-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
رئيس لجنة تحكيم مهرجان المحترف أحسن تليلاني لـ"الشروق":

عارضت منح خوذي جائزة الإخراج ولم أتزلف لميهوبي

زهية منصر
  • 679
  • 1
عارضت منح خوذي جائزة الإخراج ولم أتزلف لميهوبي
ح.م
أحسن تليلاني

دافع أحسن تليلاني عن خيارات لجنة التحكيم في اختتام الطبعة 13 من مهرجان المسرح المحترف بعدما أثارت الجوائز والعروض المتوجة الكثير من النقاشات الهامشية في أروقة مبنى بشطارزي. وقال تليلاني إنّ خيارات الجمهور انطباعية ويحكمها الذوق الشخصي، بينما تخضع خيارات لجنة التحكيم إلى معايير مهنية وعلمية، وأضاف تليلاني في حديث لـ”الشروق” أن تحيته لوزير الثقافة لا تعني أبدا أنه تراجع عن مواقفه مؤكدا في ذات السياق أنه لا علاقة لعز الدين ميهوبي بترؤسه للجنة تحكيم الجائزة.

ما هو تقييمك لمستوى المهرجان بصفتك رئيس لجنة تحكيم؟

المهرجان كان إيجابيا من عدة نواحي أهمها عودة الجمهور، فقد لاحظنا طوال أيام التظاهرة أن القاعة كانت ممتلئة وفي بعض الأحيان الجمهور كان يبقى خارج القاعة ويطالب بالدخول بينما سعة المسرح لا تسمح باستقبال كل تلك الأعداد المتدفقة لمشاهدة العروض، الأمر الذي يضع مقولة “الجمهور طلّق المسرح” محل تساؤل، المهرجان سجل أيضا مشاركة كل المسارح الجهوية وهذا شيء ايجابي يؤكد على حركية القطاع، هذا إضافة إلى التنظيم الجيد والالتزام بالوقت في العروض وجلسات النقاش.

وماذا عن مستوى العروض؟

المستوى كان متباينا ومتفاوتا من عرض لآخر وهذا طبيعي جدا هناك عروض كانت في مستوى مهرجان محترف وهناك عروض قدمت في شكل مسرح هواة، وهذا يعني أن هذا المهرجان يشكل نقطة يلاقي بين رجال المسرح لمناقشة مشاكل الخشبة.

ما هي أهم تلك المشاكل في اعتقادك؟

أهم نقطة سجلتها خلال المهرجان أن المسارح فقيرة وهذا الفقر يظهر على الخشبة من خلال ديكور بسيط، سينوغرافيا بائسة، وهذا الفقر والنقص في الأدوات التعبيرية لا يعودان في اعتقادي لضعف مستوى المسرحيين بقدر ما يعود إلى نقص الإمكانيات.

لكن المسارح تخصص لها نفس الميزانيات وهناك عروض كانت في المستوى؟

المسارح التي تتوفر على إمكانيات وتقاليد قدمت عروضا في المستوى، المسرح اليوم صناعة تتطلب إمكانيات كبيرة من خلال ما وقفت عليه في المهرجانات والمسارح في عدد من الدول في فرنسا وبلجيكا وألمانيا، المسرح اليوم أصبح صناعة. العروض هناك تبهرك في الإضاءة، في الديكور، في السينوغرافيا وهذا ربما يقودنا إلى مطالبة وزارة الثقافة بإعادة مراجعة سياسيتها “المسرحية” لأن التقشف اليوم مطبق فقط في المسرح والأفضل في اعتقادي غلق هذه المسارح عوض تقديم عروض بائسة.

المهرجان سجل أيضا نقطة مشتركة تقريبا بين كل العروض وهي الجرأة.. ما رأيك؟

نعم، صحيح سجلت هذه الدورة جرأة الفنانين، فقد طار المسرح مثلما كان دائما يتكلم ويفكك الواقع الاجتماعي والسياسي لكن هذا التفكيك أسقط بعض العروض في فخ الشعبوية بحيث صرنا لا نفرق بين خطاب الخشبة وخطاب الشارع. لكن في المقابل سجلنا أيضا شيئا ايجابيا وهو محاولة جزأرة النصوص ومقاربة الواقع الجزائري ونقص الهروب إلى النصوص المقتبسة.

ما هي أهم ملاحظة ترفعها بصفتك عارفا بالميدان؟

اقترح أن نعقد جلسات للمسرحيين بعد المهرجان لمناقشة أهم مشاكل الخشبة بجدية، وفي اعتقادي علينا أن نركز على التكوين كأن نختار مثلا أهم خمسة أو ستة مسرحيين من ذوي التتويجات ونرسلهم إلى الخارج في دورات تكوينية وتربصات في مختلف المهن المسرحية ديكور، سينوغرافيا، إخراج وبدورهم سيصبحون مكوّنين للشباب هنا بالمسارح.

توزيع الجوائز أثار نقاشا حيث رأى بعض الملاحظين أن اللجنة ناقضت نفسها بين ما رفعته من ملاحظات حول العروض وبين النتائج المعلنة؟

اللجنة لم تناقض نفسها واحتكمت لمعايير مهنية وعلمية في تحديد المتوجين، معايير الجمهور انطباعية تحكمها أذواق أصحابها، كان النقاش داخل اللجنة ثريا وأحيانا محتدما لم نكن نتفق كليا عن العروض لكننا احتكمنا في النهاية لرأي الأغلبية بناء على حجج علمية موضعية ومهنية وعملنا بكل سيادة واستقلالية. أنا مثلا لم أوافق زملائي في منح أحمد خوذي جائزة الإخراج في البداية لكن النقاشات المستفيضة داخل اللجنة حول تفاصيل العمل قربت بين وجهات النظر واتفقنا في النهاية.

هناك من اعتبر إشادتك بوزير الثقافة في الافتتاح ومنحه باقة ورد في الاختتام تزلفا ومكافأة على تعيينك في لجنة التحكيم؟

أولا، أريد أن أوضح شيئا مهما، وهو أنه لا علاقة لميهوبي بترؤسي للجنة تحكيم المهرجان لأنه لا يتدخل أبدا في مثل هذه الأمور. اتصل بي مدير المسرح الوطني وهو الذي اقترح عليّ اللجنة وقبلت العمل مع زملاء مختصين ولهم خبرة في الميدان، وثانيا أنا اختلفت مع ميهوبي وهو صديق في أمر شخصي يتعلق بالفيلم وأنا لا اخلط بين الأمور الشخصية والمهنية، بالعكس أردت أن أعبر من خلال سلوكي عن ترفعي عن الخلافات الشخصية وهذا، كما أعتقد، سلوك الرجال.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • جزائري حر

    أواه ياوليدي الشيتة اليوم أصبحت صفة مميزة نتعرف بواستطتها على العبر وبقايا العرب.