-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

شكرا أيها .. الجبناء

حسان زهار
  • 2139
  • 12
شكرا أيها .. الجبناء
ح.م

بالأمس كان الجبن صناعة غذائية رائجة.. لكنه اليوم تحول الى تيار سياسي جارف.

بالأمس.. سكت الجبناء على الانقلاب ضد الصندوق، وعميت أبصارهم وضمائرهم عن المجازر، وقبلوا رئاسة بوتفليقة بعد انسحاب منافسيه الستة عام 1999، وبعدها ظلوا طوال 20 سنة كاملة، إما مؤيدين تحت الجزمة، أو معارضين بكلام تحت اللسان، يقولونه وشوشة لا جهرا.

لكن أعداد الجبناء اليوم ازدادت بشكل رهيب.. وأنواعهم وأشكالهم على “قفا من يشيل”.

إنهم الذين شاركوا انتخابات العصابة في الماضي، وسجلوا أسماءهم لسباق 18 افريل لمنافسة الكادر، وقبلوا المشاركة في سباق محسوم سلفا، بصفر ضمانات، لكنهم رفضوا اليوم المشاركة، مطالبين بضمانات كاملة، لا تقل عن نسبة مائة بالمائة.

انهم الذين يرفضون الذهاب إلى الصندوق بحجة مطالبتهم بما يسمونه “الدولة المدنية”(..)، وهم الذين ساندوا جنرالا في انتخابات العهدة الخامسة.

إنهم أعداء الديمقراطية الحقيقية، الذين يمتلكون شجاعة الدنايا كلها، لكنهم يجبنون أمام الصندوق، لأنهم يعرفون حجمهم الحقيقي الصغير والبائس.

انهم الذين تعودوا على التزوير، وعلى انتظار حصتهم من الكوطة، الذين يعلمون نتائجهم سلفا من مصادر التزوير الرسمية، ولا ينتظرون الإعلان الرسمي عنها.. هؤلاء هم اليوم جبناء جدا، لخشيتهم الصدمة بعد أن تحول مصدر إعلان النتائج وتسريبها.

لكن الجبناء الكبار، الذين فاجأونا و”افتجأنا” بهم.. وشكلوا للأحرار صدمة حقيقية.. هم الشرفاء السلبيون، هم الأحرار المرتعشون، الذين لا يمتلكون جرأة التغيير، أو مواجهة التحديات.

الوطنيون الكبار، الإسلاميون الأطهار، دعاة الأصالة وحب الوطن.. الذين جبنوا في آخر لحظة، على خوض غمار الرئاسيات، وتحججوا بألف حجة وحجة، وتفلسلفوا في تبرير الخيبة والنكوص، على الرغم أن منهم من رفعت الجماهير صورهم، ومنهم من رشحتهم قوى مجتمعية فاعلة، ومنهم من حسبناهم على شيء، وإذ بهم لا شيء على الإطلاق.

قال بعضهم، من هؤلاء الذين تنكبوا الطريق، وتولوا عن الزحف، في معركة انقاذ الوطن، أن النظام مجرم وخائن، وأنه مزور ولا أمان له، لكنهم جبنوا فلم يتقدموا لكسر أوكار الخيانة والتزوير.. ورضوا بالخنوع والخضوع اليوم، كما رضوا به أول مرة، فكانوا من الغابرين.

وقالوا أنهم شاخوا وما صارت أقدامهم تحتمل المسير، لكنهم لم يزكوا لهذا الأمر رجاله، ولا قدروا من الشباب من يقوم بالمهمة.. فضاعوا وضيعوا.. وأفلتوا على أنفسهم والوطن، فرصة ذهبية أخرى، تضاف إلى تضييع عشرات الفرص الأخرى في الماضي.

وقالوا أنهم مع الشعب في حراكه، وأنهم يتخندقون معه.. لكنهم أنكروا على من عاد إلى بيته أنه من الشعب، وأنكروا على الشعب أنه الشعب، واختاروا لونا واحدا من الشعب، الذي يؤمن بالشارع لا بالصندوق في التغيير، وبالصوت العالي لا بالصوت الانتخابي.

هؤلاء الجبناء الذين يخشون على أناقتهم من أن يخدشها التراب، وعلى أسمائهم من أن يلعنها الرعاع، أثبتوا أنهم عبء على الوطن أكثر من غيرهم، لأنهم يملكون القدرة ولا يمتلكون الجرأة، ولديهم العلم وينقصهم الإخلاص، وعندهم الشعارات الرنانة، لكنهم يرفضون إنزالها إلى أرض الواقع.

إلى هؤلاء جميعا نقول شكرا…

إلى الذين قدروا وبخلوا.. وأدركوا الحق وجبنوا.. وعرفوا الطريق فمالوا وزاغوا.

شكرا جزيلا أيها الجبناء.. فقد كشفتم أنفسكم بأنفسكم.. وإلى الله عاقبة الأمور.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
12
  • احمد بن عائشة

    و نحن نقول شكرا للاستاذ بل للطبيب حسن زهار ...ان
    شكرا لكم لانكم فحصتم الجزائر المريضة ...و حللتم داءها ...و حددتم موطن مصائبها ...و كشفتم سبب الاوبة التي نخرت جسد امتنا ...و بينتم بالحجة و الدليل هويات و طبائع الجراثيم و الفيروسات التي تعيش معنا و فينا ...

  • RG

    ما لا يعجب الأخرين هو كل ما يعجبهم بطريقتهم الخاصة

  • القالمي

    راك اتبرد على القلب ,,,, شكرا لك

  • HABIB

    انا اقول رئيس بشرعية لا تتعدى 20 بالمائة يعتبر انجاز ديمقراطي و تحول ايجابي .المهم اليوم هو قطع الطريق على التيارات المعادية للشعب .حداري احزاب الموالاة هي احزاب سلدجة فقط حكم باسمها اما من استفاد من الريع و كانت لهم ضماناتت امنية و استولوا على اموال الشعب فهي الاحزاب التي تنادي اليوم بالمرحلة الانتقالية حسب زعمهم لان هده المرحلة هي امتداد للاستعمار او الحكم الفرنسي .من لا يؤمن بالمؤامرة على الشعب فهدا غباء سياسي .التفوا حول مشروع المؤسسة العسكرية لانها الضامن الوحيد لديمومة الولة و بناء الجمهورية.

  • مناع ـ الجزائر

    موضوع رائع يعبر عن مشاعر الغالبية العظمى من الوطنيين الذين لا هم يجثم على عقولهم سوى مآلات الوطن وما ينتظره بمؤامرات الأذناب والرعاع وبجبن الذين يعتقدون فيهم وسائل الإنقاذ

  • جزائري حر

    بغض النظر عن من تقصد ولكن أنا متأكد من أن الجبان بحق وحقيقة هو من يساند القوي الظالم الدي يسرق جهارا نهارا ويخدل دلك الشخص الدي لا هم له في الأموال بقدر ما يهمه مستقبل الأجيال والطموح للأحسن.

  • RG

    الإنقلاب على الصندوق كان في محله لأنه لو لم يحدث ذلك الإنقلاب كانت ستحدث كارثة أكبر بكثير من العشرية السوداء
    في ذلك الوقت لم ينتخب الشعبالجزائري الإسلاميين عن ثقافة و معرفة بمذهبهم الوهابيين
    لكنه تم استفزاز حزب الجبهة الإسلامية للإنقاذ وظهر علي بلحاج في خطابه التهديدي المشهور ~ يخوفو فينا ~
    المهم كانت ستكون كارثة حقيقية لو استلم هؤلاء الحكم والسلطة و الجيس
    ستتحول الجزائر الى كابول وينتهي مصيرها كما في أفغانستان
    الاخلاق تجربة الانسان بتعامله عمليا و تفاعله تفاعليا بين المجتمع إجتماعيا في كل مكان زمكانيا وليس في زاوية محددة انزوائيا

  • حليم

    يبدو لي انك رجل طيب ..! هؤلاء ليست مشكلتهم الجبن او الفرماج و لكن بطونهم محشوة بالتبن , لدلك هم يخشون النار ..!؟

  • إسماعيل الجزائري

    لكأنك تعلم ما بنفسي يا سي حسّان!

  • سوبرمان

    كثرة التشدق بالصندوق يوحى الانطباع بان النظام و ازلامه موجدين الاختصاصببن في الشقلايبة... يعني لو لم يترشح صالح يفوز احمد

  • ahmed

    خلوهم يندبو باه يتفشو شوية,صدمتهم ليست بالهينة بعد ان سيطرو على البلاد واكثرو فها الفساد لعقود. امضو قدما للانتخابات ولا يلتفت منكم احد.

  • Benouna

    يا اخي المؤمن لا يلدغ من الجحر مرتين، الشعب الجزائري عانا منذ لحظة الاستقلال، و كل الذين حكموا البلاد تقريبا كانوا خونة و فاسدين و انتهازيين الا القليل، لذلك الذين تتهمهم بالجبن هم وطنيون و يحبون الجزائر أكثر منك و من السلطة الفعلية الحالية و انت تعرفها جيدا، لذلك يجب على وجوه التزوير ان يذهبوا جمعيا وبعدها تنظم انتخابات نزيهة بدون العصابة الباقية، الشعب لم يطلب شيئا، الشعب طلب ذهاب كل رموز النظام السابق وفقط لم يطلب المستحيل لذلك لا يمكن فرض انتخابات على الشعب بالقوة، الشعب هو من اسقط العصابة وليس السلطة الفعلية والفاهم يفهم.