-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
مفكرون وعلماء وأكاديميون وشيوخ زوايا في تأبينية الفقيد محمد بن بريكة:

عرفناه طبيبا بارعا في أمراض النفس والروح

الشروق أونلاين
  • 2971
  • 2
عرفناه طبيبا بارعا في أمراض النفس والروح
الشروق
العالم الراحل محمد بن بريكة

نظمت جريدتا “الشروق” و”الحوار” تأبينية للراحل البروفيسور محمد بن بريكة، رحمه الله، بحضور جمع من العلماء والمفكرين وأساتذة الجامعة وشيوخ الزوايا وعددا من المتأثرين بنهج الراحل. وقد اختارت المؤسستان صرحا علميا وحضاريا لإقامة التأبينية وهو المكتبة الوطنية بالحامة، حيث تميزت بأجواء روحانية خاصة، وكان الراحل حاضرا بفكره حيث تداول عدد من المقربين منه على المنصة معدّدين مناقبه ومجمعين على أن العالم الإسلامي خسر موسوعة في العلم والتصوف كان يمكن الاستفادة منها أكثر.

ممثل “الشروق” رشيد ولد بوسيافة:
غياب بن بريكة سيترك فراغا كبيرا

قال ممثل جريدة “الشروق اليومي”، رشيد ولد بوسيافة، إن الدكتور الراحل محمد بن بريكة، رجل علم عرف عليه تشجيعه للطلبة، حيث أكد أنه كان يحفزه على إكمال المسار العلمي في الماجستير والدكتوراه مضيفا: “كنت التقيه في بوزريعة أين كان يدرس طلبته، ويرحب بي وبكل تواضع يحادثني ويشجعني على إكمال البحث في رسالة الدكتوراه وكان يعدني بحضور مناقشتي لرسالة الدكتوراه”. وتحدث بوسيافة في تأبينية بن بريكة عن الأثر الكبير للمرحوم الذي أضافه على حياة من عرفوه وما سيتركه من فراغ في مجال البحث العلمي والدراسات والملتقيات حول الصوفية.

وقال ممثل “الشروق”، إن الدكتور بن بريكة لديه اثر كبير في حياة طلبته، حيث درس عنده في مرحلة الماجستير، و”كانت حصته حصة خاصة ينتظرها الجميع ولنا ذكريات معه..”، ودعا الزميل الصحفي رشيد ولد بوسيافة إلى الحفاظ على إرث المرحوم معتبرا ذلك مهمة الإعلام الجزائري، و”مؤسسة “الشروق” موجودة بكل فروعها لنوثق الشهادات من رفقائه ومن طلبته وفاء منا له ولذكراه”.

مدير جريدة الحوار محمد يعقوبي:
بن بريكة طبيب نفسي تنبأ بالحراك وتوقع الخير للجزائر

قال مدير جريدة الحوار محمد يعقوبي، إن الدكتور الراحل بن بريكة شخص أحسن الاستشراف، فقد تنبأ بالحراك الشعبي الذي تعيشه الجزائر منذ تاريخ 22 فيفري الفارط، قبل انطلاقه وذلك حين أقعده المرض، وأضاف المتحدث أن الراحل توقع ثورة سلمية مباركة ستعيشها الجزائر يتبعها أيام خير ورفاه..

وتأسف يعقوبي، أن يكون بن بريكة من بين العلماء الذين لا ينتبه إليهم إلا بعد رحيلهم، مطالبا بالتخلص من هذه العادة التي دأب عليها الجزائريون، قائلا “بن بريكة كغيره لم يأخذ حقه رغم أنه أعطى الكثير لجميع الأجيال”، واستطرد يعقوبي تدخله خلال تأبينية المرحوم بالمكتبة الوطنية بالحامة أن بن بريكة عليه من الأفضال الكثير، كونه من أشرف على دراسته الجامعية ورافقه بها، ويقول المتحدث إن الراحل تعود على احتواء الجميع، وصفا إياه بـ”الطبيب النفسي” الذي برع في حسن الاستماع وأتقن فنه، وهي على حد تعبير يعقوبي الصفة التي افتقدها أغلب الجزائريين، يقول المتحدث “بن بريكة إذا شكوت له ترتاح فهو يحسن النصيحة عندما تحتاجها منه لا يوجد له خصم ولا ينتقد”، كما أن صوته مبعث البهجة في بيوت من عرفه.

مأمون القاسمي الحسني شيخ زاوية الهامل:
بن بريكة من المدافعين الشرسين عن مرجعية الأمة

يرى شيخ زاوية الهامل، مأمون القاسمي الحسني، أن الأمة الواعية هي التي تعرف لعلمائها قدرهم وتحفظ حقهم وتحيي ذكراهم، لتعرف الأجيال بأعمالهم وتضعهم أمام شباب الأمة أمثلة صالحة للاقتداء، وقال إن فقيد الجزائر الدكتور محمد بن بريكة “كان واحدا من العلماء الأخيار الذين أعطوا المثل الصالح بسيرتهم وأعمالهم الحسنة”.

وتحدث الشيخ عن معرفته ببن بريكة حيث قال إنه عرفه منذ عهده الأول بالجامعة أين كانت صلته به صلة وثيقة، وكانت بدايتها صلة الرحم “نلتقي جميعا في نسب واحد سيدي بوزيد وهو جد الأشراف المنتشرين في ارض الوطن ويجمعنا به المنهج الرباني الإسلامي الأصيل الذي يمثل بحق مرجعية الأمة الجامعة”. وأكد أن الراحل كان ممن ذادوا عن مرجعية الأمة، وعرف، حسبه، بدفاعه الشرس عنها في الندوات والملتقيات، حيث قال: “كان يعرف بهذا المنهج ويذود عن مؤسساته وكان في الكثير من المؤتمرات التي شهدتها معه داخل الوطن وخارجه يعطي أيضا المثال لتواضع العالم والعالم المحقق ويعطي مثال المثقف المسلم الذي يحمل ضميرا حيا وعقلا راشدا وفكرا سديدا، شهدت، وهو يحاور ويناقش، كيف يلتزم منهج الإسلام ونظرته إلى الاختلاف باعتباره تعدد وتنوع”.

وأضاف شيخ زاوية الهامل، قائلا: “كنت أستمع إليه وألاحظه كيف كان يلتزم أدب الاختلاف كما التزم الأدب الصالح وعلمنا من هدي القرآن الكريم ورسوله الكريم”. وثمن القاسمي جهود الدكتور محمد بن بريكة الذي وقّف حياته “لنشر العلم والبحث، ألف وترك أثرا حميدا في منهج التزكية والتصوف وفي المنهج الذي يحقق للمسلم سعادة الدنيا والآخرة وهي العبادات القلبية التي توصل المؤمن وترتفع به كإنسان مخلوق إلى محبة خالقه وإيثاره على ما سواه عن طريق تزكية النفس حتى تنتصر على أهوائها وشهواتها”. ويرى أن الراحل لم تفقده عائلته فحسب، وأنه في حقيقة الأمر فقدته الجزائر، لأنه علما من أعلامها وواحدا من خيارها العاملين. وتحدث شيخ زاوية الهامل عن حرص بن بريكة من اجل استكمال بناء دولة الاستقلال بجميع قيمه وتحقيق الآمال، وان يكون هذا البناء على الأساس الذي ضحى من اجله شعبنا على مدى أكثر من قرن حاملا راية الإسلام وباكتمال عناصر الهوية الوطنية. وشهد الشيخ مأمون القاسمي، عن مناقب الرجل، قائلا: “الدكتور محمد بن بريكة، رحمه الله، كان فيما نسمع عنه وما شهدنا حين اشتركنا في الكثير من الندوات، مدافعا عن القلاع الربانية التي تلتحم فيها القيم الروحية بالقيم المادية وتمتزج فيها القيم الإسلامية بالقيم الوطنية”. وعمل، حسبه، رفقة أمثاله من الرجال الصالحين الصادقين، على أن تحيا الجزائر في ظل قيّمها الروحية والوطنية، حيث قال: “يعلم الله أن مصابنا فيه كان مصابا أليما، عندما بلغني النبأ، لم اصدق حتى سألت وكررت السؤال لأني لم أكن أعلم بمرضه وكان المصاب شديدا، نعزي أنفسنا وأهله وأحبابه ونعزي الأمة الإسلامية”.

مراد معيزة ممثل وزير الشؤون الدينية والأوقاف:
المرحوم رمز من رموز الوسطية والاعتدال

كشف ممثل وزارة الشؤون الدينية، الدكتور مراد معيزة، عن خلفيات إبقاء وزارته التواصل الدائم مع الدكتور محمد بن بريكة، حيث أكد أنها اعتبرته رمزا من رموز الرجال المخلصين للدين والوطن، خاصة وانه يعتبر الدين والوطن وجهان لعملة واحدة. وقال معيزة، إن المتدين الحقيقي هو المخلص لدينه ووطنه، مضيفا: “وارتبطت الوزارة به لأنها اعتبرته رمزا من رموز المرجعية الدينية، فقد كان مدافعا عنها بشراسة”. ونظرا، حسب معيزة، للعلاقة الوطيدة للوزارة ببن بريكة، فإنه في شهر رمضان الكريم، لما سمع بمرضه، اخبر الوزير، فأسرع هذا الأخير إلى ترتيب لقاء مع الراحل بن بريكة حيث تم الاتصال بعائلته لإخبارها برغبة الوزير في زيارته. وقد رحبت العائلة، حسب ممثل الوزارة، بهذه الزيارة، وفي ليلة بعد صلاة التراويح، ذهب الوزير رفقته، إلى بن بريكة حيث استقبل الوزير بفرح وسرور وبابتسامة معهودة وتحدث له عن مرضه وعن رحلته العلاجية وقال معيزة: “كانت الجلسة عبارة عن مذاكرة علمية وقبل أن ننصرف، كان يوصي بالبلد ودعا الله أن يحفظ الجزائر وأهلها من كل الفتن الظاهرة والباطنة كان مهموما لكنه كان متفائلا بوضع البلد”. وأكد مراد معيزة أن محمد بن بريكة عرف في أروقة وزارة الشؤون الدينية محاضرا في ندواتها ومدرسا في مدارسها “فجاب الجزائر ناشرا لمعتقداته بأسلوب بليغ مبين ينبئ عن علم الرجل وفقهه مع خلق كريم رفيع، لقد تواصلت الوزارة مع الدكتور المرحوم لما لمست فيه من مواصفات العالم المتقن المتفنن المتخلق، تواصلت معه لأنها كانت تعتبره أولا رمزا من رموز الوسطية والاعتدال الذي دافع عنه المرحوم بإظهار جمال الدين وبهائه ويسره وان الدين هو ذلك الذي يرغب الناس به ولا ينفره عنه”.

واعترف أن ارتباطه به جاء على أساس انه يمثل رمزا من رموز التصوف السني الذي دافع عنه مبينا معلم هذا التصوف السني المبين عن الكتاب والسنة، حيث تأسف لبعض المغرضين الذين ألصقوا ببن بريكة التهم قائلا: “ما ضاق عندك هو واسع عند غيرك وان ما اختلف ينتج أفكارا مختلفة وان الأخذ بالأعذار مقصد مهم في مقاصد الدين فيما بينه”.

وعلى حد قول مدير جريدة الحوار فالدكتور بن بريكة كان سببا في اكتشاف نوع من العبادة هي عبادة “التأمل” والتدبر والاستغفار، ويقول بخصوص ذلك أن زيارته له جعلته يكتشف ما معنى تلك العبادة، ووصفها يعقوبي بأرقى أنواع العبادات التي لم يعرفها قبل تعرفه عليه، قائلا “بن بريكة لا يعلم الكثير من العبادات لكنه يعلمنا كيف نتواصل مع الله عز وجل، دون وسائط وبتركيز وتعين جو لا يشاركك فيه أحد.

إمام الزاوية البلقايدية حيدة عبد القادر:
الفقيد بحر لا ساحل له وموسوعة علمية متنقلة

وصف إمام الزاوية البلقايدية حيدة عبد القادر، الأستاذ والدكتور بن بريكة بـ”فقيد العلم والبحث”، كان لا يظلم أحدا ولا يقابل أحدا بلفظ مشين، اتصف بالهدوء والرصانة والرد بالعلم لا بالكلام، علم غيره العبادة الخلقية وجسد التصوف أقوالا وأفعالا، داعيا إلى الاهتمام الكافي بالعلماء أمثاله واغتنام الفرصة وهم على قيد الحياة لمنحهم ما يليق بمقامهم المبجل، ويضف الإمام حيدة أنه قد آن الأوان لينتفع مجتمعنا بعلمائه، داعيا الإعلام إلى القيام بدوره للبحث عن هؤلاء، حتى تستفيد منهم الأمة.

وعاد إمام الزاوية البلقايدية للحديث عن خصال الراحل، قائلا إنها لا تعد ولا تحصى، وهو من قضى حياته في التعلم وتعليم مئات الطلبة والإشراف على آلاف شهادات الدكتوراه.

كما أنه كان موسوعة علمية متنقلة يضيف المتحدث، ويحضر جميع الدروس والمحاضرات التي أشرفت عليها الزاوية البلقايدية، فكان يستفتح المحاضرة الأولى وهو على علم أنها ستكون مرجعا يأخذ منه باقي العلماء، وفي ذات الصدد كشف الإمام عبد القادر حيدة أن بن بريكة ألقى آخر محاضرة تخص علاقة الزوايا بمصادر التشريع الإسلامي، وكان يشرف على المحاضرات في الداخل والخارج، نظرا لسعة اطلاعه، وأصبح مرجعا علميا في جميع الملتقيات، يستفيد من علمه طلبة الزاوية، حتى إن شيخ الزاوية البلقايدية رغب في أن يكون الراحل مؤطرا لجميع البحوث والمحاضرات التي تشرف عليها الزاوية، ويكون بذلك من بين المراجع التي يعتمد عليها في البحوث بالزاوية.

وختم الإمام حيدة حديثه أن بن بريكة سيبقى حيا في القلوب، وهو من كان محبا لوطنه، وتخلى عن رغد العيش في الخارج رغم أنه كان بوسعه السفر، لكنه فضل البقاء وتشجيع الشباب في خدمة بلادهم، وغرس محبة الوطن في قلوبهم.

بومدين بوزيد ممثلا عن المجلس الإسلامي الأعلى:
الراحل تفنن في زرع المحبة والتسامح وأتقن فن الاختلاف

تفاخر الأستاذ بومدين بوزيد، خلال تأبينية العالم الصوفي محمد بن بريكة بلحظات ثمينة كان الأخير يخصه فيها بالدعاء له وفي أوقات الحضرة المحمدية، مضيفا أنه كان دائم الصلاة بمحاضراته ومجالسه على الحبيب محمد “صل الله عليه وسلم”، قائلا “الراحل كان يتذكرني في الحضرة المحمدية ولا ينساني بالدعاء كما أنه لا تفوته أي فرصة خلال كل محاضرة للصلاة على النبي”، واستطرد ممثل المجلس الإسلامي الأعلى حديثه باستغرابه ممن يتحرجون من تخصص الفقيد العالم بالفلسفة، وتكفير هذا التخصص من قبل البعض، وعن حكمة الدكتور بن بريكة قال إنها الميراث النبوي الذي كان دائم البحث عنه، ويضيف الأستاذ بومدين أن محمد بن بريكة لطالما اعتز بهبة الله له وزهده في الدنيا، كما لم يكره بل تفنن في زرع المحبة والتسامح وأتقن فن الاختلاف.

الباحث جاب الخير سعيد:
بن بريكة جمع بين الثقافة العلمية الشرعية والأكاديمية

ردد الأستاذ الباحث سعيد جاب الخير خلال حديثه عن فقيد العلم والصوفية في الجزائر عبارة “السيد” واصفا إياه بـ”المتميز” وصاحب الدقة في اكتساب ومنح المعلومات وقوي الذاكرة، وعن ذلك يقول الباحث في التصوف سعيد جاب الخير “اكتشفت بن بريكة بأسلوبه المميز في اللغة العربية وجميع اللغات الأخرى خلال محاضراته، وهو من علمني التصوف وعرفني عليه حتى توسعت أبحاثي في هذا المجال”، يضيف المتحدث أن العالم الجليل كان يدرس الصوفية كممارس في الجوانب النظرية والعلمية، وقال عنه إنه الباحث الوحيد في الجزائر الذي جمع بين التصوف في الجانب الشرعي والتصوف الأكاديمي.

وختم الأستاذ جاب الخير حديثه عن مناقب الراحل بتفسير سبب مناداته بـ”سيدي” ردا على تساؤلات كثيرة حول ذلك بقوله، “هل تعلمون لماذا أناديه سيدي وأستاذي، لأنه علمني ولأنه جعل من نفسه خادما لطلبة العلم ومراعاة التقاليد الصوفية، لهذا جمعت بين اسمه وعبارة “السيد” “.

الأستاذ موسى عبد اللاوي:
الدكتور بن بريكة أراد أن يعيد للصوفية عالميتها

تحدث الأستاذ، موسى عبد اللاوي، خلال تأبينية المرحوم بن بريكة مطولا عن معرفته السابقة به، حين جمعتهما مساجد العاصمة، وتربع الفقيد خلال تلك الفترة على منابرها لتقديم مواعظه ودروسه، ولعل أهم ما لفت انتباه الأستاذ عبد اللاوي حديث العالم الجليل عن الإحسان وإنسانية الإسلام التي جاءت بها الطرق الصوفية، ووسطيته المعتدلة، التي لابد أن يتحدث عنها العالم بأسره على حد قول الأستاذ عبد الاوي، وفي ذلك كان الدكتور بن بريكة يرى أن الروحانية والصوفية قد تنفع أيضا الأوروبيين والأمريكيين، ويمكن الاستفادة منها لما فيها من اتصال وجداني بالله عز وجل دون وسائط، وهو ما ركز عليه الراحل خلال مسيرته.

وتحدث الأستاذ عبد اللاوي أن سعة صدره ورحابته جعلته يعجز أمام طلبات استفزازه من قبل البعض خلال محاورته، إذ انه لم يقو على ذلك رغم محاولته التي انتهت بالفشل وقابلها هو بابتسامة هادئة، وفي سياق آخر يضيف المتحدث، “بن بريكة أراد أن يعيد للصوفية عالميتها، لتصبح الجزائر بلدا مؤثرا من خلال ذلك”.

وعلى غرار من تناوبوا على المنصة ضم الأستاذ صوته للبقية بضرورة التركيز على ميراث العلماء من طينة وقامة الدكتور بن بريكة، والابتعاد عن العادات السيئة بتذكر هؤلاء وتكريمهم إلا بعد وفاتهم.

جلول حجيمي رئيس نقابة الأئمة:
“بن بريكة دافع عن مرجعيته طيلة 30 سنة”

استرجع الشيخ حجيمي جلول، رئيس نقابة الأئمة ذكريات جمعته بالراحل والعالم الصوفي الجليل محمد بن بريكة، حين كان طالبا بالجامعة المركزية، قائلا إن الأخير دافع عن مرجعيته وتحدث عنها من 30 سنة أينما ذهب، كما اعتبر بن بريكة أن الدفاع عنها بالكلام لا يكفي، بل لابد من قول وعمل رغم الاختلاف في الأفكار.

السيدة فاطمة الزهراء طالبة وممثلة عن جمعية الإصلاح والإرشاد:
بن بريكة علمنا الكثير وزرع فينا روح المسؤولية

وصفت السيدة فاطمة الزهراء طالبة الدكتور بن بريكة أستاذها الراحل، بقامة العلم والحوار الذي عرفته المنابر وصفحات الكتب والمجلات العلمية من خلال مقالاته الروحية والتربوية، تقول السيدة فاطمة الزهراء خلال مداخلتها حول حياة وصفات الراحل “تعلمنا منه الكثير بأن الإيمان لا ينفي العلم، وإن تربط حبل السماء بعمارة الأرض، والصلة بالخالق لا تنفي الصلة بالخلق”، هي العبارات التي تركها العالم بن بريكة لتلاميذه إرثا قيما ينتفع به على مر الأزمنة على حد قول السيدة، التي نقلت إحساسه بقرب الفراق وأنه لن يكون بين محبيه وطلبته في هذه الأيام.

شهادة خاصة من التلميذة والطالبة عن مساره في العمل الطلابي كشفت عن تنقلاته المستمرة للإقامة الجامعية وحرصه الشديد على تنظيم ملتقيات حول زرع القيم في الأوساط الجامعية والتربوية، وتكريس وقته لتحفيز الشباب ليكون مميزا بالإيجابية خلال كل عمل يقوم به، وتشديده على غرس ثقافة الحوار البناء وروح المسؤولية.

الدكتور الحاج همال:
الفقيد كان راقيا ومتألقا ومحبا لطلبته ومحيطه

اختصر، الأستاذ همال، حديثه عن العالم الصوفي الجليل محمد بن بريكة، بوصفه بعبارة المتألق وصاحب التأثير التربوي الراقي مع كل من يحيط به، فقد زرع على حد تعبير الأستاذ همال الله عز وجل محبته بين طلبته وكل من عرفه، وأضاف المتحدث بخصوص علاقتهما أنه كان دائم الاتصال والاحتكاك به، منذ تعارفهما سنة 1991 أين كان طالبا بجامعة خروبة تخصص “الفقه”، ليكون أهم ما أخذه عنه كيفية تغيير حياته وسلوكه فقط بالصلاة على الرسول وحرصه الدائم على ذلك.

الدكتور محمد الأمين بلغيث:
الراحل كان بارزا ومميزا منذ دخوله الجامعة

تحدث الأستاذ الجامعي والمؤرخ، محمد الأمين بلغيث، في تأبينية الراحل محمد بن بريكة، عن إنجازات هذا الأخير، في الفترة ما بين 1991 و1996، مؤكدا أن بن بريكة أشرف على مجموعة من الملتقيات، وكان الملتقى الأول حول الفقه المالكي، وكان بارزا في كليتنا بما يقدمه من دروس لها علاقة بالتصوف.

قال بلغيث “رغم أنني مختص في التصوف لكن أشهد له أنه كان بارزا، ومن بين الأشياء أن الملتقى الثاني هو ملتقى الموافقة للشاطبي، ولأول مرة نرى التعريف بهذا الإمام في الجزائر وكان للجزائر المكانة الكبرى للتأسيس إلى باب اسمه مقاصد الشريعة الإسلامية”.

وتعود معرفة محمد الأمين بلغيث، بالمرحوم إلى 30 سنة، حيث قال إنه في أول مجيئه من أقصى الدنيا من قسنطينة عاصمة نوميديا، شاركه في مسابقة في مدرج واحد في نوفمبر 1980 وكان عدد المترشحين قليلا جدا مما التبس عليهم السؤال في المادة الأساسية التي هي مادة الفلسفة.

وأكد الدكتور محمد الأمين بلغيث أنه كان رفقة بن بريكة، في أول دفعة نظام الماجستير على المستوى الوطني وكان مسؤول الدراسات العليا في الجامعة، آنذاك الأستاذ عبد الرزاق قسوم والمسابقة في الخروبة.

فقد لفت انتباهه في هذه الجامعة شاب صغير وهو محمد بن بريكة، حيث قال “دخل المسابقة وكنا دفعة التاريخ 60 طالبا وجماعة الفلسفة عددهم قليل وسؤالهم خارج المقرر وكنا دفعة متميزة وراقية وأهلها يصنعون الحدث، خرج طلبة الفلسفة وبقينا أصحاب التاريخ وغادر المغبونون والمتميزون وكان بن بريكة الأول في دفعته، وساهم بعدها في فتح باب الموافقات في مجلة الموافقات”.

ورغم خصومة بلغيث مع الراحل محمد بن بريكة، لكنه لا يزال يذكر له مواقف جميلة، فقد سافر معه إلى ألمانيا في 2008، وبقيت في ذهنه تلك الرحلة التي تزامنت مع حدوث طوفان في زرالدة مما سبب صعوبة تنقل بن بريكة إلى المطار.

قال بلغيث “الأستاذ بن بريكة هو من اختارني في حلقة كيفية استئناف حوار الحضارات، وسألته لماذا اختارني، فقال لي أنت تضبط الأمور والبقية علي”.

وسافر معه أيضا إلى المغرب بمناسبة تنظيم سيدي عبد السلام بن بشيش، أين التقيا بمقامات عالية في التصوف والتقينا بمفتي الجمهورية المصرية، حيث اعترف بالمكانة الكبيرة لبن بريكة، مضيفا “حتى إن المملكة خصصت له سيارة خاصة، والملتقى هذا حضره كل أقطاب الصوفية في العالم.. الرجل كان يحسن الحديث والكتابة بأكثر من لغة، وقد أبهر الذين حضروا معه من غير العرب بلغته الإنجليزية، وبقينا معا مدة ثمانية أيام”.

وذكر الدكتور محمد الأمين بلغيث بعض مميزات بن بريكة، بينها أناقته واهتمامه بمظهره لدرجة أنه يحمل في سفرياته، طقم وربطات عنق كثيرة، كما أنه متسامح ورباني ومؤمن.

الإعلامي محمد بوعزارة:
تأبينية بن بريكة فجّرت أسئلة حول واقع الثقافة في الجزائر

تأسف الإعلامي، محمد بوعزارة، من وضع العلماء والمفكرين في الجزائر، قائلا إن تذكرهم مجحف جدا وهذا ما يتوقع حدوثه، حسبه، مع بن بريكة. وعلق قائلا: “صحيح أن هذا العالم الموسوعي صنع اسمه بعصامية، لكنه لم يعط حقه أثناء الحياة، فالمثقف والكاتب والمبدع والعالم ميت وهو حي ولكن يحيونه للحظات بعد وفاته للحديث عن علمه وكتبه ومناقبه.. قد يتساءل الناس أين كان يوم كان حيا؟”. وعبر الكاتب الإعلامي، محمد بوعزارة، عن معاناة المفكرين مثل بن بريكة بالقول: “لا أتحدث عن الرجل ولكن سأتحدث عن هذه الظاهرة التي نعيشها الآن ثقافة الجحود والنكران”. وتذكر أن آخر لقائه بالفقيد محمد بن بريكة كان في مكتب مدير جريدة “الحوار”، منذ أشهر، حيث ركز في مداخلته الخاصة بتأبينية محمد بن بريكة، على معاناة المبدع والكاتب والباحث مع طبع الكتب في الجزائر قائلا: “حتى إن تمكن، فأنتم تعرفون وضعية التوزيع والقيمة المالية وللمبدع عشرة في المائة فقط ويمكن أن ينالها كتبا فقط، وفي حال وقوع ذلك، يظل يجري سنوات ليحصل على نسبته، إن بيعت كتبه”.

واستحضر بوعزارة ما رواه له الكاتب واسيني الأعرج عندما قال إن في بلدان أخرى يحترم الفكر والأدب والعلم والإبداع، ويستطيع الكاتب أن يتفرغ للإبداع موفور الكرامة مرفوع الرأس، “لكن في بلادنا، للأسف، لا يمكن للكاتب إلا أن يكون شحاتا إذا أراد الكتابة والتأليف”. وفجّرت تأبينية الدكتور محمد بن بريكة أسئلة كثيرة طرحها الإعلامي، محمد بوعزارة، بألم، وهي: “نتساءل عن الجوائز لمن تمنح؟ فهل هي لمستحقيها؟ لا أستطيع نفي ذلك لأنني قد أكون مجحفا.. نعم بما فيها جائزة رئيس الجمهورية للصحافة؟ هل تمنح في حقها وتقييمها الحقيقي بموضوعية؟ وهل قطاع الثقافة يهتم بهكذا علم؟”.

نائب رئيس جمعية “المعالي” للعلوم والتربية:
بن بريكة ينفق وقته لأجل نشر العلم

قال ممثل نائب رئيس جمعية “المعالي” للعلوم والتربية، نور الدين لعموري، إن الأستاذ محمد بن بريكة، كان آخر محاضرة له في مكتبة الحامة يوم 31 ديسمبر الماضي، وكانت الصدفة أن يؤبّن في نفس القاعة التي تحدث فيها، حينها، حول “دور الزوايا في بناء وترسيخ منظومة القيم”، وحرص بعد انتهاء الملتقى، حسبه، على الاستماع لبعض الطلبة ومن الذين حضر القاعة، حيث رغم الاتصالات والمواعيد، أنفق ربع ساعة للنقاش والإجابة على أسئلتهم. وأشاد بدور الرجل في نشر العلم خاصة وان جمعيته عندما دعته لهذا الملتقى المتعلق بدور الزوايا، سأل واستفسر عن فحوى موضوع النقاش، وطلب أسماء الذين سيدعون إلى الملتقى وعندما سمع اسم بعض أسماء المفكرين الذين لديهم دور فعال وعلاقة وطيدة مع الموضوع، واقف وحرص على تسجيل حضوره بمداخلة قيّمة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • عبدد الرزاق

    اللهم أغفر له وأرحمه وجازيه عن الإسلام والمسلمين خير جزاء

  • محمد

    والله غير عيب وعار وجبن في نفس الوقت
    نحن شعب سني ونبرئ الى الله من التصوف الذي لا يمثلنا ولا يشرفنا.