-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الساعة الأخيرة قبل أذان الإفطار:

صائمون يموتون في الطرقات من أجل “الزلابية” أو “قلب اللوز”

صالح عزوز
  • 1618
  • 0
صائمون يموتون في الطرقات من أجل “الزلابية” أو “قلب اللوز”
بريشة: فاتح بارة

يشتهي الكثير من الناس في شهر رمضان أطباقا عديدة، وربما يتحول سلوكهم غريبا في التبضع، يصل في الأمر إلى أن يشتري الواحد نفس الشيء، عدة مرات وهو لا يدري، كمن يشتري الخبز كلما وقف عند الخباز، وربما يصل العدد إلى عشر أو خمس عشرة خبزة من كل نوع، ثم يرميها في القمامة وللأسف، ومنهم من يشتري مأكولات، لا يمكن أن تؤكل في هذا الشهر، لأنها ثقيلة كما يقال بالعامية على المعدة، كمن يشتهي “بوزلوف” في هذا الشهر الكريم، لكن في بعض الأحيان لا يقتصر الأمر على مجرد شرائها، بل فيهم من يسافر إليها عشرات الكيلومترات من أجل شرائها، وهذا قبل أذان الإفطار بساعة أو أقل، غير أن هذه الرحلة قد تصبح مميتة.

زلابية بوفاريك وقلب اللوز العاصمة.. ولبن البليدة

يشد الرحال الكثير من الصائمين قبيل أذان الإفطار، إلى أمكنة مختلفة من أجل البحث عما يشتهونه أو ما يرونه الأحسن على حد اعتقادهم، حتى لو كانت هذه المواد أو المنتجات متوفرة في حيهم أو مدينتهم، غير أنهم يفضلون التنقل بحثا عنها، إلى أبعد مكان للحصول عليها، فيصل الأمر بهم إلى سير كيلومترات عديدة بسياراتهم، ويتجاوزون الحدود الجغرافية لولايتهم، وهم في الغالب يريدون تقصير الوقت كما يقال بالعامية، لأنهم في شهر الصيام من أجل العودة عندما يحين أذان الإفطار.. وفي نفس الوقت، شراء مأكولات رفيعة وذات جودة عالية، حتى ولو كانت باهظة الثمن، ومعروفة عند عامة الناس بجودتها، والأمثلة كثيرة في هذا، وهو ما نشهده مثلا من كل سنة في شهر رمضان، حين يتنقل الكثير من الناس إلى مدينة “بوفاريك”، من كل الولايات المجاورة لها، بحثا عن “الزلابية”، حتى ولو كانت متوفرة بالكمية والسعر المناسبين في مكان سكناهم، بل نفسها، غير أن الشهية منها لا تكون إلا بالتنقل إليها، وشرائها من مصدر تقديمها كما يعبر عنه الكثير، حتى ولو تطلب الأمر الوقوف في الدور، من أجل فقط كلغ 1، لساعة أو اثنتين، بالإضافة إلى هذا، نجد أن الكثير من الصائمين كذلك، ينتقلون من أمكنة بعيدة إلى الجزائر العاصمة بحثا عن”قلب اللوز”، وتراهم يقفون في الدور وقتا طويلا من أجل الحصول عليه، حيث تجد أن الزبائن يأتونه من كل الولايات المجاورة، ولا يهم السعر أو الوقت للحصول على بعض القطع منه، بل الأهم هو ذوقه.

تنقلات نتجت عنها حوادث مميتة

لعل الوقت الذي يختاره الكثير من الصائمين من أجل البحث عما يشتهونه والتنقل إليه يكون في الغالب ساعة أو ساعتين قبل أذان الإفطار، لذا تراهم يسارعون من أجل اقتنائه والعودة إلى مقر سكناهم، قبل الإفطار للجلوس إلى العائلة، وكأنهم يسابقون الزمن، هذا ما نتج عنه في الكثير من المرات حوادث كانت مميتة، والتقارير التي يقدمها القائمون على حوادث المرور في هذا الشهر، تؤكد أن أغلبها وقع قبيل الأذان بساعة أو ساعتين على الأكثر، نتيجة للتهور الذي يقع فيه الصائم في محاولة منه للوصول قبيل الإفطار، دون مراعاة للإشارات المرورية، وتتحول هذه الشهية التي حملت الصائم إلى حدود جغرافية أخرى إلى مأساة في شهر رمضان الكريم.

هو هوس الشهية الذي يقع فيه الكثير من الصائمين في هذا الشهر الكريم، شهية تصبح قاتلة حين يحضر التهور.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!