-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
نوستالجيا: في أسماء وأعمال الزمن الجميل

عثمان عريوات: ظاهرة فنية عصية عن التقليد

زهية منصر
  • 3933
  • 0
عثمان عريوات: ظاهرة فنية عصية عن التقليد
ح.م

اختار عثمان عريوات العزلة والابتعاد عن الأضواء منذ 15 سنة حيث يعتبر النجم البالغ من العمر “71 عاما” زهرة فنية بامتياز، إذ ما يزال مصرا على مقاطعة العروض التي تتهاطل عليه للظهور في أعمال فنية كما يقاطع الإعلام لأسباب تبقى غير واضحة ومفهومة رغم أنه نجم شعبي بامتياز حيث لا يتردد النجم الذي يتربع على عرش الكوميديا في الجزائر منذ تسعينيات القرن الماضي في التوقف لأخذ الصور مع محبيه واختار أن يقطن حي شعبي ويتعاطى مع البسطاء في المقاهي والشوارع في مختلف المواضيع والأحاديث رغم أن عريوات لم يقف خلف الكاميرا منذ سنوات لكنه حاضر في أذهان ووجدان الجزائريين الذي يستحضرون غداة كل أزمة سياسية أو مناسبة انتخابية رائعته “كرنفال في دشرة” الذي قدمه عان 1994 وبقي علامة خالد في نقد الواقع السياسي للبلاد.

يعتبر عريوات ظاهرة فنية رافقت الجزائر في تحولاتها السياسية والاجتماعية حيث ظهر في ثمانيات القرن الماضي عندما ظهر فنان يصنع من واقعه وعفوية وبساطة الناس الذين يعيش في أوساطهم مرجعا لأعماله، مستغلا الخلفية التي جاء منها كما جمع بين الخلفية الشعبية كعصامي تربى على القرآن وعبر معهد “الكونسرفتوار” بالجزائر عام 1972.

تعرف الجزائريون على عريوات في “كرنفال في دشرة” و”امرأتان” و”بوعمامة” و”الطاكسي المخفي” عام 1997 لكنه قدم أيضا عام 1963 فيلم “النتيجة”.

يستمد عريوات شخصيته من بيئته حيث ولد عام 1948 بمنطقة أمدوكال في باتنة من عائلة بسيطة وفيها درس مرحلته الابتدائية حتى سن العاشرة حيث جاء رفقة عائلته إلى العاصمة. اختار الممثل القدير أن يكون وفيا لبيئته عبر الشخصيات التي يقدمها.

قدم أداء مذهلا في رائعة بن أعمر بختي “الشيخ بوعمامة” حيث تحصل سنة 1985 على ميدالية ذهبية خلال الأسبوع الثقافي بالاتحاد السوفياتي آنذاك مثلما أبهر في “كرنفال في دشرة” جامعا بذلك بين الكوميديا والدراما.

ورغم تألقه والشعبية الجارفة التي يحظى بها بقي عريوات رافضا لكل أشكال التكريم والتقارب مع المؤسسة الرسمية منذ تعثر مشروعه “سنوات الإشهار” الذي تبقى أسباب عدم عرضه مجهولة إلى اليوم، وبذلك يبقى عريوات ليس فقط نجما من دون منازع حتى لو توارى عن الأنظار لكنه أيضا يبقى صداعا مزمنا في رأس وزراء الثقافة المتعاقبين، بحيث فشلوا جميعا في إقناع الممثل القدير بالإفراج عن فيلمه أو قبول التقارب مع المؤسسة الثقافية الرسمية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!