-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

شعبٌ بين المطرقة والسندان

صالح عوض
  • 732
  • 1
شعبٌ بين المطرقة والسندان
ح.م

عندما انتفض شباب فلسطين في رام الله مطالبين برفع الحصار عن غزة وإيقاف الإجراءات العقابية نهضت قوات الأمن الفلسطينية وأجهزة المخابرات لقمعه وتشتيته واعتقال الفتيات والشباب، وعندما انتفض شباب فلسطين في غزة يطالبون بإنهاء الانقسام والتصدي لمؤامرة فصل غزة نهضت شرطة حماس لتقمع المظاهر السلمية وتعتدي على المتظاهرين بطريقة محزنة.

شعبُنا الفلسطيني أصبح بين مطرقة السلطة وسندان حماس وهو يرفض حصار غزة ويرفض السير في الانقسام وتكريسه.. وهذا يعني بوضوح إما أن الشعب لم يفهم السلطة وحماس أو أن حماس والسلطة لا يهمهما الشعب ولكل مواله يغنيه بلا اكتراث.. أو أن الشعب يخوض واحدة من معارك الوعي ضد الوهن والعجز والأفهام المغلوطة والتكلس الذي أصاب الحالة السياسية الفلسطينية وهو يدرك أن العملية التي هو بصددها تستوجب صداما سلميا بالسلطة وحماس لكي يحدث الانتباه إلى حجم الكارثة التي يدفع إليها الشعب الفلسطيني.. وقد يكون للسلطة وحماس برنامجٌ متكامل غير معلن وغير متفق عليه لكنه في واقع الحال يؤدي إلى نتيجة تكاملية وهي إرهاق الشعب الفلسطيني وتكبيله وتحويل إلى حالات إنسانية تنتظر صدقات جمعيات الإغاثة الخيرية التي تثرى على حساب دمه وتحسم قضايا سياسية لها في بلدانها على حساب جوعه وقهره.

ما جرى بالأمس في غزة كارثة كما صرح قادة سياسيون من شتى الاتجاهات وهو أمر مدان بلا شك لأن كرامة الشعب الفلسطيني من كرامة فلسطين والقدس والأمة؛ فهو شعب مرابط يعاني ويقاسي الأمرين فينبغي ألا يقابَل كل ما يقدمه بهذا الصلف والغرور والعنف لأننا حينذاك لن نجد مكانا نصطف معه إلا موقع الشعب الفلسطيني الذي خرج في رام الله وخرج في غزة مدينا الإجراءات العقابية على غزة ومدينا لواقع الانقسام والانفصال الذي تُدفع إليه غزة.

لم نسمع أي صوت من داخل السلطة يستنكر ما جرى في رام الله ولا من داخل حماس يستنكر ما جرى في غزة.. الأمر يعني أن هناك استهانة واضحة بكرامة الناس وحقهم في التعبير عن موقفهم.

من الواضح تماما أن هناك خللا كبيرا في الساحة الفلسطينية وأن هذا الخلل يسكن في قمة الهرم السياسي لشريحة القيادة السياسية الفلسطينية التي لا تجيد هذه الأيام إلا المناكفات والتشاحنات في ما بينها وتستخدم في السر والعلن كل ما يمكنها من إلحاق الخسارة بالآخر..

كل المؤسسات مع احترامنا لها ليست أقدس من الشعب وكل المنجزات السياسية ليست أكرم من الشعب وينبغي ألا يقترب أحد من كرامة الشعب الفلسطيني بأذى لأنه يمثل الأمة كلها من طنجة إلى جاكرتا وسيجد هؤلاء الذين يستخفون بالشعب الفلسطيني أن رصيدهم يسير إلى الصفر في قلوب الأمة ويبقى شعب الجبارين هو الأروع والأعظم والأكرم.. وسيأتيهم نبأه بعد حين.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • محمد

    المشكل يتعدى ذلك ، إذ أصبحت الساحة السياسية الفلسطينية مجال للنزاع الإقليمي بين السعودية وإيران ، فالسلطة تمولها دول الخليج وحماس تمولها وتدعمها إيران وسوريا .. الضغوط الخارجية هي التي تؤثر في قرار المصالحة والوحدة . وأنا أرى أن على السلطة أن تدير ظهرها للسعودية والإمارات فلم نرى منهم منذ بداية القضية الفلسطينية إلا تآمرا مع العدو وخذلانا. وذلك طبيعي فهي دول صنعتها المخابرات البريطانية والصهيونية العالمية. من إتفاق حاييم وايزمان إلى صفقة القرن.