-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
عائلات تحافظ على عادات أسلافها في رمضان رغم وضعها الصعب

صافرات الإنذار تعوّض مدفع الإفطار بقالمة

نادية طلحي  
  • 715
  • 0
صافرات الإنذار تعوّض مدفع الإفطار بقالمة
ح.م
مسجد عبد الحميد ابن باديس بقالمة

لازالت العائلات بولاية قالمة، متمسكة في استقبالها لشهر رمضان المعظّم، بالعادات والتقاليد الراسخة في أذهان الأجيال على مدار السنين والعصور، وهو ما يعطي لهذا الشهر الكريم نكهة خاصة من بين باقي أشهر السنة.
فالعائلات بولاية قالمة تشترك مع أغلب العائلات الجزائرية عبر الوطن في عديد العادات والتقاليد المتوارثة عبر الزمن، خاصة فيما يتعلق بنوعية الأكلات والأطباق التي يتم تحضيرها، خلال أيام الشهر الفضيل، بالإضافة إلى حفاظها على قيم التضامن الاجتماعي التي ترتكز على الكرم وتوطيد العلاقات والروابط العائلية والاجتماعية بين الأشخاص، وهو ما يتجسد فعليا في صوّر التضامن التي يرسمها الشباب المتطوع للقيام بعدة مبادرات تهدف إلى مساعدة المحتاجين وتخليصهم من هاجس الشعور بالاحتياج طيلة أيام شهر رمضان المعظّم، وهو ما تحرص عليه أيضا العائلات التي تقدّم ما تقوم بطهيه من أطباق للجيران وعابري السبيل.
وعلى الرغم من أن ولاية قالمة اختفت منها في السنوات الأخيرة، عديد المظاهر التي ظلّت تميز المنطقة، قبل عشرات السنين، خاصة منها اختفاء طلقات المدفع الذي كان منصّبا بأعالي المدينة، والتي كانت تدوي في أرجاء قالمة، معلنة عن حلول وقت الإفطار، تزامنا مع رفع صوت أذان المغرب من مختلف مساجد المدينة، إلاّ أن قالمة حافظت على صفارة الإنذار المنبعثة من مسجد عبد الحميد ابن باديس بقلب المدينة، ويملأ صوتها أرجاء الأحياء المنتشرة على رقعة واسعة من قالمة، عند حلول كل وقت إفطار طيلة أيام الشهر الفضيل، ويصل صوت صفارة الإنذار حتى إلى بعض البلديات المجاورة، لترتفع بعدها أصوات المؤذنين من مختلف المساجد معلنة حلول وقت المغرب للصلاة والإفطار.
كما أن العجائز والشيوخ أصبحوا يتحسرون كثيرا على ما مضى من زمن جميل اختفت فيه عديد العادات والتقاليد لدى الكثير من العائلات بهذه الولاية، حيث قالت إحدى العجائز إن رمضان السنوات الأخيرة لم يعد بنكهة رمضان السنين الماضية، بسبب عدم تقدير الجيل الحالي لعظمة هذا الشهر وفضائله المتعددة، بعدما أخذت التكنولوجيا الحديثة عقول شبابه، كما أن الوضع الاجتماعي للعائلات وغلاء المعيشة ساهم كثيرا في اختفاء الكثير من العادات والتقاليد التي كانت تشتهر بها ولاية قالمة خلال شهر رمضان المعظّم، الذي يعتبر في الأساسا شهرا لتجسيد مختلف مظاهر العبادة، التي تبقى من تقاليدها امتلاء المساجد عن آخرها في أوقات الصلوات الخمس، بالمصلين، مع الحرص على تلاوة المصحف الشريف وختم القرآن الكريم في تلاوة فردية دون توقف من طرف الشغوفين بقراءة القرآن، الذين تمثل قراءة القرآن بالنسبة لهم فرصة لإحياء ذكرى نزول القرآن الكريم، خلال أيام هذا الشهر الفضيل، على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وسلّم. وتبقى مختلف العادات التي يتمسك بها القالميون في شهر رمضان الكريم على اختلافها وتنوعها، تساعد على تعزيز روح التلاحم الاجتماعي وتقوية الروابط الأسرية والاجتماعية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!