-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
سكان يشتكون من وضعها بقسنطينة

عمارات مهجورة تتحول إلى أوكار للدعارة

الشروق أونلاين
  • 1665
  • 0
عمارات مهجورة تتحول إلى أوكار للدعارة
أرشيف

مازال حال المئات من السكنات التي تم تسكين قاطنيها بين مدينتي ماسينيسا وعلي منجلي، منذ أكثر من عشر سنوات، يراوح مكانه في عاصمة الشرق قسنطينة، فلا هي رُممت ولا هي هُدمت ولا هي حُصّنت حتى لا يقتحمها المواطنون والنازحون وخاصة الشباب.

“الشروق” زارت عمارات حي بوذراع صالح المهجورة، التي تضم 700 شقة، وهي وعمارات يعود إنجازها إلى سنة 1957 في العهد الاستعماري وتتكون من شقق صغيرة من غرفة واحدة، سكنها الجزائريون من القادمين بالخصوص من جبال ولايتي جيجل وميلة مع بزوغ الاستقلال، واعتبرت بعد ذلك وصمة عار، فتم إسكان قاطنيها، على أن يتم هدمها لاحقا، بينما اقترح آخرون ترميمها وتحويلها إلى إقامات جامعية أو سكنات فردية لعناصر مصالح الأمن الوطني.

وكان لكل وال يمر على قسنطينة رأي في الأمر، فاجتمع الوالي الأسبق عبد المالك بوضياف بالمسؤولين الولائيين عن الأمن الوطني، واقترح تحويل المكان إلى روضة حقيقية، يبيت فيها رجال الأمن القاطنون خارج الولاية، ثم طوى الملف، ليفتحه نور الدين بدوي بعد أن وصلته شكاوى من سكان الحي بعد أن تحول إلى أوكار للمنحرفين يتعاطون فيه المشروبات الكحولية والمخدرات ويُخزن فيه اللصوص مسروقاتهم ويهدد أمن سكان المنطقة، فأمر بهدمه بالكامل وتحويله إلى مكان للتنزه، ثم جاء وال آخر هو كمال عباس الذي طالب بإعادة الخبرة لمعرفة إن كانت هذه العمارات آيلة للسقوط أم لا، ثم أطلّ وال آخر يدعى حسين واضح الذي أمر بالتهديم الفوري لهذه العمارات وأكثر من ذلك اتفق مع مقاولة عمومية من مدينة الشلف في سنة 2016 لأجل تهديمها وقال بأن أمر التهديم مسألة وقت فقط، وبلغ عدد الولاة الذين فتحوا الملف وأغلقوه تسعة، وكان كلما مرّ الوقت إلا واقتحمت مزيد من العائلات شقق هذه العمارات، أما الطوابق السفلية فجميعها تحولت إلى أوكار للدعارة وتعاطي المخدرات أمام أنظار المواطنين الذين قدموا المئات من المراسلات والتي لا ينالون بعدها أكثر من وعود شفوية من البلدية أو من الولاية وهما الهيئتان اللتان تتقاذفان التهم وكل منهما ترمي الكرة للأخرى.

الأمر لم يتوقف عند هذا الحي وشققه الـ700، والذي صار أشبه بالقنبلة الأخلاقية التي قد تنفجر بين الحين والآخر، بل بلغ حي بن بولعيد القريب من حي 20 أوت بقسنطينة في قلب المدينة، حيث أكدت الخبرة بأن 12 عمارة يتهددها السقوط بسب انزلاق التربة وقدم البنايات، فتم ترحيل المئات من العائلات إلى سكنات جديدة في المدينة الجديدة علي منجلي، وقامت مصالح البلدية بسد أبواب الشقق بالآجر فقط، ولم يمض شهر على الترحيل حتى تم احتلال هذه السكنات الآيلة للسقوط من غرباء ومن المئات من الشباب المنحرف الذي حوّلها إلى مكان للسهر والمبيت في ممارسة القمار والرذيلة والدعارة ومنهم من استعان بالإنارة العمومية للاستفادة من الكهرباء بالمجان.
وأكد سكان حي 20 أوت وميموزا بأنهم راسلوا السلطات المحلية لإنقاذهم من هؤلاء الشباب الذين يحولون الحي ليلا إلى شجارات جماعية سقط فيها الكثير من الجرحى، إلا أن طلباتهم بقيت من دون تنفيذ، وفي المالحة وعوينة الفول ورود براهم المئات من السكنات الشبيهة، التي تم ترحيل قاطنيها تحت عنوان القضاء على السكنات الهشة ولكن البلدية التي تنتظر دائما أمرا من الولاية بقيت مكتوفة الأيدي، وعمقت من الأزمة الاجتماعية الخاصة بالسكن وأيضا الأزمة الأخلاقية التي صارت تعانيها قسنطينة بسبب الانتشار المريع لأوكار الفساد.
ب. ع

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!