-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

عبث الـ Façade..

عمار يزلي
  • 940
  • 1
عبث الـ Façade..
ح.م

العبث بمقدرات البلد وبحياة الساكنة، عندنا هو نفس العبث في السياسة الخارجية الأمريكية مع رئاسة ترامب. عبث جنوني لا يمكن أن يصدر عن عقل عاقل.

الأمطار التي صارت تمثل أكبر مراقب مالي وتقني لإنجازاتنا “التاريخية” في مجال جغرافيا العمران وكل ما يتعلق بالأشغال العمومية، لابد أن نتبناها كأداة تحقيق في الفساد المستشري في كل القطاعات وخاصة في القطاعات التي يكون فيها المواطن البسيط عرضة لكل المخاطر.

ما حدث في الشرق والغرب والوسط مؤخرا من فيضانات جراء تساقط أمطار لعشر دقائق فقط، لا يمكن أن يوصف إلا بالعمل البائس، الذي لا يأبه بحياة الناس. حياة المواطن التي صار أبسط شيء يمكن أن يتعامل معه مسؤولو الدولة غير المسؤولين. المشكل، هو أن المسؤولين هم من يلومون المواطن لكونه بنى في الوديان ولا يلومون أنفسهم أنهم دفعوا المواطن إلى البناء الفوضوي في جهنم..

اليوم، الدولة عاجزة عن حل المعضلة التي ارتكبتها منذ الاستقلال في المجال التنموي والإسكاني.. عاجزة عن حل جذري، لكونها هي الأخرى غارقة في الترقاع والبريكولاج.. حتى في الأرصفة والشوارع والأزقة فما بالك بالمراكز العمرانية والتسوع المديني تجد حفر البالوعات مغلقة طول العام.. لا يسقط فيها إلا كهل أو طفل قبل المطر أو أثناءه.. أو ليلا أو نهارا.. وكأنه لا توجد مصالح بلدية لمراقبة سرقة سدادات البالوعات وتنظيفها من أكوام الأوساخ والبورسات وقنينات البلاستيك والبيرة والعصير.. حتى تغرق المدينة ونحصّلها في سيدنا نوح والطوفان.. والقضاء والقدر..

إنها العبثية غير الآبهة.. الغارقة في المصالح الذاتية والشخصية والتربح والفساد على حساب حياة المواطن التي لم تعد تعني للمسؤول شيئا،، لأن المواطن هو نفسه صار لا يعني شيئا.. بل شيء يراد له الانقراض بعد رخس القيمة.. غير المضافة.

عنصرية وتعال وإنكار للذات.. عوض نكران للذات لدى المسؤول. نفس العبثية نجدها في فكر ترامب المعتوه عندما يطالب وزير الخارجية الإسباني ببناء جدار عازل في الصحراء لصد النزوح نحو الشمال. جدار يشبه مشروع جدار الولايات المتحدة مع المكسيك الذي يبلغ طوله نحو 1500 كلم.. ينوي ترامب تشييده لمنع هجرة المكسيكيين باتجاه أمريكا.. أي جدار عازل بين الجنوب والشمال. البعض اعتبر كلام ترامب هذا اقتراحا حقيقيا.. وفعلا هو اقتراح حقيقي.. من عقل لا يفكر.. لأنه لا يعرف الجغرافيا كما لا يعرف كثيرا من الأشياء الأخرى.. لا يعرف أن طول الصحراء في الجنوب يعادل نحو 4 آلاف كلم.. غير أن ترامب يقول لوزير الخارجية إنه أقل من جدار المكسيك مع أمريكا.. فهو لا يعلم الجغرافيا كما لا يعرف طريقة سير الميزانية الأمريكية عند وصوله إلى البيت الأبيض، لما طلب من وزير الخزانة أن يطبع مزيدا من النقود لامتصاص العجز في الميزانية دون أن يعي ما يكلف هذا من تضخم. فقد كان يرى أن الدولة تطبع ما شاءت من النقود.. مثل حكومتنا “الرشيدة”..

كل هذا العته وهذا الخرف وهذا الجنون في التفكير، لا يعادل تفكيرنا الأخرق في التسيب والتسرع والترقاع والإهمال وشفط ميزانية المشاريع بأكل نصفها أو أكثر فيما يذهب الفتات منها إلى إنجاز شبه منجزات.. وهذا ما يجعل الإنجاز عاجزا عن الصمود أمام أول اختبار إلهي.. الذي هو الواحد اليوم القادر على بعث رياحه وعواصفه وأمطاره وبرده وحره، ليعرّي المغطين.. هو الواحد اليوم القادر على فضح المسؤولين الفاسدين وسياسة “الـ Façade” التي ننتهجها في كل شيء: من السياسة السياسية إلى الاقتصاد المسيس إلى الرياضة المسوّسة إلى العلم والثقافة بلا سياسة علمية ولا ثقافية.. إلى فن بلا فن وإلى سياسة.. “التكيف” مع الكوكا..كاين..

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • م. براهيمي- وهران الجزائر,

    يا أستاذ سي عما.منذ اربعة؛ خمسة .أيام؛وجهت لكما ( أنت ؛ وسي بوعقبة).نداء استغاثة؛ وتدخل لقبش وجهيكما على ماحدث؛ وعلى المباشر.اثناء تلاوة مسودة البيان الختامي لزيارة السيدة ميركل.؛ والذي تلاه السيد الوزير الاول هذه المرة باللغة الدستورية للجمهورية الجزائرية( ليس كمسودة اتفاق برتوكول ثمنينات القرن الماضي.حيث كتب بلغة المستدمر.؛ ورفضت حكومة كوهل الامضاء عليه لانه بغير اللغة الدستورية للجمهورية الجزائرية. لكن الترجمة كانت بالفرنسية؛ فرفضتها ميركل على المباشر؛ وطالبت بالترجمة الفوية ؛ وعلى المباشر؛ بلغة بيسمرك؛ ومن ورائه هتلر. والشاهد في هذه الحادثة هو ان مسؤولينا أغبياء لايستفدون من أخطائهم..