-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

عليّ.. عظيمٌ ترك الجزائر في حيرةٍ بعد وفاته!

محمد شيدخ
  • 434
  • 0
عليّ.. عظيمٌ ترك الجزائر في حيرةٍ بعد وفاته!
ح.م

 لا أدّعي معرفة الرجل عن قرب، ولكن معرفتي به كانت كسائر المواطنين والمشاهدين من خلال إطلالاته عبر الشاشة إما مكرِّما للمشايخ والعلماء أو مشرفا على مسابقة قرآنية كمسابقة مزامير داوود وغير ذلك من النشاطات الإعلامية والدينية المتنوعة التي تستقطب الكثير من المتتبعين والمحبين.

 عرفته أكثر من خلال تعاملي مع “الشروق اليومي” ككاتب في ركني الإسلاميات والرأي إذ كانت البداية باتصالي بالجريدة مباشرة عبر الهاتف طالبا نشر مقالاتي عبر أعمدة الجريدة واستقبلني على الخط الأستاذ الفاضل “حسين لقرع” ورحّب بي أيما ترحيب وشجَّعني على خوض غمار هذه المعركة.. معركة الفكر والكلمة وتم نشر مقالاتي بكل يُسر وتحفيز، الشيء الذي لم أجده في بعض الجرائد التي أردت التعامل معها، فهذا الاحتواء وهذا السلوك الحضاري الجامع وغير الإقصائي وهذه البساطة والانفتاح على المجتمع والمشجع للكتَّاب والباحثين الذي تتعامل به الجريدة والمغروس في سلوكيات الصحافيين هناك والمتجذر في أخلاقياتهم تكريسا للعلم والمعرفة والإعلام الهادف لا يمكن إيجادُه بيسر إلا إذا كانت تلك القيم الأخلاقية السامية والرفيعة وهذه الاحترافية في التعامل الصحفي محمولة ومركزة في شخصية ونفسية المسؤول الأول عن الصحيفة أي المرحوم علي فضيل، وكما تقول العرب قديما “إن الطيور على أشكالها تقع” فتجلت هذه القيم في الطاقم الصحفي العامل معه والذي يحمل بالطبع قواسم مشتركة مع هذا الرجل العظيم فالفضل للمبتدئ وان أحسن المقتدي ويحضرني هنا قول “بول فاليري” فيلسوف المدرسة الرمزية: “الرجل العظيم هو من يترك الناس في حيرة بعد وفاته”، وأستاذنا علي فضيل ترك الجزائر حائرة بحق بعد وفاته وأدرك الناس جميعا بأنه كان بيننا رجلٌ من الرعيل الأول فقدناه، فرجاؤنا من الله أن يرزقنا رجالا مثله قد يعيدون لنا مجدا أضعناه، وكيف لا وكل ما قيل عنه وما كتب يرسم سمات الرجل المتشبع بالوطنية والمتيم بالعربية والخادم للقرآن والحامي لحق الضعفاء والأيتام والمغدق عليهم مما أتاه الله والمحسن إلى من يقصده في كل حال، رجل غلب تواضعه وطيبته على سلوكه وتجلت بساطته أمام مرؤوسيه في العمل وكافة الناس في حيه وبلدته فالرجال كلهم يتشابهون في الأقوال فلا نميز بعضهم عن بعض إلا بالأفعال، وما قدمه الرجل يعلمه العام والخاص والرجل العظيم تظهر عظمته في طريقة تعامله مع البسطاء، وحسبي ما رأيناه من خلال ذكر مناقب وخصال الرجل في هذه الأيام إذ أدركنا أن خلقه وتواضعه أورث المحبة في محيطه وخير ما اختم به قول الشاعر.. حسبوك غبت وأنت فينا شاهد تجلو بنهجك كل درب معتم.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!