-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

ضربة موجعة.. لكن!

جمال لعلامي
  • 1277
  • 1
ضربة موجعة.. لكن!
ح.م

صحيح أن كورونا “جوّعت” الكثير من الفئات وقطعت أرزاق متضرّرين، ليس في الجزائر فقط، وإنما في كلّ أرجاء العالم، لكن، هذا لا يبرّر لجوء تجار وممتهنين إلى “لعبة الراي راي”، من خلال خرق تدابير الحجر وإجراءات الغلق الاضطرارية، الرامية إلى تحجيم الخسائر ومحاصرة انتشار الوباء، خاصة بعد ما تورطت شرائح واسعة في اختلاق الطوابير والتدافع المؤدّي حتما إلى اتساع رقعة المصابين!

بعض التجار “المهرودين” سامحهم الله، وأعانهم في نفس الوقت، أصبحوا ينشطون سرّا ويعملون بـ”ريدوات” نصفها مغلق، ونصفها الثاني مفتوح، متجاهلين الخطر، ومتمرّدين عن ضرورة التباعد الاجتماعي والوقاية الصحية، وضاربين عرض الحائط قرار الولاة بغلق المحلات “الناقلة للعدوى”، وتعليق أنشطة تجارية أثبت قرار فتحها أنها خطر على الصحة العمومية!

الأكيد، أن الكثير من هؤلاء التجار الذين قهرتهم كورونا، فعلوا ما فعلوه، مضطرين غير مخيّرين، بعد ما فرغت جيوبهم، خاصة ونحن في شهر الصيام، وما يتطلبه من نفقات إضافية، لكن هذا لا يعني المخاطرة بحياتهم وحياة عائلاتهم وحياة الزبائن، وتصوّروا سلسلة العدوى التي ستتضاعف يوميا وبشكل متزايد بسبب الازدحام والاستهتار!

أحيانا، خاصة في الأزمات والمحن و”الحروب”، فإن بعض القرارات تكون صادمة وموجعة ومسبّبة لخسائر جمّة، لكن للضرورة أحكام، ودرء المفسدة أولى من جلب المنفعة، ولا داعي هنا للعواطف أكثر من اللزوم، وإن كان لا بدّ من استمرار التعاون والتضامن إلى ما لا نهاية، خاصة في الظروف الطارئة والاستثنائية، لكن هذا لا يعني كذلك المغامرة والانتحار!

غلق جزء من المحلات و”تسريح” نصف عدد العمال وإخراجهم في عطلة استثنائية، لها دون شك أضرار كبرى، وخسائر على التجارة والاقتصاد والتنمية والحركية المالية والنشاط البنكي والاستثمارات والضرائب، وبالتالي على عائدات الدولة ومداخيل الخزينة العمومية، لكن ليس هناك بديل جاهز، بأقلّ الأضرار والتكاليف، وطبعا فإن خسارة الصوف أفضل من خسارة الخروف!

الآن، وبعد أن تضع الحرب المشروعة والمفتوحة ضد “كوفيد 19” أوزارها، سيبدأ الحديث – وإن كان قد بدأ فعليا – عن مسألة “التعويضات”، والتسهيلات لفائدة المتضرّرين، وهي العملية الجراحية الحسّاسة والدقيقة، التي تستدعي جراحين ماهرين ومحترفين، حتى لا يُظلم أحد، وحتى لا يُمارس التمييز والمفاضلة، ويتعرض ضحايا فعليون إلى الإقصاء والنسيان، مع ضرورة ضبط قائمة المتضررين من دون اخطاء، سواء لصالحهم أو ضدهم!

على من خسر ماله وتجارته ومصالحه، بسبب هذه الجائحة، أن يتذكّر بأن هناك أشخاصا فقدوا حياتهم، فهل هناك للحياة ثمن؟ وكم يبلغ ثمن الطمأنينة والصحة والحياة الطبيعية والاستقرار النفسي، العوامل التي فقدناها منذ نحو الشهرين، ونتضرّع إلى العليّ القدير أناء الليل وأطراف النهار، ليرفع عنّا هذا الوباء والبلاء.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • المتأمل من بجاية

    شكرا لك
    هذا المرض الذي لا يعرف الحدود هو اختبار لكل البشرية بجميع أطيافه...والله تعالى عالم به قبل أن يكون إنه:امتحان للمرضى ولأهل الموتى بالوباء وللأطباء والممرضين الصالح منهم والطالح ،والتجار الصافي منهم والغشاش...وقس على ذلك ....‘إنه ردع للطواغيت وإكرام للمؤمنين الصابرين قال الله"عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم.."....حتى البيئة الحقورة بدأت تسترجع عافيتها.. والسلام.