-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

عطلة سعيدة!

باري لوين
  • 1513
  • 1
عطلة سعيدة!

في سنة 1739م، كتب القسُّ البريطاني ويليام كلارك رسالة لصديقه السيد بوار الذي يعيش في مدينة بريتهلمستون Brighthelmstone، وهي مدينة صيد وتجارة صغيرة على الساحل الجنوبي للمملكة المتحدة، قال فيها “نحن الآن نأخذ حمام شمس على شاطئ البحر.. وعملي في الفترة الصباحية هو السباحة، وبعدها أذهب لشراء السمك. أما في المساء، أركب الخيل وأستمتع بمشاهدة المخيمات التاريخية الأنجلو سكسونية”.
قال القس كلارك إنه هو من ابتكر العطلة على شاطئ البحر في بريطانيا، فقد كانت بريتهلمستون، طيلة العقود الثلاثة الماضية، منتجعا سياحيا رائجا. وما تزال إلى اليوم تُعرَف تلك المدينة باسم برايتون Brighton.
لا جديد تحت الشمس كما يقال، وخاصة عندما تكون الشمس مشرقة وساطعة، فليس هناك مكانٌ يضاهي الشاطئ لقضاء عطلة الصيف.
لقد ذهبتُ أنا وعائلتي في زيارة سياحية إلى مدينة بجاية. وأود أن أغتنم هذه الفرصة وأشكر السيد والي ولاية بجاية وكل المواطنين الذين التقيتهم على حفاوة الترحيب. ولو كان القس كلارك معنا في تلك الرحلة لكان قد رأى نفسه في النشاطات التي قمنا بها، من جولةٍ في القارب في عرض البحر، حيث رأينا الميناء الجديد هناك، وأكلنا السمك الطازج ومشينا إلى غاية “يما قورايا” و”كاب كاربون” واستمتعنا أيَّما استمتاع بالمناظر الخلابة وبالآثار التاريخيةً هناك.
وخلال الأشهر الأولى التي قضيتُها بالجزائر، زرت مناطق أخرى كانت آية في الجمال منها شواطئ رائعة، ومدن تاريخية، وآثار رومانية ومواقع إسلامية.
وكان القس كلارك محقا حين قال إن العطلة أمرٌ مهم جدا للفرد؛ فقد بيَّنت الدراسات أن العطلة تقلل من التوتر وتزيد من المردودية في العمل، وذلك أمرٌ جيد بالنسبة للأفراد وللشركات على حد سواء. ففي بريطانيا الحد الأدنى للعطلة هو 28 يوماً في السنة، كما تلزم وزارة الخارجية المديرين بتسهيل العطل المستحقة للموظفين.
وتزيد العطلة أيضا من الابتكار عند الموظف، فقد أظهرت الدراسات أيضا أن المخ يشتغل بفاعلية أكثر عندما يأخذ قسطا من الراحة إذ تسهِّل عليه توليد أفكار جديدة. كتب الشاعر دافيسWH Davies في هذا الصدد وقال: “ما معنى الحياة إذا لم تكن مليئة بالرعاية والاهتمام، فليس لنا وقت للوقوف برهة والتأمل فيما حولنا”.
“What is thislife if, full of care, We have no time tostand and stare”.
تعدُّ العطلة فرصة للمِّ شمل العائلة. أتذكر حتى اليوم العطل على شاطئ البحر ببريطانيا والتي قضيتها مع عائلتي عندما كنت صغيرا، ومشاركة أقاربي السباحة في مياه البحر الباردة (جدا!)، وبناء القلاع على الرمل وأكل السمك والبطاطا على الشاطئ حتى ولو كان ذلك تحت المطر.
ومع حلول موسم الاصطياف أنتظر بفارغ الصبر أن ألتقي مع عائلتي في المملكة المتحدة. سأذهب في عطلة إلى بلدي وآخذ إجازة من كتابة مقالاتي في جريدة “الشروق” لأستأنف الكتابة في شهر سبتمبر إن شاء الله. أتمنى لكل الجزائريين عطلة مريحة وسعيدة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • توتة في المريخ

    مخطئ من يظن ان اسباب السعادة كلها في الظروف الخارجية من مال وبنين وصحة فالسعادة تعتمد على النفس اكثر مما تعتمد على الظروف و في الناس من يشقى في النعيم ومنهم من ينعم في الشقاء وبراي ان الحياة فن وباستطاعة الانسان ان يتغلب على جميع المصاعب ويخلق السرور من حوله ولعل من اسباب الحزن ضيق الافق وكثرة تفكير الانسان في نفسه كانها مركز العالم وكأن الشمس والقمر والنجوم والبحار والامة والحكومة والميزانية والسعادة والرخاء خلقت لشخصه و هذا -من غير ريب- يوجب الحزن والبؤس نتمنى لك عطلة سعيدة مع العائلة والقلب دعيلك