّر المرأة
ح.م

تقتحم بعض الحالات الشاذة الحراك الشعبي وترفع لافتات كتبت عليها شعارات اجتماعية مدسوسة ذات علاقة بقضايا المرأة تحاول تحييد الحراك عن مساره الأصلي وقضيته الرئيسة الأولى.

وتخلق هذه الشعارات أجواء مشحونة بين رافعيها وبقية المتظاهرين الذين يرون فيها استفزازا لسلمية الحراك نظرا إلى العبارات المستعملة.

اتصف الحراك الشعبي بسلميته وتحريره للعديد من الفئات المهمشة، وهو ما جعل بعض النسوة يطالبن أيضا بتحريرهن من سياسات إقصائية اجتماعية، على غرار العديد من الفئات الأخرى التي رفعت مطالبها في كل مرة كانت تخرج فيها للشارع ومنهم القضاة والمحامون والأطباء والطلبة والمعاقون، لكن يبدو أن بعض المندسين حاولوا تمييع نضال المرأة بعد أن رفعوا شعارات استفزازية وأحيانا ساقطة تتنافى وأدبيات النضال المتفق عليها، مما أثار فتنة وجعل بعض المتعصبين من الرجال يقابلونها بعنف وأحيانا بالتحريض على العنف ضد المرأة وحاملي تلك الشعارات.

لافتات استفزازية زرعت الفتنة

رغم قلّة الشعارات الاستفزازية التي رفعت بشكل فردي إلا أنها زرعت الفتنة ووترت الأجواء بين المتظاهرين ورافعاتها وأحدثت شجارات وتلاسنات لم تخمد إلا بعد تدخل عقلاء وحكماء فرقوا الجموع.

الشعارات التي تناولت تحرر المرأة كتبت بعبارات مسيئة إلى الأدب وأحيانا بتعصب ظاهر جدا، مقتت فيه الرجل وتجاوزت الأخلاق، ما جعل مشاهديها يتقززون منها ويستنكرونها، ومنهم من ذهب في اتجاه أكثر تعصبا وطالب بمعاقبة من يحملنها ونبذهن في المجتمع.

حملة تحريض ضد كل من ترفع لافتات “ساقطة”

لم تتوقف خصومة المتظاهرين عند حدود الشوارع أو المسيرات، بل انتقلت إلى العالم الافتراضي حيث روّج البعض لحملات معادية لكل امرأة ترفع شعارات “ساقطة” أو غير أخلاقية تتنافى والمجتمع المحافظ الذي نعيش فيه، ومنها ما دعا إليه أحدهم بإلقاء الحمض “أسيد” على وجه كل امرأة يثبت أنها ترفع لافتة من هذا النوع.

ويروي أحد المتظاهرين في مسيرة الجمعة معايشته لحادثة مماثلة رفعت فيها سيدة لافتة أثارت استهجان المشاركين إلى جانبها وتخلل الصدام بين الطرفين تجاوزات كلامية لم تهدأ إلاّ بعد تدخل أشخاص آخرين فرقوهم وفضوا جمعهم.

حرب “افتراضية” بين أنصار التحرر ورافضيه

وبدورهم دافع أنصار تحرر المرأة عن قضيتهم وشرعيتها مدججين صفحاتهم على الفايسبوك وتويتر بتعليقات مختلفة ومنها ما كتبته إحداهن على “تويتر”، “وهذا بيت القصيد سيدتي تحرر المرأة يخيفهم ويزعجهم فهم تعلموا أن المرأة من ضمن حلالهم كالبهيمة تساق إلى ما يريدون فكر زحف علينا ممن لا ينتمون إلينا أصلا” وكتبت أخرى “تحرر المرأة من قيود التخلف هي أولى خطوات صناعة الحضارة المتقدمة”.

أمّا لرافضون للأمر فحاولوا التركيز على أن هذه الأفكار دخيلة على مجتمعنا وأنها نتاج مكائد غربية حيث قال أحدهم: “الفيمينسيت جات من فرنسا مدفوعة الأجرة والتذكرة لتكسر الحراك بأفكار صهيونية تنص على تحرر المرأة و تفكيك الأسرة.. خلوها تعبر عن مشاعرها.. ماتسبوهاش. هي علابالها بلي واحد ماهو سامع بيها. راهي تزيد عليها برك. للتذكير. أجرتها بالأورو ليس بالدينار”.

وأضاف آخر: “للأسف، أفكارهم تدعو إلى الانفلات الأخلاقي بدعوى تحرر المرأة”.

جعفري: كل شخص حر في طرح مطالبه لكن الظرف لا يسمح الآن

وفي هذا السياق، أوضحت شائعة جعفري، رئيسة المرصد الجزائري للمرأة، أنّ الأولوية في الوقت الحالي لبناء الوطن وبعدها يأتي الدور لمناقشة أمور أخرى كثيرة وهامة في ما يتعلق بحقوق المرأة.

وأضافت جعفري أن “كل شخص حر في طرح ما يراه من قضايا وأمور تهمه لكن الظرف الحالي لا يسمح بهذا”.

ودعت جعفري إلى عدم تحريف الحراك الشعبي وزحزحته عن السكة الأصلية المتمثلة في بناء الوحدة الوطنية، كما لا يجب إفساد الحراك.

وأوردت رئيسة المرصد الجزائري للمرأة أن تلك الحالات شاذة جدا ولا ترقى إلى التعميم أو أن تكون طاغية، لذا يستحسن عدم إيلائها الأهمية.

وحذّرت المتحدثة من تلك الخرجات الاستثنائية حيث قالت: “يجب الحذر من كل ما يقال وما يحدث وأن نحرص على المحافظة على سلمية الحراك، لاسيما مع ما أظهره إخواننا وآباؤنا الرجال من احترام وتقدير للمرأة في كل مسيرات الحراك السابقة وكيف كانوا حريصين على صونها ما يظهر وعيا كبيرا بمكانتها في هذا المجتمع”.

وختمت جعفري بالقول إن للمرأة فضلا كبيرا في هذا الحراك، فهي التي أنجبت وربت على الأخلاق والتحرر والوعي والمؤاخاة”.

لحرش: مادمنا نبحث عن تحرر الجزائر فلا بد من أن تتحرر المرأة

من جهتها، أكدت نفيسة لحرش، رئيسة جمعية المرأة في اتصال، أحقية المرأة برفع مطالبها خلال مختلف المسيرات مثلها مثل بقية الفئات في المجتمع وأن ذلك لا يؤثر أبدا على الحراك الشعبي ولا يسيء إليه بأي شكل من الأشكال.

وتساءلت لماذا فقط عندما تتكلم المرأة عن حقوقها ومطالبها يطلب منها السكوت والانتظار بحجة أن الوقت غير مناسب.

واستطردت: “المبدأ واحد ما دمنا نبحث عن كرامة الجزائر وعزتها وتحررها فإن المرأة عنصر هام في كل هذا ويجب أن تتحرر بدورها لتساهم في تحرر وطنها ورقيه”.

وأوضحت لحرش أنّ الاختلاف يكون فقط في الطريقة، مركزة على أن تكون أخلاقية ومؤدبة وغير ساقطة لا تجرّح ولا تستفز، كما نصحت بأن تكون النساء متجمعات وألا تكون المرأة منعزلة لوحدها.”

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!