-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

عمن ينكت الجزائريون؟

عمار يزلي
  • 638
  • 0
عمن ينكت الجزائريون؟
ح.م

تبدو النكتة السياسية حديثة العهد في الجزائر، قياسا بما عرفناه عند الشعب المصري مثلا، غير أن النكتة السياسية التي نقصدها هنا، إنما هي تلك النكتة السياسية المباشرة، أي تلك النكتة التي يكون موضوعها “والمراد” بها شخصية سياسية بعينيها كأن يكون رئيس دولة أو ملك أو وزير أو رئيس حزب أو مسئول محلي مثلا. غير أن النكتة السياسية بالمفهوم العام لا الخاص، عرفها المجتمع الجزائري كغيره من الشعوب الأخرى العربية وغير العربية..ونقصد بها النكتة السياسية ذات الطابع الاجتماعي، لاسيما تلك النكت التي كانت تلصق بشخصية جحا أو لنقل شخصيتي جحا: جحا المعتوه وجحا الذكي.

النكتة السياسية المباشرة في الجزائر وليدة الاستقلال، نمت مع البوادر الأولى للاستقلال وتطورت مع المرحلة الثانية من عمر الاستقلال (1965 ـ 1980)،في عهد الرئيس الراحل هواري بومدين، لتنتشر بشكل واسع خلال المرحلة الثالثة:(1980ـ1990)،التي هي فترة حكم الرئيس الشاذلي بن جديد.

خلال هذه الفترات، كان موضوع النكتة هو شخص رئيس الجمهورية شخصيا، وفي أحيان أخرى شخصية موازية (شخصية: قايد أحمد مسؤول جهاز حزب جبهة التحرير في عهد الرئيس هواري بومدين). غير أننا سنلمس خلال العشرية الموالية: (1990ـ2000)، مزيجا من النكت السياسية: نكت سياسية عن الرئيس الأسبق، نكت عن الإرهاب، ثم نكت عن الرؤساء المتعاقبين ولو بشكل غير صارخ بحكم قصر مدتهم وسيطرة النكتة عن الوضع الأمني ..لتنتشر من جديد مع فترة الرئيس بوتفليقة كعنوان لعودة الأمن نسبيا وتحول رئيس الجمهورية الجديد إلى شخصية رقم واحد في حديث العام والخاص..(إعجابا..أو نقدا)..فيصبح موضوع نكتة سياسية.غير أن النكتة عن بوتفليقة تختلف تماما عن النكتة في عهد بومدين أو في عهد الشاذلي: فهي نكتة تؤكد على شعبية الرجل خلال العهدة الأولى حيث كان كثير الترحال والأسفار والخطب على حبه للسفر..وعلى حب يبروزه في التلفزيون..!(هذا مضمون عموم النكت المجموعة عنه..حتى أننا نجد نكتة تقول أن رجلا طلب من الرئيس بوتفليقة سكنا، فرد عليه: أنا نفسي لا املك سكنا، وأسكن في التلفزيون)..

من خلال بحث استقصائي ميداني قمنا به قبل نحو 15 سنة، تجلى لنافي مجال موضوعاتيات النكتة السياسية أن الشخصية الثانية التي أتت ضمن ترتيب مواضيع التنكيت بعد الرئيس الراحل الشاذلي بن جديدة رحمه الله هي شخصية الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة.

حيث بدت شخصية آنذاك أي خلال عهدته الأولى، شخصية “إيجابية”! إذ أنه رغم أن معظم النكت عنه ركزت على طابع شخصيته التي ظهرت مع فوزه بمنصب رئيس الجمهورية عشية ثاني انتخابات رئاسية تعددية في 94: حبه للظهور في التلفزيون وخطبه الطويلة والكثرة من جهة، وحبه للأسفار والرحلات بين العواصم العالمية (كان ذلك ضمن برنامج رئاسياته:”العزة والكرامة”)،فإن شخصيته تبقى على العموم “شخصية إيجابية على الرغم من ميزة نقد النكتة عن حبه للتلفزيون وللأسفار!

في هذا السياق، تبدو النكتة معه التي تنحو نحو استئثار رئيس الجمهورية بالتلفزيون الشكل الأكثر حاملية لهذا المضمون:33.33% من النكت تميل نحو هذا التوجه، بينما تنحو 12.5% منها نحو حب الرئيس للأسفار! غير أنه في مجمل النكت، فإن شخصية الرئيس تبقى إيجابية المضمون! فـ 33.33% من النكت تميل تصريحا مباشرا إلى هذا المنحى، بينما لا نجد سوى نسبة 04.16% منها تنحو منحى انتقاديا، أي سلبيا!

كان هذا قبل 15 سنة.. أما الآن، وما بعد فستتحول كل هذه الايجابية إلى طرف نقيض.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!