عطشى يغلقون طريق بجاية – سطيف.. ويوم أسود لزوار الولاية 06

واصل بعض سكان الجهة الساحلية لبلدية بوخليفة شرق بجاية، الإثنين، غلقهم للطريق الوطني رقم 9 الذي يربط بجاية بولاية سطيف بالمكان المسمى “بيكا 10” لليوم الثاني على التوالي، وذلك بعد غلقه في اليوم الأول لفترة قصيرة، حيث يطالب المحتجون بإنهاء أزمة المياه الصالحة للشرب التي يعيشونها حتى ونحن في فصل الصيف، مع الإشارة إلى أن مقر ذات البلدية قد أقفل هو الآخر لليوم الثاني من طرف سكان قرية موزايا لنفس المشكل.
خلفت هذه الحركة الاحتجاجية المتزامنة مع الموسم الصيفي، فوضى حقيقية على امتداد الطريق الرابط بين عاصمة الولاية ومدينة تيشي شرقا، بعدما شل المقطع المذكور في وجه حركة المرور، الأمر الذي أدى إلى تشكل طوابير غير منتهية من المركبات التي تسير في كل الاتجاهات بأمل الإفلات وتجاوز نقطة الغلق، حيث قضى في هذا الصدد مستعملي الطريق المذكور، على رأسهم زوار الولاية، يوما أسود تحت أشعة الشمس المحرقة، حيث لم يجد في هذا الصدد المئات من السائقين، الذين علقوا بمركباتهم وسط الازدحام، من حل أمامهم سوى الصبر في انتظار نزول الحلول السحرية التي ستسمح بإعادة فتح الطريق في ظل غياب المسالك الثانوية التي قد يستنجد بها السائقون في مثل هذه الحالات، خاصة أن الأمر يتعلق بعائلات بأكملها علقت وسط الطريق، ذنبها الوحيد أنها اختارت هذه الولاية من أجل قضاء عطلتها الصيفية، وذلك بعد عام طويل وشاق، لكن على ما يبدو فإن هموم الحياة لا تزال تلاحق حتى الذين تركوا منازلهم بحثا عن الراحة.
وقد اضطر المئات من المسافرين، شبابا وشيوخا، رجالا ونساء إلى مواصلة الطريق سيرا على الأقدم تحت أشعة الشمس المحرقة، فيما لم يتمكن آخرون من الولوج إلى شواطئ المنطقة على غرار أشرشور وجوة والمغرة، جراء الازدحام المروري المتشكل الذي امتد إلى غاية مدينة تيشي، فيما غاب ككل مرة المسؤولون المعنيون بهذه القضية عن الميدان.
ففي الوقت الذي يطالب فيه سكان المنطقة بتوفير المياه الصالحة للشرب، فإن آخرين يتعذبون على طرقات الولاية وذلك بعدما فشل المكلفون بتسيير شؤون هذه الولاية في أداء واجبهم، بعدما فشلوا في توفير أدنى ضروريات الحياة للمواطن على رأسها المياه الصالحة للشرب، التي من العيب أن تنقطع عن منازل المواطنين بالنظر إلى الثروة المائية الهائلة التي تزخر بها هذه الولاية الساحلية.