عصابة تسرق ثلاث سيارات أجرة وتحاول قتل سائق بوهران

أدانت محكمة الجنايات الابتدائية بمجلس قضاء وهران مؤخرا، ثلاثة متهمين بالسجن النافذ لمدة 7 و8 سنوات، فيما برأت ساحة اثنين آخرين، في قضية تكوين جمعية أشرار، السرقة الموصوفة بظرفي الليل والتعدد والتي استهدفت ثلاث سيارات أجرة، ومحاولة القتل العمدي لأحد السائقين بسلاح أبيض، أدخلته الإنعاش، وسببت له عجزا لمدة 35 يوما.
تعود وقائع قضية الحال إلى شهر جويلية من سنة 2015، بوهران، أين أثارت حوادث متتالية عن تعرض ثلاثة سائقي سيارات أجرة لسرقة مركباتهم، والاعتداء عليهم بأسلحة بيضاء، من خلال اعتماد الجناة على نفس الطريقة والخطة للإيقاع بضحاياهم، الكثير من الرعب والفزع في صفوف أصحاب الطاكسيات بوهران، كان أهولها ما حصل بتاريخ 15ـ07ـ2015 مع الضحية (ب. ف)، الذي أوقفه زبونان في حدود منتصف الليل، من أمام ثانوية العقيد لطفي بوسط مدينة وهران، على أساس أن يوصلهما بسيارته من نوع كليو كومبيس بمحاذاة المركز التجاري ـ أصيل ـ، وهناك كان شخص ثالث في انتظارهما، إذ أنهما بمجرد أن بلغا وجهتهما المزعومة وتوقف الضحية، فإذا بأحدهما يباغته بلكمة قوية على الوجه، ثم يستولي على مفتاح السيارة ويتولى مكانه زمام القيادة، قبل أن ينجح بمعية مرافقه في نقله بالعنف إلى المقعد الخلفي، وبمساعدة شريكهما الثالث الذي صعد إلى المركبة حال توقفها، تمت محاولة كبح حركة الضحية، لكنه وبسبب المقاومة التي أبداها هذا الأخير في تلك الأثناء، أقدم أحد الجالسين بجنبه على توجيه عدة طعنات له بسكين من نوع ـ بوسبعة ـ على مستوى الفخذ والصدر، ولم يجد من خلاص لينقذ نفسه من موت محقق سوى الإلقاء بنفسه من السيارة على جانب الطريق وهي تسير بمنطقة فارنوفيل، فيما واصل المجرمون طريقهم، لكنهم تعرضوا لحادث اصطدام بحاجز في منطقة قديل، وتخلوا بسببه عن المركبة.
ونفس السيناريو، كان قد حدث في واقعتي السرقة اللتين نفذتهما نفس هذه العصابة، واستهدفت إحداها قبل نحو 5 أيام على غرار حادثة سائق الكومبيس، سيارة أجرة أخرى، لكن هذه المرة كانت من نوع إبيزا بيضاء اللون، والتي تعرض صاحبها المسمى (ع. ي) للخنق بواسطة حزام الأمان، ثم قام المجرمون بسحبه إلى الخلف وقاموا بتكبيل يديه ورجليه، قبل رميه من المركبة بمحاذاة مقر الحماية المدنية بمنطقة بئر الجير، أما السرقة الثالثة فمست سيارة من نوع داسيا لوقان، التي تم تحويلها من أمام مبنى الإقامة الجامعية 1000 سرير بالسانيا.
وعلى إثر الشكاوى التي أودعها الضحايا لدى مصالح الأمن، وما قادت إليه التحريات عن وجود تطابق في الطرق التي تمت بها سرقة مركباتهم، تم التعرف على الفاعلين وتوقيفهم، وتفكيك الشبكة المنتمين إليها، ويتعلق الأمر بكل من المدعو (ز. ب) الذي وصف بالرأس المدبر، (ب. م. أ)، (ق. ن)، (ب. إ) و(ق، ع). وفيما اعترف جل المتهمين خلال التحقيق الأمني والقضائي بالتهم المنسوبة إليهم، فإن المتهم الرئيسي تمسك بسرقته للسيارة إبيزا ولوقان، بينما أنكر علاقته بما حصل للمركبة كومبيس وسائقها، والتي ارتبطت فيها جريمة السرقة بجناية محاولة القتل العمدي لسائقها، وقد حاول في البداية التملص من المسؤولية الجزائية في السرقات الثلاث، زاعما أن الفاعل فتاة قاصر تدعى (ز. ك)، لكن وبعد التحريات اتضح أن هذه الأخيرة كانت في السجن بتاريخ حدوث الوقائع. فيما أسندت للمدعو (ب. م. أ) مهمة نزع مفاتيح السيارات المراد سرقتها، أما (ق. ع) فكان يتولى عمليات بيع المركبات المسروقة، واقتسام العائدات على أفراد الشبكة، فيما وقع اللبس في تحديد هوية الشريك الثالث في حادثة الاعتداء والسرقة التي استهدفت سيارة كومبيس، بسبب التشابه المورفولوجي الكبير بين المتهمين (ب. إ) و(ق. ن)، ومن خلال مرافعة النيابة العامة، تم التماس عقوبة المؤبد في حق (ز. ب)، (ق. ن)، (ب. إ)، و20 سنة سجنا لباقي المتهمين، قبل النطق بالحكم المذكور.
خ. غ