-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
لا تفقدي اعصابك..

عليك أن تفهمي.. هو ليس كأي زوج!

نادية شريف
  • 1787
  • 1
عليك أن تفهمي.. هو ليس كأي زوج!
ح.م

تفقد المرأة أعصابها أحيانا ويفيض كأس صبرها لدرجة تكون فيها قادرة على إسماع زوجها ما لم تقله له من قبل، وفي غمرة تمردها وقسوة ألفاظها يأخذ مجرى تحاورهما أو خصامهما طابع المقارنة بفلان وعلان، وكأنها تريد أن تقول له بطريقة أو بأخرى بأنه لم يرق لمستوى أحلامها وتطلعاتها، وبأن غيره أحرص على علاقته بزوجته، فيفهم هو بأن فلانا أفضل منه في نظرها ويكبر حجم الخلاف بينهما ليصل درجة القطيعة أو الهجر أو حتى الطلاق.
“أنظر زوج فلانة كيف يحبها ويخرجها للتنزه ويشتري لها الهدايا و…. إلخ”.. “لماذا لا تفعل مثل زوج فلانة”.. “فلان يلاعب أولاده يوميا ويدلل زوجته وأنت لا تلتفت لنا”.. هي مجرد كلمات قد تنطقين بها بعفوية خالصة كي يشعر بوجودك، وربما عن قصد كي تأخذه الغيرة فيهتم بك، ولكنه على النقيض من ذلك قد ينعزل مع أفكاره ويصور له شيطانه بأنك غير راضية به وبأنه كرجل لا يقنعك، وهنا مكمن الخلل وسبب المشكل الذي يوصل العلاقة الزوجية إلى الهاوية، ونحن لا نريد ذلك لك، وأملنا أن تحسني التصرف مع زوجك كي تحفكما أزهار السعادة وعطور الفرح.
أنت لست على خطأ تماما سيدتي، لأن تجاهل الزوج لمسؤولياته وتملصه من آداء واجباته، وعدم تقديره لتضحياتك، وانشغاله الدائم عنك، كلها أمور تستفز مشاعرك وتدفعك للتصرف على غير طبيعتك، لكن مهما بلغ بك الحقد عليه لا تلجئي لأسلوب المقارنة الرخيص لأنه لا يؤتي ثماره كما تتوقعين ولا يجعله يتغير كما تأملين وإنما يدمر زواجك من حيث لا تشعرين، وأنت بالتأكيد لا تريدين هذا.. لا تريدين خراب بيتك ونفور زوجك منك وشعوره بالاستياء العميق منك.
أنت ربما ضحية الإهمال واللامبالاة والانشغال، وربما يقتلك الفراغ العاطفي وتحرك دواخلك الغيرة المقيتة المخيبة للآمال، أو تكونين غير مقتنعة بزوجك وتتمنين غيره من قلبك، ولكنك لا تصرّحين بهذه الأهوال.. أسباب كثيرة قد تدفعك دفعا للمقارنة، ولكن رجاء قبل أن تفعلي ذلك راجعي حساباتك جيدا وفكري في النتائج ما ستكون.. فكري ألف مرة قبل أن تنطقي كلمة كالجمرة تحرق قلب زوجك “المغبون”.
إن العلاقات عزيزتي الزوجة لا تبنى بالغصب وسعينا لتغيير بعض التصرفات التي لا تعجبنا يكون بأسلوب يطبعه اللين والعتب، بل إن الصواب هو تقبل الآخر كما هو واعتماد الحوار الراقي في كل المجالس معه وليس الغضب.. الصواب عزيزتي هو الرضا بقدرك واحتضان آلام زوجك فلربما لديه مشاكلا تجعله يتصرف على غير طبيعته أو بطريقة لا تعجبك مع أنه يكن لك كل الحب.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • بوعبدالله

    مقال قيّم يدل على فهم عميق للأمور و يفيد اللائي يعانين من أزواج يدّعون أنهم مسلمين و لا يعرفون من الإسلام بشأن أزواجهم إلا "الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ..." و قد علموا قول النبي صلى الله عليه وسلّم :”خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي“ ولم يلهمهم ذلك خيرا.