-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
"الإبن المدلل" للغنوشي يستقيل

“صراع أقطاب” في حركة النهضة

الشروق أونلاين
  • 1692
  • 1
“صراع أقطاب” في حركة النهضة
أرشيف
زياد العذاري

في خطوة مفاجئة، أعلن النائب عن حركة النهضة زياد العذاري استقالته من جميع المناصب القيادية بالحزب، مما طرح أكثر من سؤال حول خلفيات هذا القرار وتوقيته، ويوصف العذاري بأنه “الابن المدلل” لرئيس الحركة راشد الغنوشي، وسبق أن طرح اسمه لرئاسة الحكومة.

ويشغل المعني منصب الأمين العام المكلف بفضاء الحكم في النهضة، بالتوازي مع عضويته لمكتبها التنفيذي، كما سبق أن تولى العديد من الحقائب الوزارية في الحكومات المتعاقبة بعد الثورة، آخرها وزارة التعاون الدولي التي استقال منها إثر دخوله البرلمان.

ورغم أنه لم يعرف للعذاري أي قرب من التيار الإصلاحي الذي يمثله شق من قيادات النهضة الرافضة للخط الذي ينتهجه الغنوشي في إدارة الحكم والتسيير، على غرار عبد الحميد الجلاصي ومحمد بن سالم وعبد اللطيف المكي، لكن من الواضح أن الشاب الطموح وجد نفسه خارج حسابات الغنوشي، في وقت كان يمني فيه النفس بمنصب حكومي مرموق، حسب بعض التخمينات.

ونشر القيادي المستقيل تدوينة مطولة عبر صفحته على فيسبوك، مساء الأربعاء، تحدث فيها عن دوافع قراره، والتي تجاوزت الاستقالة من جميع المناصب القيادية في الحزب، إلى طلب إعفائه من أي مسؤولية أو تكليف في الحكومة القادمة.

وبرر العذاري استقالته بوجود خلافات في وجهات النظر بينه وبين مؤسسات الحركة، خصوصا فيما يتعلق بملف تشكيل الحكومة، مشككا بشكل مباشر في كفاءة رئيس الحكومة المكلف الحبيب الجملي.

وقال في معرض تدوينته “كنت أرى أن حصول النهضة على رئاسة البرلمان يقتضي الذهاب في الحكومة إلى شخصية انفتاح مستقلة مشهود لها بأعلى درجات الكفاءة والنزاهة والجرأة تطمئن وتجمع أوسع طيف ممكن من التونسيين، وتكون قادرة على استعادة الثقة في الداخل وتعزيز إشعاع تونس في الخارج”.

وتابع “ذهب مجلس الشورى فيما قدره أصلح.. لكن أجدني شخصيا في النهاية عاجزا على المواصلة في ظل مسار أرى أنه يضعنا اليوم ويضع البلاد على سكة محفوفة بالمخاطر لا نعرف تداعياتها وكلفتها على البلاد”.
وربط كثيرون بين قرار العذاري الاستقالة من جميع المناصب القيادية بالحزب، واستعداد النهضة خلال الأيام القادمة للكشف عن أسماء مرشحيها للحقائب الوزارية والتي استثني منها العذاري.

وكشفت مصادر إعلامية، ترشيح الغنوشي لشخصيات من داخل النهضة لمناصب وزارية بالحكومة القادمة على غرار سيدة الونيسي لوزارة التشغيل، وأحمد قعلول للرياضة، والوزير الحالي أنور المعروفي لوزارة تكنولوجيا الاتصال، والهادي صولة للفلاحة، ونوفل الجمالي للشؤون المحلية، وخليل العميري للتجهيز.

واعتبر القيادي المستقيل من عضوية مجلس شورى النهضة زبير الشهودي، في تصريح للجزيرة نت- أن تدوينة العذاري بمثابة ردة فعل مباشرة بعد إقصائه من التشكيلة الحكومية القادمة والتي قرر خلالها الغنوشي إبعاد جميع الوجوه السياسية النهضوية وتعويضها بوجوه “تقنية” ليس لها أي وزن أو تاريخ في صلب الحركة.

فيما يرى الإعلامي والمحلل السياسي برهان بسيس أن استقالة العذاري المفاجئة كشفت عن صراع لم يعد بالخفي داخل حركة النهضة، وتغير في المواقف والمواقع بين خط محسوب على الغنوشي وآخر يشمل بقية قيادات الحركة.
المصدر: وكالات

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • صالح بوقدير

    الغنوشي في البرلمان ليشهو الغنوشي من قبل فالكرسي يقلب الولاءات