-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

ضرورة اتحاد القوى الوطنية المحافظة اليوم..

ضرورة اتحاد القوى الوطنية المحافظة اليوم..
ح.م

أكثر من بلد عربي، لم يعرف منذ نحو عشر سنوات استقرارا من شأنه أن يَسمح له بالانطلاق في بناء مؤسسات جديدة أو تطوير أو تحسين القائم منها، رغم الثورات..! هل هي صدفة أن لا يَخرج أي بلد عربي “جمهوري” من أزمة حتى يدخل في أخرى بما في ذلك  تلك التي اعتقد الجميع أنها عرفت الطريق الآمن نحو تجسيد العنوان “الشِّعار” المرفوع: الحكم الديمقراطي؟ ما الذي يحدث وما الذي سيحدث؟

سِت بلدان عربية عرفت ثورات ما يُسمى بالربيع العربي، مازالت لم تتوقف بها الاضطرابات (سوريا، اليمن، ليبيا، العراق، مصر)، و ثلاث بلدان عرفت ما سُمِّي بالموجة الثانية من هذا الربيع مازالت تعيش حالة من الاحتقان وهي مُعرَّضة لكافة الاحتمالات (السودان، لبنان، الجزائر).

وبلد واحد تجاوز أول خط من الصعوبات بإجراء انتخابات نزيهة (تونس)، ولكنه لم يتمكن من معرفة الاستقرار المؤسساتي لحد الآن (تبدل سريع للحكومات، صعوبات اقتصادية، ضغط  خارجي من قوى مناهضة لحركة النهضة خاصة للدفع باتجاه التغريب..)، مما يعني أنه هو الآخر لم يخرج من عنق الزجاجة بعد..

ألا يعني هذا أن هناك صنفا من البلاد العربية دون الأخرى، مازال يُدفَع دفعا نحو خيارات مُعيَّنة؟ ما هي هذه الخيارات؟ وما العمل تجاهها؟

يبدو لي أننا نَمر بمرحلة يمكن تسميتها بمرحلة التغيير المُوجَّه، حيث يمكنك أن تتغير ولكن ليس كما تريد، إنما كما يريد النظام العالمي المُهيمِن، أي أنه  يُسمَح لك بإحداث تغيير، ولكن ليس من منطلق مقوماتك وخصائصك الذاتية حتى وإن أردت، وبالأخص لن يُسمَح لك بتغيير وطني محافظ، حتى ولو كان عبر صندوق الانتخابات..

كل ما هو مسموح به اليوم هو إما أن يُسفِر هذا التغيير المُرتَقَب عن تحول في السلطة لصالح قوى تغريبية متماهية مع النظام العالمي، أو أن تستمر الدول المَعنية بذلك في حالة اضطرابات متجددة هدفها الاساس هو منع كل امكانية لتحالف القوى الوطنية  المحافظة  لأجل إقامة بديل متميز حضاريا عن الغرب المهيمن..

هو ذا السيناريو الذي يتم تجسيده تدريجيا تجاه بلداننا، وهو ما ينبغي علينا إدراكه والتعامل معه إن لم يكن التصدي له.. وليس أمامنا سوى بديل واحد هو اتحاد القوى الوطنية المحافظة ضد التغريب.. لأنه إذا لم يحدث ذلك فإن قوى التغريب ستستقوى بالنظام العالمي المهيمن لتحويل مجتمعاتنا تدريجيا بعيدا عن إطارها الحضاري باسم التطلع نحو الحداثة والعصرنة وباسم التمسك بالأداة الديمقراطية كوسيلة، وهي التي تعلم علم اليقين أنها أول ما يرفض هذه  الأداة الديمقراطية، إذا لم يتم التلاعب بها لِتُسفر عن النتائج التي ترضيها… وما التجربتان المصرية سنة 2013 والجزائرية 1992 عنّا ببعيدتين..

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
8
  • خليفة

    عندما تتوفر النية الصادقة لدى المسءول و المواطن في خدمة الوطن باخلاص كل حسب موقعه ،و مكانه و امكانياته ،و بتظافر جهود الجميع ، يمكن تحقيق الانطلاقة المرجوة في التنمية الاقتصادية و الاجتماعية في جميع مجالات الحياة،فخدمة الوطن و المواطن لا تعرف الوانا سياسية او اطر حزبية ضيقة ، خدمة الوطن باخلاص ركيزته و هدفه محبة هذا الوطن و التفاني في خدمته و الدفاع عنه بكل الوساءل المشروعة،بهذا الحب و الاخلاص نرتقي و نتقدم، و بدونه نتخلف.

  • محمد قذيفه

    شكرا جزيلا أستاذ سليم على الموضوع الذي يشرح الواقع العربي الحنظل ، وفي الجزائر الحل سهل وسهل جدا ، لو يتخلى بعض الوطنيين عن انتهازيتهم ويتخلى بعض الاسلاميين عن طمعهم ويتفق الوطنيون والاسلاميون لحلت المشكله ، أعرف أنهم لم يتركهم الجناح النغريبي ولكن لو اتفقوا بصدق مااستطاع تغييرهم

  • مواطن مقهور

    ..... عندما يجتمع الوعي مع النية الصادقة و الارادة الصلبة في التغيير المنشود فلاكيد ان يتبعها التوفيق الالاهي وما النموذج التركي و الماليزي و السنغافوري و حتى الرواندي و الاثيوبي ببعيدو الله اعلم.

  • سامي

    يعني اما أن تقوم أنت بالتغيير بارادتك من الداخل أو يأتيك من الخارج على حد تعبير بن نبي.

  • البشير

    يبدو أنه في رأي الكاتب أن تكون إسلاميا أو أنت محسوب على التغريبيين أي موالي للغرب .معادلة تسطيحية الى حد بعيد. قوى المحافظة والسلفية يمكن لها أن تعرقل مسار الحداثة ولو الى حين ولكن التيار الحداثي أصبح واقعا مجتمعيا وومقاومته عبث لا طائل منه. بدل خوض معارك دونكيشوتية مع الحداثة من الاجدر والانفع للجميع النخراط في هذا المسار لاختصار الطريق والولوج الى زمننا بدل التطلع الى الوراء

  • مشاشي

    أكثر من بلد عربي، لم يعرف منذ نحو عشر سنوات استقرارا من شأنه أن يَسمح له بالانطلاق في بناء مؤسسات جديدة ............أكثر من بلد عربي بل كل الدول العربية لا تمتلك مؤسسات بل لا تمتلك الا اسم المؤسسات : مجلس شعبي بلدي أو ولائي أو وطني أو مجلس شورى أو مجلس النواب أو مجلس الأمة أو حكومة ................................. الخ وكل شيء في هذه الدول يتحكم فيه رجل واحد اسمه ملك أو رئيس أو أمير ......................عفوا : اسمه مستبد

  • ابن الجبل

    يقول المولى عزوجل : " ان الله لايغير مابقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم .." هذه الآية تدل دلالة واضحة على أن التغيير لا يأتي من الخارج ، لأن الخارج يعمل لمصالحه ، فلا يقبل أن تضيع هذه المصالح ...!!. ان طريق الورد مليء بالأشواك ... اذا كنا ننتظر من غيرنا أن يصلح أحوالنا فاننا مخطئون ، فلا يحك جلدك الا أنت ... بالصبر والمثابرة والثبات سنحقق مانصبو اليه . فالله العلي القدير أعطانا مقومات الدولة القوية ، من كفاءات وثروات وطبيعة وأرض شاسعة ... فما علينا الا أن نجسد هذا المسعى، وهو الدولة العصرية الديموقراطية ، حتى لا تذهب دماء الشهداء سدى !.

  • جبريل اللمعي

    إنتاج نموذج جزائري لتنمية الإنسان الجزائري لينتج حضارة جزائرية حديثة بتوجيه من ثوابت الجزائر وقيم تاريخها وأخلاق أبنائها الأصيلة، بعيدا عن تقليد المشرق ومداهنته، وبعيدا عن قبول استعلاء الغرب كأنه قدر محتوم، كفيل بسحب مُبَرِّرات تَناطُح الطابورَيْن الخامسيْن المشرقي والغربي من أبناء جِلدتنا. وأكاد أضيف: وكذا المُضي قُدُما في هذا المشروع في إطار جَمعيّات مُخلِصة للجزائر دون انتظار دعمٍ من الدولة، لأنني أرى استعدادَ الشعب اليوم وتَحفُّزَه يَفوق بيروقراطيةَ الدولةِ وترَهُّلَ إداراتِها المريضةِ بمَراحل.