-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
المسيرة تتواصل بنفس جديدة

علي فضيل لم يمت.. روحه حاضرة مع أسرته وموظفيه

كريمة خلاص
  • 1391
  • 0
علي فضيل لم يمت.. روحه حاضرة مع أسرته وموظفيه
ح.م

عام كامل ينقضي على رحيل المرحوم علي فضيل، مؤسس مجمع “الشروق” الإعلامي وروحه النابضة.. عام مرّ حزينا كئيبا مظلما على أسرته وأهله وأحبائه وموظفيه.. غاب فيه المرحوم جسدا، لكن روحه بقيت حاضرة في كل الأركان والزوايا وفي كل شبر من مؤسسات المجمع الذي ترك فيه أثر طيبا يتحاكاه الجميع.

وعلى مدار هذه الفترة حاول جميع الشروقيين مواصلة المسيرة ورفع التحدي عاليا لتمكين المجمع من الحفاظ على ريادته ومكانته الأولى وطنيا بأنفاس جديدة مسحت فيها العائلة المسيّرة الدموع وشقت طريقها للعمل، فكان لأبناء الراحل وإخوانه مسؤولية كبيرة في استلام المشعل والمضي قدما بالمجمع.

بعد عام.. علي فضيل لا يزال في مكتبه

دخلنا غرفة المكتب الفسيح للرئيس المدير العام للشروق التي تضم طاولة اجتماعات كبيرة ومكتبا خاصا فإذا به أوّل من استقبلنا ببشاشته المعهودة.. صورته أول ما يقع على العين ومكتبه لازال يحتفظ بأوراقه وملفاته وبلافتة ذهبية تحمل اسمه.. إلى جانب اسم ابنته سلسبيل، حتى أشياءه الخاصة ووشاحه الذي كان معلقا على حامل المعطف إلى جانب وشاح الجزائر التي سكنته إلى آخر أنفاسه.. كل شيء ظل وفيا للرجل في عين المكان وكل شيء يوحي لك بأن علي فضيل لا يزال موجودا في مكتبه وروحه حاضرة مع الجميع.

بثينة فضيل: كنا مجبرين على الاستمرارية ونستمد طموحنا من والدنا

 ترى بثينة فضيل البنت الكبرى ومديرة البرمجة على مستوى القناة أنّ الاستمرارية في تسيير مجمع الشروق وحمل المشعل كانت إجبارية ولا اختيارية فالظرف والوضع والإرث الفكري والإعلامي يحتم ذلك، وقالت بثينة: “كنا ندرك جيدا أن ما ينتظرنا ليس سهلا أبدا وأنه محفوف بالعراقيل والصعوبات والمضايقات، لكننا في كل مرة نحاول تفادي الوقوع في الأخطاء لأن أعداء النجاح يترصدون في كل مكان وفي كل حين، وكان لنا في احتكاكنا مع الوالد فرصة لأن دم الإعلام في عروقنا ورضعناه منذ نعومة أظافرنا لذا حرصنا كثيرا على الاستثمار في طموحنا مستلهمين ذلك من طموح الوالد رحمه الله فنحن نتعلم منه الصمود والشموخ وروحه حاضرة معنا وبها نواصل المسير”.

ولأنها الأخت الكبرى تقع عليها، كما صرحت به، مسؤولية كبيرة عائليا في احتواء ألم الإخوة ومساندتهم ودعمهم لبعض وكثيرا ما نواسي بعضنا لنتغلب على حزننا الذي لا يزال يسكن أعماقنا..

وتضيف بثينة: “حياتنا العائلية والمهنية تغيرت 180 درجة، فالعمل بات يأخذ من وقتنا الكثير لنثبت أننا أبناء رجل فريد ونستحق أن نكون كذلك وأننا على نهجه ودربه سائرون فقد اكتسبت في هذا العام بالممارسة تجربة سنوات لم أكسبها طيلة سنواتي السابقة تعلمت أيضا الصبر والتريث في التعامل مع الأفراد، وأن أقف على أدق التفاصيل لأن صورة الشروق وسمعتها تحت المجهر، خاصة في العمل”.

سلسبيل فضيل: الحمل ثقيل لكننا سنكون على قدر المسؤولية

بكثير من التأثر تحدثت سلسبيل فضيل المديرة العامة لقناة الشروق عن رحيل والدها علي فضيل وكيفية استقبال الخبر الصاعقة، كما وصفته، وعن الأيام والأشهر الأولى من فقدانه حيث قالت “وفاة الوالد كانت صدمة كبيرة جعلتني أحس بالعجز وانتابتني أفكار يائسة برحيل أساس البيت والحضن الدافئ ومصدر الأمان وكأن الدنيا كلها توقفت ولم يعد لها معنى”

وأضافت: “بعد وفاة الوالد أصبنا بانهيار تام لقد نزل علينا خبر الموت كالصاعقة، غير أنني استمددت الطاقة من الوالدة حفظها الله.. هي من ضخت فينا القوة والطاقة الايجابية وحثتنا على الاستمرارية، فقد كانت تذكرنا دوما أن الشروق لم توجد في رمشة عين بل هي ثمرة سنوات كفاح ونضال وبناها المرحوم طوبة بطوبة وحفي لأجلها وليس من السهل التخلي عليها.. عندها فقط قلت انه يتعين علي ان ابذل قصارى جهدي لاحتفاظها بريادتها في الساحة الإعلامية.”

وبنبرة الواثق من نفسه أكدت سلسبيل أنها رغم سنها ورغم استصغار البعض لكفاءتها إلا أنها خاضت التحدي ورفعته عاليا وهنا قالت: “لا أخفيك أنه مرات عديدة كنت أشك في أنّ شابة مثلي في الـ 26 من العمر ستقدر على حمل ثقيل ومسؤولية كبيرة، خاصة وأن سيناريو حياة المرحوم كان يتكرر في مخيلتي في كل مرة مع ما فيه من كثرة الضغوطات، لكنني كنت أقوّي إيماني وأتوكل على الله وأستجمع نفسي وألملم حزني”..

ومع مرور الوقت والأشهر، اتضحت الرؤية لـ”المديرة الصغيرة” وتعلمت وتكونت من خلال الممارسة ومن خلال استحضار جميع توجيهات والدها الذي كانت تحتك به مهنيا وتعود إليه في مختلف القرارات أثناء تسييرها للوكالة الإشهارية “ميديا سانس” وساعدها في ذلك، كما قالت، مؤهلاتها العلمية والمهنية.

والدتي وعمي الحاج رشيد أكثر من ساعدنا وشكرا لموظفي الشروق

عبرت ابنتا المرحوم علي فضيل سلسبيل وبثينة عن عميق شكرهما لعمال وموظفي المجمع الذين ظلوا أوفياء لذكرى المرحوم وذلك لمختلف أفراد العائلة والأهل والأحباب ممن أحاطوهم بالدعم والتضامن، كما عبرتا عن امتنانهما لوالدتهما وعمهما الحاج رشيد فضيل اللذين زرعا فيهما الأمل والثقة بالنفس لرفع المشعل ومواصلة المسيرة وتقول سلسبيل: “تعد الوالدة حفظها الله من جنود الخفاء من خلال تحفيزها ودعمها بالأفكار والتذكير دوما بعدم الفشل أو الاستسلام، إلى جانب توجيهات “عمي الحاج رشيد” الذي وجدت فيه السند والكتف الذي اتكأ عليه ويعينني ويرشدني حيث نتشاور دوما على أهم المسائل التي قد تشكل بالنسبة لنا حجر عثرة”.

بدورها قالت بثينة إن والدتها كانت ولا تزال مصدر الطاقة التي تنبعث منهم وإنها تسهر على توجيههم وتشجيعهم ومساندتهم في أصعب الظروف وكلما تملكهم العجز أو الضعف إلى جانب العم رشيد فضيل الذي يقف إلى جانبهم باستمرار.

بثينة وسلسبيل: كنا نمسح الدموع ونلتحق بالعمل

بدأناها صعبة جدا ولم نكن نعرف من أين ننطلق ومن أين سننتهي لم نستطع الحزن براحتنا ولم يكن لدينا الوقت أصلا للحزن.. كنا نمسح دموعنا ونلتحق بالمكتب وصوب أعيننا هدف واحد “المحافظة على مرتبة الشروق رقم واحد “نامبر وان” باعتبارها اكبر قناة تحوز نسبة مشاهدة عالية”.. هكذا ردت ابنتا الراحل علي فضيل سلسبيل وبثينة على استئنافهما العمل في مؤسسة والدهما حيث قالت بثينة: “لم يكن لدينا الوقت للحزن كنا نمسح دمعة ونمد خطوة للأمام، فالشروق إرث فكري وأمانة في أعناقنا ولا بد علينا أن نوصلها إلى أعلى المراتب”. وأردفت شقيقتها سلسبيل: “أسهر الليل واعمل لساعات طويلة المهم أن أفرح المرحوم في قبره وأن تبقى الشروق في أعلى المراتب والحمد لله ظلت الشروق واقفة وستظل كذلك”. وأضافت سلسبيل: “فعلا لم أتمكن من الحزن لأن المحافظة على الريادة لمجمع إعلامي بحجم الشروق يتطلب العمل والكد.. وبعد 3 أشهر بالتمام وبعد ضياع وتيه قررت بدعم من عائلتي أن ألتفت إلى مواصلة مسيرة الكفاح والنضال التي بدأها الوالد وكان لي في خبرتي المتواضعة في تسيير وكالة ميديا سانس فرصة لشق طريقي، كما أن احتكاكي بالوالد ونصائحه لي في كل مرة كان رصيدا إضافيا لي، فقد لقنني رحمه الله الإنسانية في التسيير وحسن التدبير في تسوية الخصومات وسوء المفاهمات، خاصة في مجال الإعلام والذهنيات المختلفة.. علمني رحمه الله كيف أفرق بين المحبين المخلصين وبين الخائنين اللئيمين.. وبعد فترة تعودت وتأقلمت مع الذهنيات”.

سنحتفظ بالوصفة السحرية للمرحوم والتسيير الإنساني للمجمع

أكّد “خلفاء” علي فضيل أنّ صدق المرحوم ونيته الخالصة وصدقاته التي لم تكن تنتهي ولم يكن يعلم بها الغير.. هي سر نجاح المؤسسة وريادتها وتجاوزها لعديد الأزمات والصدمات، فأفكاره وتوجيهاته دوما تحضرهم ودوما تكون مصدر إلهامهم في قراراتهم إلى جانب توجيهات الحاج رشيد الذي تتم استشارته في كل الأمور المهنية وبعض من ذوي الخبرة المقربين، كما أكدته بنتاه سلسبيل وبثينة.

وتضيف سلسبيل: “المرحوم كان معروفا بطيبة قلبه وصدقه إلى أقصى درجة.. كان لا يخرج من مكتبه شخص متخاصم إلا وهو مبتسم ضاحك.. كان يعرف كيف يرضي الناس ويلين القلوب ونحن كما كان سنواصل نفس السيرة ونفس الدرب”.

أمّا بثينة فتقول: “في كل مرة تصادفنا صعوبة اتخاذ القرار أو الحيرة فيه نتصور لو أن المرحوم كان معنا أي قرار كان سيتخذ ومباشرة نتعامل مع الأمر وفق المبادئ الأساسية الكبرى لتسيير الوالد رحمه الله”.

وبالنسبة للمرحلة المقبلة فقد أفادت سلسبيل فضيل “هدفنا في الوقت الحاضر العمل على جودة التقنيات في الصورة والصوت والمضمون والديكورات وإثراءه، فالمنافسة شرسة وفي أوجها.. حاليا اهتمامنا وتركيزنا على المحتوى خاصة وأن شهر رمضان على الأبواب فنحن نفكر في برامج مناسبة ولائقة للعائلات الجزائرية لذا يجب العمل بجد وبقوة”

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!