-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
المُصنِّع الجزائري فشل في رسم الابتسامة على وجه التلميذ

ضعف في الأدوات المدرسية المصنعة محليا وأغلبية ما في المحفظة أجنبي

سمير مخربش
  • 630
  • 0
ضعف في الأدوات المدرسية المصنعة محليا وأغلبية ما في المحفظة أجنبي
ح.م

يعرف سوق الأدوات المدرسية ضعفا في المنتج المحلي الذي يسجل حضورا محتشما في المكتبات، ويكاد يقتصر فقط على بعض الأدوات الفرعية ذات الأهمية البسيطة.

فبولاية سطيف، المعروفة وطنيا كقطب اقتصادي وتجاري ومحطة استيراد هامة، تبقى السيطرة واضحة للمنتج الأجنبي في مجال الأدوات المدرسية، الذي فرض نفسه في المكتبات، خاصة المنتج الصيني، الذي يسجل وفرة وتنوعا وخيارات عديدة.

وبالمقابل، هناك ضعف للمنتج المحلي الذي مازال لم يمتد بعد إلى كل الأدوات المدرسية، فتلميذ الابتدائي مثلا لا يمكنه أن يملأ محفظته بالأدوات المصنعة محليا لأنه بكل بساطة، الجزائر لا تصنع كل الأدوات، وبالتالي المنتج الأجنبي فرضُ عَين على كل تلميذ وولي. وأما من حيث النوعية فالأسبقية للأدوات الأجنبية التي تفوقت بكل جدارة على ما يصنع محليا، وعلى سبيل المثال السيال المصنع محليا عمره قصير وطريقة استعماله في الكتابة ثقيلة وأحيانا متقطعة بينما السيال المصنوع في الخارج يتميز فعلا بالسيولة والسهولة في الاستعمال.

وحسب أصحاب المكتبات بولاية سطيف، الظاهرة توشك أن تعمم على مختلف الأدوات وكل التلاميذ يفضلون المنتج الأجنبي لجودته وجماله وألوانه الزاهية والباهية، بينما المنتج المحلي تجده عنوانا للرداءة وسرعة الانكسار وأحيانا يحث على الكآبة بسبب غياب الفنيات والإتقان في الإنجاز.

فأي تلميذ تخيره بين العجينة المحلية والأجنبية يختار ما هو آت من وراء البحر دون تردد لأن في تلك العجينة الأجنبية المجال مفتوح للإبداع والمتعة، بينما المحلية تحد من قدرات الطفل وتجعله ينفر منها بعد اللمسة الأولى.

ونفس الشيء بالنسبة إلى القريصات والخشيبات الأجنبية منها تبدو متقنة ومضبوطة، بينما المحلية بها زوائد وشوائب يكرهها التلميذ، وهذا بالرغم من كون القريصة والخشيبة هي أبسط ما يمكن أن يصنع بالمواد البلاستيكية ولا تتطلب تقنيات عالية، وهي عبارة عن أعواد وأشكال دائرية، ورغم ذلك تفتقد الجودة. وهناك ممحاة محلية تمزق الورق وسيال له حساسية من الكراس ومبراة ترفض التعامل مع القلم ولا تصلح لأي استعمال.

وأما بالنسبة إلى المحفظة، فالكارثة أعظم، لأن المحلية مازالت بنفس الرداءة شكلا ومضمونا مع محدودية في العمر والصلاحية، فهناك محافظ تفتح ولا تغلق وأخرى سرعان ما تتمزق ولا يمكنها مواصلة الدرب بعد شهر سبتمبر، في حين قطعت المحفظة الأجنبية أشواطا كبيرة وبعض المكتبات حاليا تسوق ما يعرف بالمحفظة الصحية التي تحافظ على صحة التلميذ وسلامة ظهره مع إمكانية استعمالها لسنوات.

والملاحظ أن أغلبية الأدوات المحلية مرتبطة بالمواد البلاستيكية ولا توجد هناك جرأة لاكتساح المجالات الأخرى ما عدا ميدان الكراريس والورق الذي عرف تطورا إلى حد ما. والحقيقة المرة أن العديد من الصناعات ظهرت في الجزائر وتطورت لكن في مجال الأدوات المدرسية الميدان مازال ضعيفا والمُصنِّع الجزائري فشل في رسم الابتسامة على وجه التلميذ.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!