-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

عصبة الهروب إلى “الإمام”

عمار يزلي
  • 1005
  • 3
عصبة الهروب إلى “الإمام”
ح.م

التعفُّن الذي حصل منذ أكثر من عشرين سنة بسبب الأوضاع السياسية والاقتصادية وانتشار الفساد بشكلٍ منقطع النظير، زاد من حدَّة الأوضاع المتضعضعة أصلا.. هذا كله في إطار سلطةٍ اعتمدت خلال 20 سنة على تنظيم الفساد ومأسسته، خاصة لما بدأت تشعر أن الشيخوخة قد تفاقمت في أوصالها وأنها لم تعُد قادرة على السيطرة على مجريات الأمور بسبب أزمة النفط وانهيار الدينار. سياسة التقشُّف أو الترشيد التي أعلن عنها سلال وقتها وخلفُه أويحيى المسجونان حاليا بالحراش، توضِّح ذلك.

كل هذا لأقول إن السلطة بمكوِّناتها قبل الحَراك، وبجهازها العامل وبفلسفتها التسييرية وربح السِّلم الاجتماعي بالمال والارتشاء السياسي والمالي (والنيجر)، ما كان ليعمِّر ذلك طويلا، وما كان ليدوم أكثر مما دام، مادام أن المال ينفد والنفط نافدٌ لا محالة وإسكات الناس وتلهيتهم بالمخدِّر الموضعي عوض العملية الجراحية، لن يزيد إلا من عمر المرض إلى أن نضطرَّ في الأخير إلى استئصال العضو المتورِّم وربما إلى استئصال أعضاء جد مهمّة في الجسم الحيوي، وهذا ما حدث.

نمتُ على شروع السلطة في وضع آليات الحوار الذي طالما انتظرنا للخروج من الوضعية الحالية، على اعتبار أنه أفضل آليةٍ ديمقراطية رفضها “الديمقراطيون”، لأجد نفسي أغوص في الماضي مع حكومة سلال قبل خمس سنوات. وجدتُ نفسي أنا هو سلال وقد لبست عباءة وعمامة ورحت أخطب من فوق المنبر من المسجد الأعظم، بعد أن دُشِّن قبل أيام من قِبل الشيخ السديس، على أن يصبح ثالث القبلتين ورابع الحرمين”!. ورحت أقول بلغتي العربية المعروفة لدى الإمام سلال، وهذا بعد أن أكل للتوّ الشاب بلال من الآذان: أيتها المسلمون أيها المسلمات الجزائريات. ها نحن “نفتضح” مسجدَنا “الحرام” الذي يحرم على كل إنسان ما صلاش فيه أن يدخل الجنة. لقد بنينا أطول صومعة له وبنينا فيه ثاني كعبة.

الطواف سيكون بين الجامع الأعظم ومقام الشهيد 3 أشواط فقط! مقام إبراهيم قرب مقبرة العالية. نحن نخفِّف المعاناة عن شعبنا ونسهِّل عليه الأمور ونقرِّب الحج من المواطن كما قرَّبنا “الإضارة” منه وأبعدنا عنه الإدارة.. أما وقوف عرفة فسيكون كيما راكم عارفين في سيدي فرج.. المكان الذي أنزل فيه وحيُ فرنسا على أتباعها يوم 5 جويلية 1830.. هناك سيبقى “حجاجاتنا” “المومنين” وحجاجنا “الموامين” يؤمنون بمبادئ الإسلام الجزائري الذي نتبعه! أما يثرب فستكون بالنسبة للغرب في وهران ومسجد بن باديس الأعظم، حيث سيؤمُّه العفاسي. هناك من أراد أن يعفس على روحه فليعفس على أخيه ويتوب إلى الله من كل ذنب. جماعة الشرق عندهم يثرب في قسنطينة وجامع الأمير عبد القادر، أما الحجاج واللي يجيبوا العمرة من أهل الجنوب، فعندهم مسجد توقرت المعظم. عظَّم الله أجرنا وأجركم.. المرفّهين من الناس يمكنهم أن يحجُّوا إلى مكة والمدينة، لكن “الفقاقير” سنوفر لهم الحجّ والعمرة على أرض الوطن، حجّة وعمرة لوكال! أيها المسلسلات.. آآه… أيها المسلمات.. أنتم كذلك، لازم تربطو الحزام وتشدوا مليح.. ماتزيدوش تولدوا يرحم باباكم.. ما عندنا ما نوكلوكم.. ما كانش حليب الأطفال، البقري بعناه، رانا نشريو غير حليب الشكارة رغم كثرة البقَّارة.. البقرة الحلوب ذبحناها والصفراء بعناها واللي تحرث كريناها، ورانا نشريو غير الحليب غبرة نخلطوه مع الماء بمعدل زوج يوطرو ماء في اللتر!

وأفيق على عرق حرارة تمنّيتها أن تنال من عصابة الحراش ليعرفوا معنى حرارة أريفي والعرق الصيفي.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
3
  • نصيحة لله

    تستطيع ان تسخر ممن ظلموك ونهبوا البلاد والعباد ولكن بدون اقحام المقدسات الدينية في الموضوع
    (مايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد)

  • محمد

    بهذه اللغة التي مسختموها تنوون إخراج عبيد فرنسا وأعلامها.لا الدين الإسلامي وقرتموه ولا اللغة العربية حميتموها من الموبقات.هذا الجيل الذي لم يكن من بقايا الاستعمار هو الذي تطبع على الفساد في البر والبحر ليس فقط بنهب ما حبانا الله به من عائدات المحروقات كما فعل سلال وأويحيا ومن تبعهم من تربوا على اللصوصية وانعدام تبني مكارم الأخلاق.صحيح إنهم وجدوا الفرص مواتية لطبائعهم لأن الجهلة نصبوا على رأس دولة الشهداء من عرف عند العام والخاص باختلاس أموال الدولة يوم كان وزيرا مفضلا لدى بومدين الذي ما زال يعبده التبع.ونحن نتجادل حول تاريخ الخيانة في بلدنا نجد الحراك دخل في هيستيريا فازدادت جرائم المافيا قوة

  • KBB

    عدت الى افتك