-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

عام كل المخاطر

عمار يزلي
  • 1006
  • 1
عام كل المخاطر
الشروق أونلاين

 العام الجديد قد بدأ متأزما عالميا وقد ينتهي بأزمة أكبر، رغم أنه حل بردا وسلاما على بلدنا بعد خروجه من النفق بفعل تحقيق أمنية الراحل قايد صالح في رؤية رئيس جمهورية منتخب شعبيا. رحل القايد بعد أن أوصل البلد إلى برّ الأمان، وتم أول اجتماع لمجلس الوزراء بعد الإفراج عن حكومة الإقلاع الاقتصادي بطاقم كبير يضم 39+1.

تشكيلة هي الأكبر منذ الاستقلال، بسبب ضخامة الأزمة وما يجب أن يُهيَّئ لها من أجل إقلاع سريع وعاجل. حكومة قد تتضاءل عدديا خلال السنوات الخمس المقبلة كلما تتوفر الحاجة لذلك مع كل تعديل وزاري. تعديلات قد تبدأ بعد انقضاء الأشهر الستة الأولى، إذا ما علمنا أن الحكومة ستكون مضبوطة ببرنامج وستحاسَب ميدانيا.

رئيس الجمهورية عليه التزامات ووعود قطعها على نفسه أثناء الحملة وبعد التنصيب وينبغي أن لا يفشل عبر حكومته ورئيس وزرائه، لهذا سيكون العمل هو المحك لهذه الحكومة التي اختير أعضاؤها بدواع متنوعة إلا أن تكون حزبية أو ولاءات أو ألوان إيديولوجية. كثيرٌ من أعضائها أعيد لهم لاعتبار بعد ما عُزلوا من طرف حكومة العصابة، كما تم عزله هو الآخر من طرف نفس العصابة. استقدم الرئيس عدة أسماء تميزت بالنزاهة وبالمهنية، فيما جيء بشباب على رأس وزارات ووزارات منتدبة وكتابات دولة مستحدثة للحاجة الظرفية للإقلاع الاقتصادي.

جواريا، عودة الجزائر إلى العلاقات الخارجية وملف ليبيا بالأساس ولو من باب المساعدات الإنسانية والديبلوماسية التصالحية، هي عودة ستُترجَم لا محالة على أرض الواقع من خلال زيارات وزير الخارجية التركي والرئيس السراج إلى الجزائر، لوضع الجزائر الدولة الجارة التي ستعيد ربط العلاقات بالفرقاء في ليبيا من خلال الجهد الدبلوماسي التي ستفتحه مبادرات الجزائر في هذا الصدد: اتصالاتٌ مكثفة مع كل العواصم التي لها يدٌ في الملف الليبي من مصر إلى الإمارات إلى روسيا إلى فرنسا وإيطاليا وخاصة تركيا التي بدأ جنودُها يصلون تباعا إلى ليبيا لإنقاذ الحكومة الشرعية من تهوُّر المشير حفتر، تدخُّلٌ غير محمود، لكنه غير منبوذ أيضا، غير أنَّ الجزائر ستُبقي الكل على نفس المسافة: لا لأي تدخل في ليبيا من أي طرف كان، ولا لأي تهديد، ولا لأي انتهاك أمني ولا تهديد أو انقلاب عسكري على الحكومة الشرعية، وكل خلاف يُحلّ بالمفاوضات والحوار الثنائي وعدم حشر أيّ دولة نفسها في الشأن الليبي الداخلي عبر تسليح أي طرف كان وتغليب فصيل على آخر. هذا هو الموقف الجزائري الثابت من كل القضايا العربية والإسلامية في العالم.

المعضلة الأكبر التي قد تواجهنا وتواجه العالم والشرق الأوسط على وجه التحديد خلال هذه السنة، هي الأزمة الإيرانية العراقية الأمريكية بعد التهوُّر الذي أقدم عليه ترامب في نهاية ولايته الأولى وقبيل أيام من محاكمته برلمانياً. أزمة من شأنها أن ترفع درجات الصدام إلى أعلى مستوياته منذ نهاية الحرب الخليجية الثانية، إن لم تكن الأكبر منذ الحرب العالمية الثانية، وقد تكون بوَّابة لاندلاع حرب مدمِّرة إقليمية وعالمية إذا ما لم تُلجَم الإدارة الأمريكية من طرف الكونغرس والقوى الغربية ومجلس الأمن، خاصة وأن الرد قادم بشكل قوي ومتسلسل وعلى امتداد رقعة جغرافية أبعد من الحدود الإيرانية، ستكون إسرائيل والقوات العسكرية الأمريكية في العراق وسوريا والخليج مهددة في كل لحظة وحين، خاصة بعد تنامي مطلب جلاء القوات الأجنبية من العراق..

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • Rahma /Italia

    الله يستر.....