-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
"الشروق" ترصد مواقف طريفة لصائمين "مرمضنين"

عجوز يبحث عن ابنه فوق الشمس وآخر يفقد عقله

فاطمة عكوش
  • 1576
  • 3
عجوز يبحث عن ابنه فوق الشمس وآخر يفقد عقله
أرشيف

ككل سنة يستقبل شهر رمضان كل بطريقته، فمنهم من يجعله شهر الكسل والأكل، والأخر للعبادة ومحاسبة النفس والأخر يجعله فرصة لرفع الأسعار من أجل الربح السريع، والبعض الأخر يصوم رمضان كاملا على وقع النرفزة والمناوشات بل وحتى ممارسة العنف الجسدي والعراك ويلصق التهمة برمضان، وهو بريء براءة الذئب من دم يوسف.
بعض الناس تتبدل سلوكاتهم من النقيض إلى النقيض في رمضان، ومن بينهم الحاج محمد من إحدى قرى مشدالة في البويرة، هو شيخ قوي البنية بشوش الوجه، لا تفارق النكتة لسانه، يحبه الجميع، إلا أن حالته تتبدل 180 درجة. ففي صبيحة أول يوم من رمضان يبدأ تذمره لقلة وسائل المواصلات للتنقل إلى المدينة، ومن الطبيعي أن تقل المواصلات في السابعة صباحا مادامت مواعيد الدوام تبدأ من الساعة التاسعة، وهو ليس له مهمة مستعجلة سوى أنه يتنقل لشراء الخبز، وبما أن المخابز في منطقته لا تفتح إلا بعد الظهر، تجده يلعن ويسب لأنه لم يتحصل على الخبز في الوقت الذي يناسبه، ومن عادة الحاج محمد أيضا أن يكون الحليب الذي يشربه يحلب من العنزة، فتراه يصيح على ولده كل يوم وقت العصر كي يجلب العنزة لتحلبها زوجته، وفي أحد الأيام تماطل ابنه ولم يستجب له وكان الطقس حارا جدا وكان الابن يراقبه من مخبأه كي يرى ردة فعله، فسمعه ينادي عليه وهو يحدق إلى الشمس الساطعة، وكأنما يبحث عن ابنه في قرص الشمس، ويقول: أين أنت يا بن الكلب؟ فأراد الأب أن يمعن في إغاضته فقال له “أنا فوق الشمس ألا تراني؟”.
أما عمي سعيد فيعمل في حقله بالجبل وتساعده زوجته وكنته، وفي يوم من أيام رمضان عاد من الحقل مع زوجته وكنته، ولم يبق على أذان المغرب إلا ساعة، وهو يحمل سلة فيها الخوخ الشامي، فأخذ حبة خوخ وبدأ يقشرها بالسكين، واتفق أن امرأة آتية من الاتجاه المعاكس وكان يكرهها كرها شديدا، كثيرا ما تحدث بينهما مناوشات، ولما رأته زوجته يحمل السكين خافت أن يستعمله ضد تلك المرأة، كونها تعرف أن رمضان يجعله عنيف الطباع، فقالت له: “أخز الشيطان حذار .. راك كبير ألعن الشيطان”، فأجابها: “أتظنين أنني مجنون لا عقل لي؟ إنني في كامل عقلي.. عفا الله عما سلف” وبدأ ينهش الخوخة بأسنانه، فصاحت زوجته: “ألم أقل لك اخز الشيطان؟”، فقال لها “كنت أظن أنك تقصدين المرأة”، لترد عليه الزوجة: “بل أنت هو الملعون يا وكال رمضان” وبدأت المعركة الرمضانية حامية الوطيس بين الزوجين.
سي سليمان موظف بإحدى البلديات بالبويرة يخرج من العمل في منتصف النهار ليشتري الخبز من المخبزة مباشرة ويذهب به إلى البيت، ثم يعود إلى العمل بعد الظهر، وعندما يخرج مساء في حدود الساعة الرابعة يتجوّل في الأسواق ويقتني كل أنواع الزلابية ثم تراه يختار رغيفين أو ثلاثة من الخبز، لأن هذا الخبز يختلف عن الخبز الذي اشتراه ظهرا لأنه دائري الشكل ثم يشتري أرغفة من النوع الرقيق تشبه قضبانا من الخشب ويشتري أيضا خبزا من القمح الصافي الخ… وفي المساء يتكدس الخبز على المائدة بكل أنواعه والزلابية أيضا وعند الأذان يحتسي شيئا من الشربة ويتبعها بفنجان من القهوة مع سيجارة وعيناه مسلطتان على كومة الخبز والزلابية دون أن تمتد يداه إليهما.
والغريب في الأمر أن أغلبية النساء في شهر رمضان نشيطات يتسابقن في تحضير شتى الأطباق والتفنن فيها بلا خصام ولا جدال، وكثيرات من لا تسمع أصواتهن إلا إذا تطاول عليها أحد الصائمين “المرمضنين” أو ضربها سواء كان الزوج أو الأخ أو الأب .. فما أعظمك أيتها المرأة!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
3
  • dzair

    وكأنما يبحث عن ابنه في قرص الشمس، ويقول: أين أنت يا بن الكلب؟....Sans commentaires

  • dzair

    وعيناه مسلطتان على كومة الخبز والزلابية دون أن تمتد يداه إليهما....Gaspillage

  • Rahma

    Chokran