-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

طايح.. رايح!

جمال لعلامي
  • 1017
  • 0
طايح.. رايح!

أخيرا، وقد يكون ليس آخرا، سقط معاذ بوشارب، لتسقط باء من الباءات التي طالب الحراك الشعبي بسقوطها، وحتى إن كانت هذه الباء غير مؤثرة وليس معترفا بها حتى من طرف الأفلان نفسه، وأحزاب المعارضة، وأغلب النواب، فإن هذا السقوط، هو انتصار آخر للحراك السلمي، الذي أسقط العهدة الخامسة، وأسقط الرئيس، وأسقط رئاسيات أفريل ورئاسيات جويلية، وأسقط رئيس المجلس الدستوري، وأسقط المتورطين في الفساد!

“معاد” الذي حاول الإعادة من أجل الإفادة والاستفادة، قدّم في الأخير استقالته، بعد ما تمّ “طرده” بروتوكوليا من صلاة عيد الفطر، وطرد أمس من مراسيم اختتام الدورة البرلمانية في مجلس الأمة، وطرد قبل ذلك من المجلس، لكنه، مدّد عمره النيابي، إلى غاية تقديمه الاستقالة، وخروجه من نافذة مبنى زيغود يوسف، ليكون “هدية عيد الاستقلال” للحراك!

مغادرة بوشارب، على وقع صرخات “صحّ النوم” على ألسنة معشر النواب، بمن فيهم الذين نصبوه خلفا لسعيد بوحجة قبل نحو 7 أشهر، باستخدام “الكادنة والسلاسل”، هو في شكله ومضمونه ردّ لاعتبار سابقه، الذي لم يقدم استقالته، واعتبر نفسه مازال رئيسا للهيئة التشريعية، وأن ما حدث له هو مجرّد “انقلاب” بإيعاز من بطانة السوء والحاشية التي نصّبت “الباء” بالقوّة، في إطار التحضير أنذاك لتمرير العهدة الخامسة!

بوشارب الذي صعد بسرعة، ونافس الصاروخ في الصعود إلى سطح القمر، نزل أيضا بسرعة البرق ودويّ الرعد، والظاهر أن نائب ولاية سطيف، مثل ما يسجله زملاؤه النواب، أنه حاول الجري أكثر من السرعة التي يملكها بالفطرة، ولذلك انفجرت “علبة السرعة” في الطريق وقبل الوصول إلى نقطة النهاية، وسقط من فوق المركبة، لأن الركبة كانت مايلة!

الآن وقد غادر بوشارب وأصبح رئيسا سابقا للمجلس الشعبي الوطني، عليه أن يجلس ويعاتب نفسه، ويلومها ويوبّخها، بعد ما عطل رحيله وأراد أن “يخلد”، متجاهلا “زعيمه” الذي أسقطه الحراك، ومحاولا إنقاذ نفسه بالحصانة التي لم تصمد أمام قوّة التيار الشعبي الذي قال كلمته منذ 22 فيفري ورفض التراجع عنها بأيّ حال من الأحوال!

العبرة ليست بسقوط بوشارب، ولكن على خليفته، مثلما على “الخلفاء اللاحقين” في مختلف المناصب والحقائب التي عرفت الترحيل والاستقالات والعزل والإقالات، أن يستوعبوا الدرس، ويتّعظوا ممّا حدث، ويراجعوا حساباتهم ويرتبوا أوراقهم بما يرضي “فخامة الشعب”، ويعيد للمؤسسات هيبتها ووقارها، وصدقها ومصداقيتها، وكلّ ذلك من أجل إنجاح التغيير والشروع جماعيا وبنية صافية في تشييد “الجزائر الجديدة”!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!