عصام الحضري يعود إلى الجزائر بعد 10 سنوات من الغياب وهو في سن الـ 46

أوقعت قرعة رابطة أبطال إفريقيا “عميد” الكرة في شرق البلاد، شباب قسنطينة ضمن فوج محترم يمثل بلدانا كروية عريقة في “القارة السمراء”، ومن بين هذه الفرق نادي الإسماعيلي المصري الذي يعتبر أول فريق حقق اللقب القاري في مصر، كما يتمتع بطريقة لعب استعراضية ويسمى في مصر بالنادي البرازيلي و”الدراويش” أيضا.. الإسماعيلي الذي سبق له مواجهة العديد من الأندية الجزائرية بما في ذلك نادي قسنطينة، والعريق مولودية قسنطينة في بداية تسعينات القرن الماضي، ظل وفيا لعاداته وهو جعل الفريق بروح شابة ولكن محاطا بلاعبين أو ثلاثة من أصحاب الخبرة، وفي الوقت الذي عاد عصام الحضري من رحلة عمره ومشاركته في “مونديال” روسيا في اللقاء الأخير أمام المملكة العربية السعودية فصار اللاعب الأكبر في تاريخ كأس العالم، خطف نادي الإسماعيلي الحارس المخضرم الذي بلغ سن الكهولة، وجعله حارسا أول ومشروع مدرب كبير.
ومن الصدف أيضا أن عصام الحضري الذي قال مرة بأنه لن ينسى أبدا مباريات مصر مع “الخضر”، سيكون ضيفا على الجزائر في رابع جولة من دور المجموعات من رابطة أبطال إفريقيا، حيث يحل بقسنطينة وهذا بعد مرور عشر سنوات بالتمام والكمال عن آخر زيارة كانت في بداية شهر جوان من سنة 2009 ضمن تصفيات مونديال جنوب إفريقيا، ولعب في البليدة، وتلقى خلالها عصام الحضري ثلاثة أهداف كاملة وهو من الحراس الذين لا يتلقون هذا العدد من الأهداف إلا نادرا.
في مباراة البليدة تمكن عصام الحضري من الذود عن مرماه طوال الشوط الأول ولكن في الشوط الثاني تداول كريم مطمور وعبد القادر غزال ورفيق جبور على دك عرينه، وفاز الخضر بثلاثية مقابل واحد من تسجيل محمد أبو تريكة كانت اللبنة التي بنى بها المنتخب الجزائري مجده نحو التأهل لكأس العالم 2010. وسبق لعصام الحضري أن شارك مع ناديه الأهلي في مباريات قارية في الجزائر خاصة في دور المجموعات من رابطة الأبطال أمام شبيبة القبائل حيث تأهل المصريون وخرجت القبائل من دور المجموعات، وكانت الشبيبة تلعب في ذلك الوقت في ملعب 5 جويلية.
الغريب هذه المرة أن نادي الإسماعيلي الذي بدأ موسمه بقيادة المدرب السطايفي خير الدين مضوي، يحتل حاليا المركز الأخير في الدوري المصري، الذي يضم 18 ناديا، حيث لعب 13 مباراة ولم يجمع فيها سوى 13 نقطة، بالرغم من أنه يحتفظ بخمس مباريات متأخرة لن يتقدم في حالة الفوز بها جميعا لوسط الترتيب، كما أن عرين الإسماعيلي مع الحارس الثاني تلقى 17 هدفا، ولكن الفريق يعوّل على رابطة أبطال إفريقيا، لأجل تعويض جماهيريه، خاصة بعد بلوغ دور المجموعات إثر التأهل على حساب القطن الكامروني بهدفين نظيفين في مصر وخسارة بهدفين مقابل واحد في الكامرون، ولأن عصام الحضري من مواليد 15 جانفي 1973 فإنه سيتجاوز في مباراة نادي الإسماعيلي أمام شباب قسنطينة سن السادسة والأربعين مما يجعله حدث في حدث ذاته في قلب حدث المباراة.
يضم الإسماعيلي إلى جانب عصام الحضري، ثلاثة لاعبين أفارقة هم بافور الغاني والجزيري التونسي وماندوغا الكامروني الذي لعب في سنة 2014 موسما مع مولودية الجزائر وسجل له هدفا وحيدا، ولم يحترف عصام الحضري خلال أكثر من ربع قرن من تواجده في المستوى العالي، سوى موسما مع سيون السويسري وموسما مع التعاون السعودي وموسمين مع المريخ السوداني، ورفض تنفيذ ركلات الجزاء مع الأندية التي لعب لها، ولم يسجل في مشواره سوى مرة واحدة بقميص التعاون السعودي من رحلة جزاء.
قد تكون رحلة عصام الحضري مع دور المجموعات من رابطة أبطال إفريقيا آخر نفس له في عالم الكرة كحارس مرمى، وهو يريدها أن تكون بالتأهل للدور الثاني وملاقاة الأهلي المصري فريقه السابق في لقاء إفريقي يريد من خلاله أن يصنع الحدث، ولكن أمام إصرار “السنافير” لن تكون مهمته سهلة في فوج الموت الذي ضم النادي الإفريقي والكبير تي.بي.مازمبي.
ب. ع