-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

عركة الضراير!

جمال لعلامي
  • 825
  • 0
عركة الضراير!
أرشيف

عملية “الهزّ” و”الدزّ”، التي تضرب البرلمان منذ نحو 20 يوما، بدأت تنقل الهلع إلى الأميار وأعضاء المجالس “المخلية” بالبلديات والولايات.. فقد بدأ التحذير من انتقال موضة “سحب الثقة”، التي تمّ إسقاطها من قانون البلدية والولاية، بالنسبة إلى المجالس المحلية، انتقالها إلى هذه المجالس، لفرملة نشاط أميار مغضوب عليهم، من طرف منتخبين تابعين لأحزابهم، أو منتخبين موالين لأحزاب أخرى!
لكن، “مقاومة” رئيس المجلس الشعبي الوطني، السعيد بوحجة، واستمراره في منصبه، رغم سحب الثقة منه من طرف “360 نائب” وتحالف الموالاة ضده لإسقاطه، وحتى إن استقال إن آجلا أم عاجلا، أو تغيّرت المعطيات، ولم يحدث هذا السيناريو، فإن هذه التطورات والغموض والشكّ، نقلت الريبة إلى قلوب وعقول المنتخبين المحليين، بعدما زلزل استقرار النواب الذين دخلوا في بطالة مقنعة، إثر تجميد نشاط هياكل البرلمان ومكتبه!
الأزمة الآن فعلية، وعمرها ثلاثة أسابيع كاملة، وهذا إن دلّ فإنما يدلّ على عمق هذه الأزمة وتشعّبها وعمقها، وإلاّ لكان الحلّ سريعا، إمّا برحيل بوحجة، وإمّا بتراجع النواب، في ظلّ تنامي التخويف بسيناريو حلّ البرلمان وتنظيم تشريعيات مبكرة، كمخرج نجدة، لهذه المشكلة المترامية التي مازالت متواصلة، وبلغت الآن مرحلة التحدّي والتصدّي!
لم يكن نزول بوحجة إلى شوارع العاصمة لارتشاف فنجان قهوة، سوى وجه جديد من أوجه “التصعيد” و”الخلاف” بينه وبين المجموعة الصوتية من رؤساء الكتل ومن والاهم من النواب، وقد اعتبر الأمين العام للأفلان، حزب ولد عباس وبوحجة، أنها ليس من تصرفات “رجال الدولة”!
الظاهر أن المتحاربين على رئاسة الغرفة السفلى للهيئة التشريعية، رموا “الهوشة” إلى الشارع، حتى يقيسوا درجة تفاعل المواطنين معه، ومدى قدرتهم على تخويف الخصوم، وكسب المزيد من “التضامن”، في معركة ظاهرها وباطنها سياسيان، لكن مثلما يقول المثل: “الغاية تبرّر الوسيلة”، خاصة إذا تعلق الأمر بقضية بقاء أو ذهاب!
الخوف الذي تسلّل إلى المجالس المحلية، بعدما “قتل” البرلمان نشاطاته مع سبق الإصرار والترصّد، بوسعه أن يدفن نشاط هذه “المحالس”، وبالتالي يعطل المشاريع والتنمية وكلّ ما له صلة بانشغالات المواطنين عبر بقاع الجزائر العميقة، وهذا ما يجنيه الزوالية من “عركة الضراير” داخل مجالس من المفروض أنها في خدمة العباد وتحت تصرّف البلاد!
مهما كانت النتيجة التي سيؤول إليها “نزاع برّ-لمان”، وتأثيراته المباشرة وغير المباشرة على المجالس المحلية، البلدية والولائية، فإن ما يحدث هو ضربة جديدة، من “منتخبي الشعب” لثقة “بقايا” الناخبين، ممن لم يعودوا يرون في هذه الهيئات المنتخبة رجاء ينتفعون منه طالما أنها تمثل عليهم ولا تمثلهم!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!