-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
بلدية بيضاء برج تحصي 24 حالة

ظاهرة انتحار الأطفال تجتاح مناطق الظل بسطيف

سمير مخربش
  • 1334
  • 10
ظاهرة انتحار الأطفال تجتاح مناطق الظل بسطيف
ح.م

شهدت بلدية بيضاء برج بولاية سطيف منذ يومين حالة انتحار جديدة لطفلة لم تتجاوز سن الرابعة عشرة، وقبلها بحوالي شهر أقدمت طفلة في نفس السن على ذات الفعل بنفس البلدية التي اشتهرت بالانتحار بالحبل والخمار في ظاهرة حصدت منذ بداية السنة 24 حالة انتحار وسط الصغار بالخصوص والكبار.

الطفلة المنتحرة من عائلة فقيرة بمنطقة اولاد زيد ببيضاء برج التي حاصرها البؤس والشقاء من كل جانب، وهي نفس الظروف التي أحاطت بالبنت التي انتحرت منذ حوالي شهر. والملاحظ أن الانتحار في السابق كان يقتصر على الكبار في السن من أرباب العائلات والمُعيلين الذين لا يجدون ما يطعمون به أبناءهم فينتابهم الاكتئاب الذي يُعبد لهم طريق الانسحاب من الحياة، لأنهم يرون في نسيانهم راحة وفي اختفائهم حد لتبعات لم يقدروا عليها. واليوم بوصلة الانتحار تتجه نحو الأطفال في ظاهرة تحتاج الى تمعن الى هذه الفئة التي ركبت موجة اليأس قبل الأوان وحملت نفسها ما لا تطيق وأنهت المشوار في بدايته.

يحدث هذا في بلدية تصنف من أفقر البلديات بولاية سطيف توجد بها أكثر 40 ألف نسمة، وهي من أكبر البلديات مساحة بها العديد من المشاتي والمجمعات السكانية منها مجمع زراية الذي يعادل لوحده بلدية مستقلة بذاتها. أغلبية السكان هنا يعانون من القهر الاجتماعي ومنهم من نزل تحت الخط الأحمر من الفقر ومنهم من لم يعد له خط يحده، ولا يعرف من هذه الدنيا سوى الحجر والشجر والشمس التي تغطي السكنات المبنية بصخر البؤس وصفائح الشقاء. والطفل هنا لا يجد ما يلهيه سوى الانزواء وتعاطي الملل بجرعات متتالية كتلك التي يتعاطاها أصحاب الأمراض المزمنة فلا تعرف لها نهاية ولا أجل، وأيامهم قاحلة متشابهة لا فرق بين أمسهم ويومهم وأم الغد في نظرهم فهو أسوء بكثير.

ولذلك فإن الطفل يرى في الحبل محددا للأجل ومسكِّنا للألم، والبنت تفضل الخمار لخنق عنق اليأس قبل أن يكبر ورمه ويجتاح أنحاء أخرى من الجسم. والمؤكد في بيضاء برج أن البيئة لها ضلع لأن المنتحرين يتقاسمون ذات المكان ونفس الظروف التي نُسجت بخيط البؤس الذي ينمو ليتحول الى حبل مشنقة أو ستار ينزل معلنا نهاية العرض.

وحسب السيد عبد العزيز بن قصير المختص في علم النفس التربوي بجامعة سطيف فإن الحصيلة ثقيلة وهي مرتبطة بضغوطات نفسية ناجمة عن مشاكل عائلية بالدرجة الأولى، وهي نتيجة للتفكك الأسري وإهمال الوالدين لدورهم اتجاه أبنائهم وعدم مراقبتهم في المنزل والشارع، كما تعود الظاهرة الى غياب المدرسة التي تخلت عن دورها التربوي والمتابعة النفسية للطفل، من جهة أخرى الموقع الجغرافي له دور في انتشار الانتحار في بيضاء برج فهذه البلدية الفقيرة تقع بمنطقة نائية لا تتوفر على العديد من المرافق، وهي معروفة بالعزلة وانتشار البطالة وسط الشباب لذلك يحاول البعض الهروب من الواقع المر بالإقدام على الانتحار.

وحسب بعض السكان من الذين تحدثنا إليهم، فإن الفراغ هو المتهم الرئيسي في عملية القتل المنظم للمراهقين والأطفال الذين لا يجدون ما يلهيهم ويشغل بالهم خاصة في المشاتي المترامية الأطراف، والتي نشأت خصيصا لصناعة اليأس وتطوير مستخلص القنوط لاستغلالهما في نسيج الكفن الذي يوشك أن يوزع على كل بيت. ولهؤلاء نظامهم مع الانتحار فالحبل للذكور والخمار للإناث وعلى كل فئة أن تلتزم بالأداة حتى وإن كان المصير واحد، فلا تسألهم عن الأسباب واسأل لمن الدور الآن لأن في كل بيت حبل جاهز لأداء المهمة وكذلك الخمار.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
10
  • أمين

    أمة حباها الله بكل خير يحدث لها ما نراه ؟؟؟ .. حسبنا الله في من أوصلوا الأمة إلى هذا الحال ..

  • في بالي

    أحد أهم أساب تنامي هذه الظواهر هو الإعلام أولا و آخرا
    يطالعنا الإعلام يوميا على أخبار المصائب و الكوارث و يتفنن و في سرد أدق تفاصيلها تكاد تكون سيناريو لفلم جرائم متسلسلة و بأدق التفاصيل .
    فالإنسان في لحظة ضعف و انهزام يفكر في معاقبة ظالمه وفقا لما ترسخ في ذهنه من هكذا أخبار لا تقدم للقارئ أي فائدة بل تحرضه على معاقبة نفسه وفقا لما تعود على تلقيه منها
    هل اندثرت مشاكل البلاد لم يبقى فيها إلا هكذا أخبار ؟
    اطرحوا مشاكل الناس اليومية و دراسات استقصائية و عرض و مشاركة أصحاب الحل و العزم
    وجب كتم تلك الأخبار لكي لا تترسخ في الأذهان و يستدعيها الشيطان و ينفذها ضعيف الإيمان

  • توفيق

    المجتمع الذي لا يحيي دينه , لا دنيا له.

  • قناص قاتِل الشـــــــــــر

    اللي يقول مشكل فايسبوك و البطيخ ، الغرب عندهم هاذو الصوالح و لكن عندهم الامكانيات متوفرة ، اللي يحب يدير سبور القاعات متوفرة في كل مكان بكل التسهيلات ،اللي يحب يتعلم اللي يحب يحول الهواية تاعو لواقع ، اللي عندو أحلام يعاونوه ، اللي حاب يقرا يعلموه ، اللي حاب يبحث يخلوه، اللي حاب يغني يصفقولو ، اللي حاب يكون متدين يحترموه ، اللي فشل وهبط على ركابتيه ينوضوه ، اللي مدبرس يساندوه، حنا كلش يغلقوه في وجهك ، بيانسور الناس تنتحر من هاذي المعيشة

  • ملاحظ

    قبل الاستفتاء الدستور العلماني ونحن نشاهد هذه الظاهرة التي سابقا كنا نراها فقط عند الدول الكفار والان واضح ظاهرة الانتحار سببه ابتعاعدنا عن الدين وسوء التربية الاولياء الذي تخلی عن المراقبة وتعليم الصلاة والقران واحاديث من اجل الشبكات الاعلامية التي غزت بيوتنا والهواتف النقال ومنها الالعاب وتثيتات الشيطانية۔۔۔۔

  • Sidali Serghine

    اين الأغنياء اين اللاعبين المحترفين الذين يزورون مستشفيات اطفال في أوروبا
    اين اين اين

  • Zinadine

    إغتصاب الأطفال وإستغلالهم جنسيا من طرف الأقارب والجيران أمر شائع جدا في الجزائر وهو مرض إجتماعي خطير يدمر البنية التحتية للأسرة الجزائرية!

  • Zinadine

    في أغلب الأحيان إنتحارهؤلاء الأطفال يدفعه الفقر والحرمان العائلي والإغتصاب والإستغلال الجنسي للأطفال الذي يدمر شخصية الطفل!

  • *

    ما ذنبهم!! وما سر تفكيرهم الخاطئ ؟! هم منبع التفائل ,,الامل,, الاحلام,, الطيبة,, حب الحياة,, فكيف يتحولون الى جهلاء!!!!
    القلب يبكي دما اسفا مقال محزن جدا يا للاسف
    اذن المحيط مريض
    قال تعالى : (( ..انه لايياس من روح الله الا القوم الكافرون ..))

  • ahmed

    يجب معرفة سبب انتحار بنت في 14 سنة من اجل البحث عن علاج قبل استفحال الظاهرة
    فاليوم اصبح سن المراهقة والهاتف والفيسبوك والمحيط الخارجي خطر على غير البالغين ان لم نقم بالتوجيه والعلاج والاصلاح بطريقة حكيمة ومرنة وعقلانية ..مع التركيز على نشر الوعي في المدارس والمساجد ومراكز التكوين بما ان الاباء تخلوا عن دورهم التربوي ومراقبة سلوك ابنائهم في البيت وخارجها