-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
لم يدخلوا المدرسة وحفظوا كتاب الله سمعا رغم العزلة ورعي الغنم

طارق وعبد الباسط وعمار وآخرون.. عصاميون للقرآن حافظون وبالناس يصلون

صالح سعودي
  • 401
  • 0
طارق وعبد الباسط وعمار وآخرون.. عصاميون للقرآن حافظون وبالناس يصلون
أرشيف

أعطت عائلة رزيق بنواحي أولاد جحيش ببيطام بباتنة وجها آخر من التحدي في حفظ كتاب الله، حيث يؤكد إمام مسجد أولاد جحيش الشيخ أحمد رزيق لـ”الشروق” أن عمر ولزهر وعمار رزيق وعبد الباسط والسعيد وطارق وعبد الرزاق وبشار وآخرين ليسوا لاعبين أو فنانين أو مقاولين وأصحاب أموال، بل هم عصاميون حفظوا كتاب الله، ومنهم من لم يدخل المدرسة أصلا، إلا أن ذلك لم يمنعهم من حفظ القرآن سمعا عبر الإذاعة والمسجّلة، متحدين ظروفهم القاسية، خاصة وأن بعضهم كان يرعى الغنم ويعانون العزلة في القرى والبوادي.
ومن بين الأسماء العصامية التي تحدت الصعاب من عائلة رزيق ببيطام، نجد السيد طارق رزيق بن الطاهر، من مواليد 1988 بأولاد جحيش، لم تتح له الفرصة لدخول المدرسة، بسبب ظروف الترحال بين الصحراء والتل، حيث يقول طارق رزيق في هذا الجانب: “قضيت فترة طفولتي في رعي الغنم، وعند بلوغي سن 12 عاما، تأثرت بسماع القرآن من خلال الإذاعة، فاقتنيت مسجلة صغيرة وأشرطة للشيخين الحصري والمنشاوي، وبدأت في الحفظ سماعا رفقة أخي عبد الباسط الذي يكبرني سنا، كنا نختار فترة الليل لإعادة مراجعة ما حفظناه في النهار”.
ومن الذكريات المأساوية التي يحتفظ بها طارق رزيق رفقة أخيه عبد الباسط هو تعرضهما عام 2011 لحروق من الدرجة الأولى في خيمتهما، وهذا أثناء مراجعة القرآن، ومكثا خلالها أكثر من عام بين مستشفى باتنة وعيادة المحروقين في شارع باستور بالعاصمة، ولا تزال آثار الحروق بادية على جسديهما إلى اليوم، ورغم ذلك واصلا مسيرة الحفظ بعد سنتين من ذلك، وهذا بصرف النظر عن ظروف الترحال ورعي الغنم إلى يومنا هذا، حيث يحفظ طارق رزيق 40 حزبا، ويبقى مصرا على ختمه، وقد دخل منذ شهر مدرسة لتعلم الكتابة والقراءة، كما يصلي التراويح بالناس في مسجد القرية خلال شهر رمضان، يحدث هذا رغم أنه يرعى الغنم طول اليوم، لكن بعد الإفطار يقطع مسافة 4 كيلومترات نحو مسجد القرية.

.. وكأنه أوحي إليه رغم أميته!

من جانب آخر، فإن عبد الباسط رزيق (متزوج وأب لطفلين)، فهو يحفظ 50 حزبا من كتاب الله، وسار على نفس خطى شقيقه طارق، كما لم يدخل المدرسة ولو يوما واحدا، لكن هذا لم يمنعه من البرهنة في الحفظ الجيد، حيث يؤكد معلم القرآن الشيخ سحوان تعجبه من حفظه الجيد فقال قولته “سبحان الله وكأنه أوحي إليه رغم أميته”، ويصلي عبد الباسط التراويح بالناس في مسجد بن باديس ببلدية بيطام التابعة لدائرة بريكة بباتنة، مع العلم أن عائلته كلها حافظة لكتاب الله، بداية من أخيهما الأكبر عبد الرزاق، وهو إمام ببسكرة، وانتهاء بأخيهما الأصغر ماستر شريعة ويؤم المصلين في صلاة التراويح بنواحي بسكرة.
وفي سياق فرسان القرآن الذين تعتز بهم عائلة رزيق ببيطام رغم عصاميتهم، نجد السيد عمار رزيق بن علي، وهو ابن عم طارق وعبد الباسط، من مواليد 20 أفريل 1992 بأولاد جحيش، حيث غادر الدراسة في السنة الثالثة ابتدائي، ليمتهن حرفة رعي الغنم، حينها بدأ منافسة أبناء عمومته طارق وعبد الباسط في حفظ القرآن وعمره 17 سنة، ودخل بعد ذلك مدرسة العتيق ببريكة، إذ حفظ خلال سنة واحدة 19 حزبا من كتاب الله، ثم انقطع لمدة سنة عن الدراسة، لكن وبتحفيز من الشيخ أحمد رزيق انتقل رفقة ابن عمه إلى المدرسة القرآنية عمر بن الخطاب بالعناصر بالعاصمة، ما مكنه من ختم كتاب الله خلال سنة، كان ذلك في عمر 19 سنة، حيث حظي بالتكريم رفقة ابن عمه لزهر رزيق بعمرة، وبعد العودة انتقل إلى مدينة قايس ليباشر مهنة تعليم القرآن إلى يومنا هذا، كما أنه مولع بالرياضة، بدليل حصوله على شهادة مدرب في الرياضة القتالية الفوفيتنام فيات دو.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!