-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

“شلخو بيها العُرف”!

جمال لعلامي
  • 772
  • 0
“شلخو بيها العُرف”!

ما يسمى “تكتل النقابات” في قطاع التربية “شلخ العُرف” بالوزيرة نورية بن غبريط، وأعلن تطليقه بالثلاث ما سمي خلال الاتفاق الثنائي بـ”ميثاق أخلاقيات المهنة”، متهما الطرف الثاني ضمن “التزاوج” الفاشل، بالقرارات الانفرادية والتعليمات الاستفزازية!

نهاية الهدنة وشهور العسل بين وزارة التغبية و”الندّابات”، هو مؤشر آخر على الأزمة الفلكلورية والاستعراضية التي يعيشها القطاع منذ عدّة سنوات، المرض الذي شخصته بن غبريط مؤخرا، عندما أعلنت عن استحداث “نظام مروات” لإصلاح الإصلاحات الفاشلة!

فعلا، “الحالة مهرودة”، فعندما تعترف وزيرة التربية بأن التلاميذ “لا يفهمون المنطوق”، ويقرّ الأساتذة بأنهم لا يستوعبون “المكتوب”، وتكشف اللجان والخبراء والأولياء والمتمدرسون أنفسهم، أخطاء وخطايا بالجملة والتجزئة في كتب “الجيل الثاني”، فمن الطبيعي أن ينتهي التوافق والوفاق بين “الأشقاء الفرقاء” في التربية بالنيران الصديقة والطلاق والخلع!

من البديهي أن يتطوّر الأمر من الداء إلى الوباء القاتل، فعندما يصل التلاميذ إلى المطالبة بالعتبة التي ألغتها الوزيرة، ليس من باب الإصلاح ولكن “نكاية” في من سبقها إلى الوزارة، وتستفتي هذه الوزيرة المترشحين عن الوقت الذي يساعدهم لاجتياز البكالوريا، إن كان في رمضان أم بعد العيد، فهل بعد هذه الانحرافات والتنازلات يُمكن أن تقوم للمظلومة التغبوية قائمة؟

لن تستوي المدرسة، وقد قرّرت المسؤولة الأولى عن القطاع، تقليص عطلة الشتاء والربيع، إلى أسبوع واحد، ثم ما فتئت تتراجع وتنسحب، بعد خروج التلاميذ إلى الشارع في احتجاجات على هكذا قرار، وهو ما دفع آنذاك الوزير الأول إلى التدخل وإعادة الأمور إلى نصابها بالاستجابة لمطلب “الأطفال” على حساب “المرأة الحديدية”!

الهزات التي يتعرّض لها قطاع التربية، قرأها أيضا “قرار الرئيس” الموسم الماضي، بتنظيم دورة ثانية للبكالوريا بالنسبة للمقصيين بسبب التأخر، وهي الدورة التي فاجأ بها آنذاك الوزير الأول، وزيرته للتربية، التي وقفت “مدهوشة”، بعد ما أعلنت أنه لا دورة ثانية ولا هم يحزنون!

إصلاح الإصلاحات “المنهوشة”، هو أيضا تحصيل حاصل لقصة الفايسبوك الذي “مرمد” الوزارة وديوانها بتسريبات أسئلة “الباك”، وحتى المواضيع المزيفة، بما هزّ مصداقية الشهادة وضرب سمعتها في الصميم، وحوّل الامتحانات إلى مجرّد واجهة فقط، في وقت أنهكت الإضرابات والحركات الاحتجاجية، العلنية والسرّية، من طرف النقابات والأساتذة وحتى التلاميذ، أنهكت قطاعا تنهشه الدروس الخصوصية والمتعاقدين و”الموت-قاعدين”، وكذا “المتقعّدين” بالبرنامج والمناهج، التي أصبحنا نستوردها أيضا من تونس، بعد ما قضينا على استيراد معلمين من مصر وسوريا وفلسطين!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!