-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
دراما جزائرية عمرها 500 سنة

عزيزة.. ابنة الباي التي ماتت بـ9 طعنات

فاروق كداش
  • 6563
  • 3
عزيزة.. ابنة الباي التي ماتت بـ9 طعنات
ح.م
دار عزيزة

في زاوية بيتها أخفت الأسرار، وفي درج الدار وارت ذكرياتها عن الأنظار… على الزليج شخصت عيونها متلهفة لعودة الحبيب بغصن الغار، لكن النهاية كتبت بالدم على الجدار… انها قصة “عزيزة” المرأة التي اصبح خدرها مزارا ورحلت تاركة ألف سؤال محفور في صحن الانتظار.

بمقابل جامع كتشاوة في القصبة السفلى تتواجد “دار عزيزة” ابنة الداي حسين التي عاشت في الدلال وترعرعت في الترف والبذخ… هي العزيزة بنت العز التي بنى لها والدها ذاك البيت العتيق الذي بقي شاهدا على قصتها بعد رحيلها بمئات السنين.

في مخدع أميرة

تتكون دار عزيزة من طابقين، يبهرك الأول بأروقته ودهاليزه التي تدخلك إلى غرف تحبس الأنفاس لهندستها المعمارية الجميلة بتلبيسات خشبية متقنة، سقوفها من الخشب المطلي والمزخرف بوحي شرقي.. أما الطابق الثاني فيدهشك بقاعة شرف واسعة زينت بنقوش جبسية ‪وبأعمدة بشكل اللواي، النبتة التي يحبها الجزائريون منذ القدم. ‬
عرفت الدار ترميممات عديدة، خاصة بعد زلزال 1616 فضيّع سقيفته وبابه، وبعد الاحتلال الفرنسي تحولت دار عزيزة إلى ثكنة تابعة للقائد الأعلى للجيش الفرنسي، خاصة وأنها تتواجد قرب قصر حسان باشا، وتروي الروايات أن تاجرا يهوديا يدعى “بن دران” اشترى كل محتويات الدار وتم نقل أغراضها مدة اسبوع كامل للكم الهائل من التحف والأثريات.
وصارت الدار ما بين 1838 و1916م بيتا للأسقف لقربه من جامع كتشاوة الذي حوّل إلى كنيسة. بعد الاستقلال سكن هذه الدار بعض المواطنين من بينهم حمدان خوجة الذي ألف كتاب الأميرات الجزائريات…

عزيزة… وطعنات الغيرة

من هي عزيزة، وما هي قصتها الحقيقية؟ هناك روايتين، الأولى أن عزيزة هي ابنة الداي حسين، بنى لها هذه الدار كي تقطن فيها عندما تزور والدها في العاصمة رفقة زوجها باي قسنطينة.
أما الثانية فتؤكد أن عزيزة هي ابنة القايد أحمد بن رمضان، وأخت شلبي بن علي بتشين. تزوجت عزيزة من باي قسنطينة محمد بن فرحات، وبعد وفاته تزوجها شقيقه “رجب باي”، وقيل أن هذا الأخير كان مغرما بعزيزة لجمالها الأخاذ فانتقل معها إلى العاصمة واستقرا بالدار التي حملت اسمها فيما بعد وأصبحت المقر الثانوي لبايات قسنطينة عند زيارتهم المحروسة. وبعد تولي رجب باي قيادة مقاطعة الشرق انتقل مع زوجته إلى قسنطينة ثانية، وعاش الزوجان في ثبات ونبات سنين وسنين، غير أن الغيرة الشديدة للباي على زوجته حولت حياتها إلى جحيم فأصبح يراقبها ويشك في أدنى تصرفاتها.. في يوم الأحد 29 جمادى الأول سنة 1079هـ الموافق 4 نوفمبر 1668م أرسل رجب باي زوجته لزيارة “معمل البارود” الذي بناه في منطقة الحامة بنواحي قسنطينة، رفقة جواريها وخدمها ووصفية زوجته الثانية وابنة أخيه فاطمة بنت فرحات. انتهت هذه الزيارة المفاجئة بعشاء فاخر في حديقة “عهد العنصر” وسهرة امتزجت فيها كل الطبوع الأندلسية.
مع بزوغ الفجر، خلدت عزيزة وضيفاتها للنوم، وبينما كانت تغط في نوم حالم، انسل إلى مخدعها الخادم الوفي لرجب باي ليطعنها تسع طعنات تنفيدا لأوامر سيده…
انتهت حياة عزيزة بسبب غيرة زوجها عليها، غير أنها بقيت خالدة في التاريخ بفضل دارها العتيقة، فوراء كل جدار امرأة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
3
  • قادرو

    معلومات تحتاج الى تدقيق...الداي حسين كان في عهد الدايات، و زمن عزيزة هذه يصادف عهد البيلربيات...فكيف ذلك؟

  • ليلى

    اشك ان يكون زوجها من قتلها بل زوجته الاخرى

  • تلمساني

    مقال في المستوى. الثاني من نوعه الذي اقرأه هنا. كترونا من هذه المواضيع