صليت الاستخارة قبل قتل الطبيب
استمعت محكمة جنايات الدار البيضاء، الخميس، إلى أقوال قاتل طبيب الأطفال الذي اهتزت منطقة الحراش بالعاصمة لحادثة ذبحه من طرف شاب لم يتجاوز 26 ربيعا، ولم يتوان الأخير في إزهاق روح طبيب عائلته بـ43 طعنة واحدة منها تسببت في قطع شريان حيوي برقبته، بحجة الدفاع الوهمي عن شرفه خلال مقابلة للفحص بعيادته، وانتقاما لشكوكه أن الضحية كان على علاقة غير شرعية بوالدته وحتى مع باقي المرضى من الجنسين.
حادثة مروعة عاشها أعرق أحياء الحراش شهر فيفري الفارط، راح ضحيتها طبيب أطفال بلغ سنه 70 عاما على يد شاب ظن لوهلة أن الضحية كان قد أقام علاقة محرمة مع والدته، واعترف الجاني ردا على أسئلة القاضي والنيابة بأنه عانى خلال الفترة التي سبقت جريمة القتل، من هواجس مس تعرض له خلال سفره إلى المغرب ولدى عودته أصبح يرافقه جني أو شيطان كما ذكر- يدعى “جوزيف” كان يدفعه لاعتناق الماسونية مقابل تلبية كل ما يرغب أو يحلم به، ليعيش القاتل في دوامة من القلق وعقد جلسات رقية للتخلص من التخيلات التي تنتابه تجاه الأشخاص المحيطين به، من بينهم والدته التي شك بتصرفاتها وعلاقتها بالطبيب، وصرح المتهم بأنه صلى الاستخارة قبل توجهه للفحص بصفة عادية واختار فترة المساء، أين تقل حركة المرضى وغالبا تنعدم، كما أخفى أداة الجريمة بين ملابسه، وحمل بعض الأدوية ومكملات غذائية كان يتعاطاها بحجة استشارته حول مفعولها على جسمه، وأضاف المتهم أن الضحية حاول الاعتداء عليه وإجباره على الفعل المخل بالحياء مقابل فحص مجاني على حد قوله- الأمر الذي استفزه وجعله ينهال عليه بوابل من الطعنات حتى فارق الحياة، ثم قام بغسل يديه ومسحهما بمئزره دون أن ينتابه التوتر أو الارتباك لدى خروجه من المكان.
وردا على التصريحات التي جاء بها المتهم طيلة مراحل التحقيق وتضارب أقواله، تارة أن حالته سببها إصابته بمس أو سحر وتارة أخرى انتقاما من الضحية بسبب سلوكه، فنّدت والدته وأغلب الشهود ما تم تداوله بشأن سمعة الطبيب “المغدور”، الذي كان مصدر خير وإحسان لأطفال يتامى وفقراء طيلة 30 سنة من العطاء، وتقديمه لفحوصات مجانية لمن لا يستطيع دفع مبلغ الفحص، واستغربت النيابة خلال مرافعتها أقوال المتهم التي تناقض في كل مرة واختلاقه أعذارا للتهرب من جريمته رغم اعترافه بها، بدليل عدد الطعنات التي تبرز إصراره على القتل مسبقا وليس دفاعا عن النفس وتقرير الطبيب الشرعي الذي كشف وجود جزء من السكين بجمجمة الضحية، وبعد المداولات القانونية قررت المحكمة إدانته بحكم المؤبد.
