-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
زواج المصلحة في مجتمعنا:

عقد صفقات لضمان مستقبل مريح

صالح عزوز
  • 3561
  • 7
عقد صفقات لضمان مستقبل مريح
ح.م

لم يبق الزواج عند الكثير من العائلات كما كان في الماضي، وهو البحث عن الزوجة الصالحة والزوج الصالح، انطلاقا من عدة معايير، وهو الأصح في هذه الرابطة، من أجل تشكيل أسرة مبنية على الحب والتفاهم بين الطرفين، والتعاون من أجل سعادتهما وسعادة أولادهما، حيث ظهرت إلى الوجود معايير أخرى، مادية أكثر ما هي معنوية، من أجل ضمان مستقبل مادي مريح، كما يعتقد الكثير من الناس. لذا، تحول الزواج عند بعض الأسر، إلى صفقات للبيع، إن صح القول، لا رابطة مقدسة قائمة على الود والاحترام.

تختار الكثير من الأسر، حينما يتعلق الأمر بتزويج الولد أو البنت، المصلحة المادية لكليهما، سواء بالبحث عن أسرة أخرى ثرية أو ذات مال وإرث مادي وفير، أم تلك الأسر ذات السلطان والمكانة في المجتمع. وهذا، خوفا من المستقبل، كما يعتقد الكثير من الناس، في ظل الكثير من الظروف الاجتماعية الحاصلة، وكذا التغيرات التي قد تطرأ على العلاقة الزوجية مستقبلا. هذا، ما أدى إلى تغير معايير الزواج في مجتمعنا، وأصبحت حظوظ الزواج بين شابين تخضع إلى طلبات مادية أكثر من شيء آخر، حتى ولو لم يكن هناك توافق كامل بين الطرفين، إلا أن المادة كما يقال هي التي تحل محل الكثير من الأشياء، وتغطي هذا النقص بينهما، لأن الزواج منذ البداية كان قائما على مصلحة مادية ظاهرة للعيان، فلا داعي للبحث عن ذلك التوازن بين الزوجين.

المال هو ما يصنع السعادة وليس العكس

تؤمن في الغالب هذه الأسر التي تبحث عن المصلحة المادية في الزواج، بأن المادة هي التي تصنع السعادة وليس العكس. لذا، فمهما يكن، فإن المال، مع مرور الوقت، سوف يصبح هو القائد في هذه العلاقة الزوجية، وليس الحب والثقة وغيرهما من المعايير التقليدية، التي كانت في ما ما مضى. لذا، فالبحث عن مصلحة البنت أو الولد في الزواج، لا يقتضي أن تكون مرتبطا بمعايير معنوية، لم ولن تقاوم مع مرور الوقت، حين لا تكون الأسرة مرتاحة ماديا. لذا، فزواج المصلحة بين الأسر في اعتقاد هذه الأسر هو الأصح، بعيدا عن فلسفة الحب التي نراها اليوم.

وأصبح هذا الزواج تقليدا عند الكثير من الأسر في مجتمعنا، معروفا عندها. لذا، لا يمكن بكل حال من الأحوال، أن تتزوج أو تزوج هذه الأسر، من أسر أخرى أقل مالا أو شأنا في المجتمع، فلا حظ للفقير أو الموظف البسيط، للتقرب منها أو حتى التفكير في ربط علاقة مصاهرة معها.. فمعيار التواصل قائم على الثراء لا على قيم أخرى، مثل المكانة العلمية أو الشهادة العليا، فقط ما تحمله في جيبك أو رصيدك في البنك، وكذا تأثيرك في المجتمع، أي سلطانك ومكانتك الاجتماعية حتى ولو كنت صعلوكا.

 أصبح هذا الزواج اليوم قائما على الثروة والرصيد البنكي والسلطان، لا على الحب والثقة والاحترام، والسبب هو اعتقاد الكثير من الناس ضمان المستقبل، من خلاله للولد أو البنت على حد سواء.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
7
  • مستغرب

    هذا المقال يجيب عن اسباب ارتفاع نسب الطلاق لاسباب تافهة اخرى
    لكن السبب الرئيسي الطمع والماديات
    الزواج لم يعد هدف بل مصلحة لمعظم شباب وفتيات اليوم
    والمصلحة تنتهي يوما ما مهما كان الطرفين يتمعتان بكل ما يطلبه الطرف الاخر
    اما الهدف يستمر مهما كانت الظروف و بجميع الاحوال
    تنطبق على هذه الزيجات اية بنفس المعنى تقريبا بقول الله تعالى :
    " افمن اسس بنيانه على تقوى من الله و رضوان خير امن اسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به نار جهنم والله لا يهدي القوم الظالمين " .

  • زواج المصلحة

    زواج المصلحة هههه

  • كلمة انصاف

    فكرتني بخالتي الجوهر كي كانت تحاجيلنا زمان على حبحب رمان و سماع الندى ... ههههههه

  • مجرد راي

    السلام عليكم، لقد راقتني طريقة كتابة المقال التي تتسم بالواقعية إلى أبعد الحدود، فهي تصف الحالة الذهنية للمجتمع الذي نعيش فيه، ربما هذا ما قصده نبينا الكريم باتباعنا اليهود و النصارى، فاليهود يزوجون من أجل المادة و النصارى من أجل الجمال الذي يعتبر ايظا ماديا، ماذا يا ترى جراء ذلك؟ يحدث الفساد العظيم كما جاء في السيرة عقوبة للفساد المفتعل من قبلنا و الذي لا يحبه الله كما جاء في كلامه. الفتنة و الفساد الكبير، فالفتنة متعلقة بالناس الفقراء الذين سوف ينكبون على سبل الكسب الحرام و تصبح الحياة لا تطاق، و للاسف سنهلك وفينا الصالحون، و هم الفئة المضطهدة، كما رد خير البرية على سؤال امنا عائشة.

  • قناص

    اذا أتاهم رجل لديه المال يزوجونه حتى و لو كان فاسد و يسكر ووووو..و يتحججون بمقولة ..ربي يهديه و يتوب عليه ....أما اذا كان الرجل إبن ناس و محترم لكنه فقير ماديا فيكون الرفض لأنه رايح يعيشها في الهم
    يا منافقين أليس الهادي و التواب هو الرزاق ?؟!

  • CDVH

    الهدف من العيش في هذه الدنيا هو العمل لدار الاخيرة. هذا هو الهدف الاسمى هو دخول الجنة. و اذا علمت ان هذا هو الهدف من وجودك يجب عليك ان تحرص كل الحرص لتحقيقه. و بما ان الزواج ميثاق غليظ و مشروع حياة فيجب ان يكون اختيارك لشريكك من منطلق انه ذلك الشريك الذي يعينك على تحقيق هدفك و ليس العكس. و لهذا يكون المعيار الاساسي لختيار هو الدين و الخلق
    قال صلى الله عليه وسلم: " إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير " رواه الترمذي وغيره. و قال (ص) في الحديث الصحيح : "تنكح المرأة لأربع : لمالها ، ولحسبها ، وجمالها ، ولدينها ، فاظفر بذات الدين تربت يداك" .

  • كلمة انصاف

    في هذه المعادلة الخطيرة الجميع لم يحسب حساب الضيف كوفيد ... الكل يكره كوفيد ولا يريد صداقته فالكل يراه شرير...