-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

طوبى للمشائين في الجُمع.. بشرط

حسان زهار
  • 914
  • 7
طوبى للمشائين في الجُمع.. بشرط

إذا لم يستخدم الحراك قوة العقل، في التعامل مع الواقع، خاصة مع الدخول الاجتماعي الجديد، فلن يجدي الجزائر في شيء هذا المارطون الأسبوعي، إلا في زيادة التوترات والابتعاد عن الحلول.

منذ قرابة الثمانية أشهر والحراك يتحرك، ورغم ما حققه في الأسابيع الأولى من نتائج هامة، إلا أن تراجع قوة الحراك خاصة خلال أسابيع الصيف الأخيرة، وعدم تحقيق مطالبه، يتطلب الأمر مراجعة أساليب النضال ونوعية الشعارات، وحتى الوجوه التي تحاول أن تقود.

الآن على الحراك أيضا، وليس الأفلان وحدها، أن يتعدد (في صور النضال) أو يتجدد أو يتبدد.

فمع عودة العمال إلى مناصب عملهم، والتلاميذ والطلبة إلى المدارس والجامعات، يحتاج الحراك أن ينظف نفسه من الداخل، وأن يلفظ النفايات السياسية التي شوهت طهره، وأن ينتج داخله حراكا داخل الحراك لتحرير نفسه.

لنتذكر كيف أن المنبوذين شعبيا، الذين كانت تطاردهم الجماهير في بدايات الحراك، وهم يحاولون ركوب موجة “التمثيل”، أصبحوا اليوم هم قادة تحملهم الجماهير المتبقية على الأعناق.

لنتذكر أن شعارات الأخوة والوحدة تراجعت كثيرا، ليحل محلها شعارات صدامية تتميز بالتخوين والتشنج.

لنتذكر (فإن الذكرى تنفع المؤمنين)، حراك مدينة برج بوعريريج المليوني الرائع، أين اختفى.. وكيف تبخرت “التيفوات” التي كانت تنبض في كل الولايات، بمطالب الجزائر العميقة الحقيقية.

لقد اختفى الأطفال الذين كانوا يشاركون وهم على رقاب آبائهم، وتراجعت “ثورة الابتسامة” كما سميت، وهي ترتسم على وجوه الجميلات ذوات العيون الزرقاء والشعر الأصفر، لتصبح ثورة الغضب.. وأحيانا الكراهية، ضد “الجيش” وضد ابن باديس، وضد بن مهيدي، وضد الدستور والوحدة الوطنية.

لذلك على الشرفاء في الحراك.. الذين تحترق قلوبهم على الجزائر وليس على شيء آخر، أن يجيبوا على هذه الأسئلة المفخخة..

أين اختفى بربكم ثعالب الدولة العميقة.. إن لم يكونوا بينكم يقودون الجموع، ويحرفون المسارات ويشيطنون الشعارات، ويدخلونكم في حرب قذرة لاسترجاع مصالحهم التي داستها أرجل الشرفاء.

أين هم الفلول الذين تحركهم أيادي العصابة من سجني الحراش والبليدة؟ إن لم يكونوا بينكم، يقودونكم للمطالبة بإطلاق سراح العصابة التي أخرجتموهم في البداية من الباب الضيق، ويراد لهم اليوم العودة من النافذة الواسعة؟

أين هم أولاد فرنسا،أولئك الذين كانوا يخرجون لاستقبال هولاند وساركوزي وماكرون في العاصمة، إن لم يكونوا للأسف بينكم أيضا، وهم يهينون العلم الوطني علانية، بطمس معالم النجمة والهلال، وأنتم تنظرون كأن على رؤوسكم الطير.

أين هم الفاسدون المفسدون.. المرتشون من آكلي السحت.. إن لم يكونوا بينكم وقد أفزعهم صليل العدالة، واقتلعت قلوبهم جزعا من سيف الحجاج، وهم يقودونكم للمطالبة بوقف المحاكمات بوصفها (عدالة تلفون)؟

أين أعداء القيم والاختلاف، وأعداء الوحدة والائتلاف؟ إن لم يكونوا بينكم أيضا، وقد شهروا بالشرفاء وضحكوا منهم، حتى صار زنادقة “الماك” قادة أشراف، يقودون بعض شيوخ “الفيس” إلى الفجور في الخصومة؟

إذا تم تصحيح شعارات الحراك، واسترجاع البوصلة، فسيتواصل الحراك كما بدأ، بعيدا عن مطالب المراحل الانتقالية والتعيين والتفاوض.. فقط من أجل انتخابات نزيهة وشفافة بمعايير دولية، تضمنها هيئة مستقلة للإشراف وتنظيم الانتخابات، وتضمنها الملايين التي سوف تخرج بنفسها لحماية الصناديق.

ألا طوبى للمشائين في الجُمع، إن هم تخلصوا من الزنادقة والانفصاليين وتجار الدين وتصالحوا مع بقية الشعب.

وإلا.. فلا طوبى لهم. ولا طاب ممشاهم.. وبصحتهم حينها “طابو” وأمثاله.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
7
  • TABTAB

    للمعلق 2 : ليس الغريب أن ينظم إلى هؤلاء من كانوا ضحية لهم سنة 92 كما تقول لكن الغريب أنك تغرد خارج السرب وتقارن بما لا يقبل المقارنة أي 1992 و 2019 والخلاصة أنك تسبح في بحر عميق دون أن تدرك خباياه والمثل يقول : فكر قبل أن تبحر

  • جزائري

    لن يتغير اي شيىء الا عندما نؤمن حقا ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم. الالتفاف المنافق عن هذه الاية بحجة اننا على حق والاخرون على باطل لن يجدي نفعا مع النواميس الالهية. نحن نعيش الفساد يوميا في المجتمع بغض النظر عن فساد السلطة وما لم ننتبه الى هذا الامر بالتغيير في المجتمع فلن ينفع الكذب بالقول أن السلطة وحدها هي الافسد وهي وحدها من يجب التغيير فيها. في تونس المجاورة ذهب نظام بن علي فافرز المجتمع الفاسد الجراءم وسوء الاخلاق والسرقة والكلام البذيء بدرجة لم تعرفها تونس في عز فساد واستبداد بن علي . رغم ذلك هناك من يتبجح بحرية التعبير يعني حرية الكلام البذيء.!

  • المهاجر

    اذهب أنت و من وراءك إلى ساحة الميدان و طهر الحراك ...

  • حراك 2019

    تحدثنا عن ابن باديس يوميا وتحاول أن تصنع منه أسطورة والحقيقة أنه كان من الممجدين لفرنسا وبكل ما يملك من قوة وهذا للأسف ثمرة تاريخنا الرسمي الذي كثيرا ما مجد أعداء الوطن وطمس العظماء كيف لا حين يمجد الجزائري ابن باديس الذي دافع بكل هوادة عن فكرة الجزائر الفرنسية ولا يعرف الالاف من الذين أفنوا أعمارهم من أجل تحرير البلاد من المستعمر من أمثال محمد بودية مثلا عضو فيدرالية جبهة التحرير الذي قاد عدة عمليات فدائية كتفجير أنابيب النفط في مرسيليا 1958 والتي حكم لسببها ب 20 سنة سجن لكنه تمكن من الهرب سنة 1961.. ناظل في صفوف منظمة التحرير الفلسطينية وتم اغتياله من قبل الموساد بباريس سنة 1973

  • حراك 2019

    تحدثنا عن ابن باديس يوميا وتحاول أن تصنع منه أسطورة والحقيقة أنه كان من الممجدين لفرنسا وبكل ما يملك من قوة وهذا للأسف ثمرة تاريخنا الرسمي الذي كثيرا ما مجد أعداء الوطن وطمس العظماء كيف لا حين يمجد الجزائري ابن باديس الذي دافع بكل هوادة عن فكرة الجزائر الفرنسية ولا يعرف الالاف من الذين أفنوا أعمارهم من أجل تحرير البلاد من المستعمر من أمثال محمد بودية مثلا عضو فيدرالية جبهة التحرير الذي قاد عدة عمليات فدائية كتفجير أنابيب النفط في مرسيليا 1958 والتي حكم لسببها ب 20 سنة سجن لكنه تمكن من الهرب سنة 1961.. ناظل في صفوف منظمة التحرير الفلسطينية وتم اغتياله من قبل الموساد بباريس سنة 1973

  • ياسين

    لقد ركب الانتهازيون ظهر الشعب "المغفل" و نفخوا فيه بكلمتهم "فخامة الشعب" ليسهل امتطاءه؟ و هم في الحقيقة ألد الخصام...أليسوا هؤلاء الذين يتغنون بحب الشعب و الدفاع عن مصالحه هم أنفسهم الذين ساندوا الانقلاب على الشاذلي و صادروا حق الشعب و اغتالوا الديمقراطية سنة 92 هم أنفسهم الذين يريدون تكرار المسلسل و الوقوف ضد اجراء الانتخابات الرئاسية لإطالة عمر الأزمة لتعفين الوضع أكثر خدمة لمصالح أمهم الحنون "فرنسا" التي ترعاهم بأبواقها الإعلامية التابعة لها هنا و الناطقة بلغتها في الجزائر؟؟؟ لكن الغريب أن ينضم إلى هؤلاء من كانوا ضحية لهم سنة 92؟؟؟

  • الدكتور محمد مراح

    كلام صميم الصميم : فهل من مُدَكر؟ جزاكم الله خيرا .