-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
مشروع كشف عنه الهلال الأحمر الجزائري وباركته وزارة التضامن الوطني

عائلات جزائرية لإستقبال المسنين والمعنفات والفئات الهشة

كريمة خلاص
  • 2282
  • 1
عائلات جزائرية لإستقبال المسنين والمعنفات والفئات الهشة
أرشيف

كشفت سعيدة بن حبيلس رئيسة الهلال الأحمر الجزائري عن رؤية جديدة في مجال التكفل بالمسنين والفئات الهشة ببلادنا المتواجدين حاليا عبر مختلف مراكز الاستقبال، وذلك خلال لقاء إعلامي عقد نهاية الأسبوع.
وأفادت ممثلة الهلال الأحمر أن يوما دراسيا سينظم قريبا ويجمع مختلف القطاعات ذات الصلة للتدارس والتحاور بهذا الشأن مع مختلف المختصين.
المشروع الذي اقترحه الهلال الأحمر الجزائري ووافقت عليه وزارة التضامن الوطني، وفق المعلومات التي قدمتها المتحدثة، يخص استقبال المسنين والفئات الهشة من قبل أسر جزائرية راغبة في ذلك، حيث توفّر الدفء العائلي والجو الأسري مقابل عائد مالي يتم تحديده لاحقا.
واعتبرت بن حبيلس أنّه من العيب والعار وجود مثل هذه المراكز في بلادنا، فليس من أخلاقنا كجزائريين مسلمين ومحافظين التعامل هكذا مع بعضنا.

حنطابلي: المشروع للاستهلاك السياسي وسيولد ميتا

وعلّق المختص الاجتماعي يوسف حنطابلي على المشروع قائلا بأنه لن يحل المشكل، حسب وجهة نظره، “فسواء كان الشّخص في مركز تابع للدولة أو لدى عائلة مستقبلة فإن حقيقة الأمر لا تتغير وهو أنّه بعيد عن أهله أو مرفوض من قبلهم، فالقضية ليست قضية مكان وإنما قضية مبدأ”. وذكر المتحدث أنه في حال تم إيجاد عائلات تقبل بذلك فإن ذلك سيكون على حساب بعض المعاملات والبعد الإنساني، لأن هناك عقدا ماديا بين العائلة والمؤسسة.
وتوقع المختص أن من سيقبل على الفكرة تكون له أغراض أو دوافع غير مادية وسيبتغي وراء ذلك الأجر الأخروي، أما إن كان العكس، فإننا لم نغير كثيرا ولم نذهب بعيدا في تصوّرنا، فالإشكال هو أنّ المسنّ والمنتمي للفئة الهشّة لن يشعر بقيمته الاجتماعية والعائلية ويبقى خارج عائلته الحاضنة والمؤسسة.
واعتبر حنطابلي “هذه التصريحات استهلاكا سياسيا لا مقابل له على أرض الواقع، وقد يعتقد الناس أنّ هذه الإستراتيجية جديدة في التعامل مع المسنين وتوحي بوجود تكفل واهتمام وقد يؤتي بنماذج لإبراز نجاح الفكرة”.
وأضاف الأستاذ في علم الاجتماع “لو نسترجع ثقافتنا وموروثنا الحضاري فإننا نجد هذه القضايا من صميم عمل المؤسسات الدينية، فالإنسان له شعوران هامان، هما الشعور بالانتماء العائلي والشعور بالانتماء الديني، وأعتقد بأن رجال الدين والمساجد أولى وأكفأ في هذا المجال”.
واستطرد قائلا “لما أصبح التضامن قضية مدنية أدى إلى هذا النوع من السلوكيات… يجب أن يربط التضامن بالمؤسسات الدينية وليس بالمؤسسات المدنية، وأغلب مؤسسات استقبال الفئات الهشة في بلادنا أنشئت بقرارات مدنية وهذا ما أدى إلى سوء التعامل والظواهر السيئة لو كانت مرتبطة بالمؤسسات الدينية لكان روّاد المساجد هم من يرعون المسنين ولكانت الخدمات أفضل والظاهرة أقل حجما من خلال مبادرات الصلح وإصلاح ذات البين”.

الإمام كمال تواتي: المشروع فرار من عيب إلى عيب آخر

أما الإمام كمال تواتي، والمصلح الاجتماعي بمجلس الصلح لمسجد الإرشاد بالمدنية فقال إنّ “سلبيات المشروع أكثر من ايجابياته، وتبقى العقوبات أفضل حلّ لمن يطرد والديه من البيت، وهو نفس ما ينطبق على الذين يتعاطون ويتاجرون بالمخدرات والحرقة والقتل والخطف، فكلّما نفرّ من الحدود الزاجرة كلّما تكثر الجرائم، هذا فرار من عيب إلى عيب آخر”.
وقال ايضا “أتصوّر أن من يحضن هؤلاء الأشخاص الكبار له أجر عند الله تعالى، لكن هل يمكننا الحديث عن هذا في وقت لا يستطيع الناس الاهتمام حتى بأولادهم.. فلذات كبدهم، فما بالك بشخص مسنّ له ظروفه النفسية والعقلية والصحية”.
ولم يستبعد المتحدث “ما قد تتعرض له النساء أو المسنات من اعتداءات جنسية، كما يمكن استغلالهن في خدمة البيوت والأعمال المنزلية وما شابه، ضف إلى ذلك عندما يكون المعني رجلا هرما فإنه لا يجوز شرعا مكوثه مع امرأة غريبة عنه”، واستشهد المختص بحديث رسول الله عليه الصلاة والسلام عندما سئل “من الحمو؟ فقال الحمو الموت، وهو قول عن أخ الزوج، فما عسانا نقول عن الرجل الأجنبي.. وواقعنا يحتوي العديد من الحالات”.
ولم يثبت في التاريخ الإسلامي، حسب نفس المتحدث، اتخاذ إجراء مثل هذا، فما نعرفه هو اليتامى واللقطاء، أمّا المسنون فيمكن ان نأويهم في بيوت قريبة ونتفقد أحوالهم ونطعمهم ونكسوهم. وعرج الامام إلى الحديث في السياق عن عمر بن عبد العزيز خليفة المسلمين الخامس وهو أول من أدخل قانونا جديدا في الحكم رعاية المسنين والزمنة “الأمراض المزمنة” يطعمهم ويسقيهم ويكسوهم وأدخل معها أيضا الحيوانات المريضة أيضا.
واعتبر الإمام تواتي أن “المشروع فرار من المسؤولين المحليين من المسؤولية المنوطة بهم بطريقة ذكية بالإغراء المالي، وربما هو لإسكات شريحة معينة تندد بما يحصل للمسنين في بلادنا”.
وختم المصلح الاجتماعي بالقول “أنا لست ضد الإجراء ولكن يجب أن ندرس عواقبه ونخشى أن يستغل أشخاص الأمر للانفراد بالمسنين الأثرياء والظفر بميراثهم وأموالهم، وبالتالي سينتقم المسن من أهله بتخصيص أمواله وممتلكاته لمن حضنه واستقبله، ولنا في قضايا التحايل عبر كثيرة”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • سليم

    فليس من أخلاقنا كجزائريين مسلمين ومحافظين التعامل هكذا مع بعضنا.
    الان فقط عرف مسؤولينا اننا مسلمين محافظين