-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

عبثٌ في قطاع التّربية!

عبثٌ في قطاع التّربية!

قراراتٌ غريبة تصدر عن وزارة التربية الوطنية هذه الأيام؛ على غرار استمرار الدراسة إلى غاية 30 جوان، مما يؤكد أن القائمين على الوزارة لا علاقة لهم بحقيقة الأوضاع في المدارس خلال الأيام الأخيرة من العام الدراسي.
وفي الوقت الذي لم تقدّم الوزارة المبررات التربوية لهذا القرار الذي يُلزم المؤسسات التربوية بمواصلة التدريس إلى ما بعد رمضان، على عكس ما كان يحدث خلال السنوات الماضية، فإن الوزارة تدخلت كذلك في عمل مديري المؤسسات التربوية وألزمتهم بتاريخ موحد لامتحانات الفصل الثالث، ويتحوّل بذلك مدير المؤسسة التربوية إلى مجرد ساعي بريد يبلِّغ قرارات الوزارة في أبسط القضايا ويسهر على تطبيقها!
الوزارة تتحدث على ضرورة استكمال البرنامج الدّراسي، وهذا أمرٌ منطقي، لكنها تتجاهل الفوارق الموجودة بين المؤسسات التربوية، من حيث التقدم في تطبيق البرنامج الدراسي، على أساس أن البعض منها تأخر فعلا بسبب الإضرابات، وبعضها استكمل المقرر الدراسي بالفعل، نظرا للاستقرار وعدم دخولها في إضرابات، كما تتجاهل وزارة التربية الفوارق الموجودة بين المناطق الجغرافية وخاصة بين الشّمال والجنوب مثلا، فإلزام تلاميذ وأساتذة الجنوب بمواصلة الدراسة إلى غاية 30 جوان هو تعذيبٌ جسدي لهم، خاصة بتزامن رمضان مع موسم الحرارة.
ولم تكتف وزارة التربية الوطنية بهذه القرارات الفوقية الغريبة، بل هددت مئات مديري المؤسسات التربوية الذين لم يستجيبوا لرزنامة الامتحانات الموّحدة وقرّروا تواريخ تتناسب مع الظروف المحيطة بالمؤسسة.. هددتهم بعقوبات تصل إلى الإحالة إلى مجالس التأديب، فهل تجرؤ الوزارة فعلا على تنفيذ تهديداتها و”تأديب” الآلاف من المديرين الذين مارسوا صلاحياتهم وقرروا تنظيم الامتحانات بالشكل الذي يناسب الأساتذة والتلاميذ؟
عبثٌ غير مسبوق في وزارة التربية؛ فمن جهة تستفتي الوزيرة المترشحين للبكالوريا حول تاريخ تنظيمها وتطبّق ما يشيرون به، ومن جهة تفرض رزنامة موحدة لامتحانات الفصل الثالث، وتُشهر سيف الحجاج في وجه من يرفض التطبيق الحرفي لهذه الرزنامة!
ليس بهذه الطريقة يتحسن مستوى التلاميذ، وإصلاح أوضاع المدرسة لا تكون بعسكرتها من خلال تعليمات فوقية صارمة، والويل لمن خالفها أو تهاون في تطبيقها، وإنما يكون بتوفير الظروف الملائمة للعمل والإبداع، وفتح المجال واسعا أمام المبادرات الفردية والجماعية، وهو ما يحدث في الدول التي حققت تطورا مذهلا في مجال التعليم كفنلندا التي تخلت عن الامتحانات والمقررات الدراسية الجامعة وفتحت المجال أمام إبداع المدرسين والمشرفين على العملية التربوية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
11
  • محمد

    الوزارة تسعى الى بلوغ 32 اسبوعا دراسيا كما هومنصوص عليه في القانون التوجيهي للتربية لكنني ارى انها اخطات في اعتماد تواريخ الامتحانات الرسمية التي باجرائها تكون السنة الدراسية قد انتهت فعليا ففي هذه الفترة (فترة الامتحانات الرسمية )يتفرغ الاساتذة للحراسة والتصحيح وبعدها التحضير للمجالس البيداغوجية وعليه فانني ارى انه كان من الافضل ان تستمر الدراسة في الاقسام حتى نهاية ماي ويخصص الاسبوع الاول من جوان لاختبارات نهاية السنة لجميع المستويات ثم يشرع في الامتحانات الرسمية بداية من 10 او12 جوان ثم يخصص الاسبوع الاخير من جوان والاول من جويلية لاعما نهاية السنة

  • برشاؤي محمد

    بالله العظيم الجزائر تكسب تجربة رائدة في ميدان التربية ؤ التعليم خلال السبعينات و الثمانينات ؤمدرستنا انتجت جيلا قويا رغم الامكانات الضعيفة التي منحت لها انذاك لكن الخلل حسب راي المتواضع والبسيط رياح التغيير والتحولات التي ادخلت نذبذبا وكسرا في عمق المنظومة التربوية واقتراح مشارريع برامج استعجالية ثم تغييرها بمجرد تغيير المسؤول ودامت هذه التغييرات و التعديلات لسنوات عدة دون فائدة لان الاجيال الماضية قدمت ما عليها امثال عبد القادر فضيل ومصطفى الاشرف وزهور اونيسي و محمد بن محمد وعبد الشريط الخ.......لكن الايديولوجيات التي خضعت لها هده المراحل لم تكن دقيقه ولم تقيم تقييما موضوعيا حتى الحداثة

  • فتح الله

    ليس المقصود من قرارات الوزارة تدارك التأخر أو مصلحة القطاع التربوي، لأن ذلك مستحيل باعتبار طول مدة إضراب أساتذة القطاع، وأسبوعان أو ثلاث لا تعوض ما فات، و الوزارة تكذب على نفسها بتطبيقها لمبدأ :اكذب اكذب يصدق الناس

  • ولي تلاميذ

    يجب اضراب موحد لرحيل الطاقم الذي يعبث بقطاع التربية. نفس البرامج منذ 1963 يغيرون في عناوينها فقط .وان كان هناك مجهودات في تحسين النوعية فبفظل مجهودات شخصية للاساتذة والتواصل بين الاساتذة هو الذي اعطى ثماره .ماعدا هؤولاء الكل بعيدين جدا عن التعليم واحتياجات المتعلم الكل اداري والكل "معاليم"

  • أستاذ هرب من مدرسة منكوبة

    للمعلق 5 ; ...وانتظروا نتائجها بعد عشر سنوات ، أي بعد القضاء على كل ماهو جميل في المدرسة الجزائرية ... لو كنت حقا تدرك خبايا القطاع لما تفضلت بكلامك " القضاء على كل ما هو جميل في المدرسة الجزائرية " لأن ذلك لا وجود له أصلا وقد إندثر منذ عقدين على الأقل فكيف تتحدث عن ماهو جميل وطلبتنا 1 - يصلون الى الجامعة وهم لا يتقنون كتابة جمل مفيدة دون أخطاء أو تحرير طلبات خطية ...2 - وتلاميذنا وطلبتنا يتفنون في طرق الغش ويهددون بل يعنفون الأساتذة 3 - وتلاميذنا يخربون مدارسهم بأيديهم بل هناك عدة محاولات لحرق الثانويات في نهاية سنة 2017 4 - لا إنضباط ولا أخلاق ولا تربية ولا لباس محتشم ...وما خفي أعظم

  • هشيمالهاشمي

    نعم انه العبث بعينه والتلاعب بمصير أبناؤنا ،فما يجري هنا هو ما يجري في الصحة العمومية التي يريدونها أن تكون خاصة لأصحاب المال المنهوب والمسروق ، لألغاء مجانية العلاج ،هذا المكسب الذي أرساه الرجال زمن الأخلاص والتفاني في ما يفيد، المواطن البسيط الذي تحمل كل الأعباء الوطنية وبلا استثناء ، ماظيا وحاضرا ؟ ولا يوجد من يستطيع ، الغاء الحقوق المادية والمعنوية والروحية واللغوية ، ومن رام ذلك فقد رام المحال، ولا ينال الا أوزارا تفسد عقله وحاله والبقية في الأخرة يقول يا ليتن لم أفعل هذا ؟!!!

  • ابن الجبل

    هذه القرارات ارتجالية ، تدل على أن وزيرة التربية ومن يعمل معها يجهلون الواقع التربوي . ورغم ذلك يخرج علينا مفتش العام لوزارة التربية ليقول أن المدرسة الجزائرية تتطور ، وانتظروا نتائجها بعد عشر سنوات ، أي بعد القضاء على كل ماهو جميل في المدرسة الجزائرية . فاقد الشيء لا يعطيه .

  • أستاذ هرب من مدرسة منكوبة

    1 -السنة الدراسية في كل دول العالم تبدأ من بداية سبتمبر و تنتهي في نهاية جوان ( 9 أشهر ) وحتى في دول مناخها أحر
    للمعلق 2 : من مناخ الجزائر ثم والى غاية زمن ليس ببعيد كان التلميذ الجزائري يدرس ويمتحن في شهر جوان وفي شهر رمضان فماذا أصاب تلميذ اليوم ? 2 - نعم المدرسة منكوبة : نقص النظافة ...والمسؤولية يتحملها الجميع : إدارة المدرسة وعمالها والأولياء ... و التلاميذ أيضا الذين يساهمون في تخريب وتكسير... تجهيزات المدرسة وأبواب الأقسام والمراحيض والحنفيات... فكم من باب مثلا أصلح وتم تخريبه من قبل التلاميذ بعد ساعات معدودة بل ووصل الأمر الى محاولة التلاميذ إحراق مدارسهم في نهاية السنة

  • أستاذ هرب من مدرسة منكوبة

    هذه حملة شعواء ضد وزيرة التربية من قبل تيار معروف لدى العام والخاص فحين تستغرب الدراسة إلى غاية 30 جوان ...فأنت تعكس الآية فالغريب هو أن تتوقف الدراسة في 10 ماي فيوم كانت المدرسة واقفة على رجليها كانت إختبارات الفصل 3 تجرى بداية من منتصف جوان وليس في 10 ماي وحين تتباكى لماذا تدخلت الوزارة في عمل مديري المؤسسات التربوية وألزمتهم بتاريخ موحد للامتحانات .. نعم يجب أن تتدخل لأن هؤلاء وبتحريض من الأساتذة لا يهمهم سوى تفريغ المدارس من التلاميذ ثمتتحدث عن الحرارة وشهر رمضان...وغيرها من الخزعبلات التي هي من حولت السنة الدراسية الى نصف سنة في وقت كان تلميذ زمان يدرس ويمتحن طيلة شهر رمضان ....

  • الطيب / الجزائر

    في شهري ماي و جوان شتان بين مَن يجلس على كرسي يدور يمينًا و شمالاً في غرفة مكيفة و يقرر و بين مَن يمشي عدة كيلومترات تحت درجة حرارة فوق 35 درجة ليصل إلى مدرسة أقل مايقال عنها أنها منكومة فلا ماء صالح للشرب و لا عمال ينظفون دورات المياه و لا قاعات تتوفر على أدنى شروط التمدرس حتى لا نقول قاعات مكيفة .....!

  • merghenis

    (الدول التي حققت تطورا مذهلا في مجال التعليم كفنلندا )- لا يمكن مقارنة الجزائر و فلندا في أي مجال كان و بالخصوص في التربية و التعليم.