-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
يحتل صدارة الهدافين وهو لاعب احتياطي

عمّورة هل هو ظاهرة عابرة أم نسمة ربيع في الكرة الجزائرية؟

الشروق الرياضي
  • 3542
  • 1
عمّورة هل هو ظاهرة عابرة أم نسمة ربيع في الكرة الجزائرية؟
ح.م

مرة أخرى يقدم وفاق سطيف لاعبا موهوبا، يبلغ من العمر عشرين سنة وسبعة أشهر، هو محمد الأمين عمّورة الذي ظهر من لمساته الفنية في مباراة برج بوعريريج الأخيرة التي سحق فيها الوفاق جاره في عقر داره بخماسية كان لعمورة نصيب فيها..

ليرفع الفتى الاحتياطي الذي لا يشارك إلا نادرا وكبديل فقط، رصيده من الأهداف إلى خمسة ليشارك الكهل لاعب الشلف قدور بلجيلالي صاحب الـ 32 سنة في ريادة الهدافين ولكن بدقائق معدودات لا تكفي أي لاعب كبير على التأقلم فما بالك بصناعة وتسجيل الأهداف مثل ما فعله محمد الأمين عمّورة الذي وجد نفسه من تعداد الوفاق الذي لا يعرف سوى الانتصارات بقيادة المدرب التونسي الكوكي، الذي يصرّ على أن لا يحرق المراحل باللاعب عمّورة ويدخله الأجواء بثبات حتى لا يسكنه الغرور ويٌضيّع على نفسه مشوارا كبيرا كما حدث للعديد من اللاعبين الذين قيل عنهم الكثير ومنهم منصوري الذي لعب للمولودية وأبهر وهو دون العشرين ووجد نفسه الآن في النادي الصفاقصي التونسي كاحتياطي فقط.

يقود وفاق سطيف جدول الدوري الجزائري العام بعد سبع جولات بـ 19 نقطة، إذ لم يضيع سوى نقطتين على أرضه أمام فريق غيليزان في مباراة لعبها منقوص التعداد، وعندما يجد أي لاعب شاب نفسه مع فريق في المقدمة يكبر بسرعة، وسط أجواء من الانتصارات، خاصة أن الفريق مرشح لبلوغ دور المجموعات من كأس الكاف، وهو ما يجعل محمد الأمين يأخذ مزيدا من الخبرة التي تنقصه لأجل السير على خطى التألق المأمولة، وقد يلتفت إليه جمال بلماضي ويدخله عالم الأضواء من بابه الواسع، فالجزائر في حاجة إلى قلب هجوم أو لاعب هداف من طراز عمّورة، لأن إسلام سليماني تجاوز الثانية والثلاثين من العمر بسبعة أشهر، وبغداد بونجاح وآندي ديلور قاربا سن الثلاثين، وسيتجاوزان الثلاثين في زمن مونديال قطر، وهما في حاجة لنفس شاب قد يكون محمد الأمين عمّورة.

من سوء حظ الكرة الجزائرية، أن اللاعبين المتكونين في المدارس الفرنسية لا يختارون منصب رأس الحربة، لعدة اعتبارات منها ما هو مورفولوجي بسبب قاماتهم وبنيتهم الجسدية الضعيفة على العموم، ومنها ما هو تاريخي ويتعلق بكون أشهر لاعبي الجزائر سواء في المهجر أو داخل الوطن وحتى من الذين تقمصوا ألوان فرنسا مثل زيدان أو مخلوفي أو دحلب أو بلومي أو ماجر والآن محرز وبراهيمي ليسوا من صيادي الأهداف ولا يوجد أي رأس حربة بينهم. وبعد أن فشل لاعب برادو نعيجي في تجربته الاحترافية التي بدأت في البرتغال وربما لأنه لم يصبر وكان قد تشرف رأس الحربة نعيجي بتقمص ألوان الخضر لفترة قصيرة، فعلى اللاعب عمّورة أن يأخذ العبرة من بقية اللاعبين، ويستفيد من البحث المتواصل للفرق الجزائرية وحتى المنتخب الوطني عن رأس حربة يمتلك فنيات ويمكنه اللعب في مختلف الأماكن حسب احتياجات المدرب، وهو ما لوحظ في طريقة لعب عمّورة المندفع إلى الهجوم والساعي لصناعة اللعب وخاصة إلى تسجيل الأهداف بشهية متفتحة إلى درجة أنه لا يكاد يخطئ المرمى في كل محاولة، على أمل بأن لا يبقى حبيس دكة الاحتياط، لأن أشهر الهدافين الاحتياطيين ينطفئون بسرعة، ومنهم اللاعب المصري ناجي جدو الذي فاز بلقب هداف كأس أمم إفريقيا في أنغولا سنة 2010 وهو لاعب احتياطي لم يشارك أبدا كأساسي، لكن نجمه أفل بسرعة.

أكيد أن الدرب التونسي الكوكي أدرى بمستوى لاعبه وحالته الفنية والبدنية، وأكيد أن الوفاق الذي يلعب على ثلاث جبهات من كأس ودوري جزائري وبطولة الكاف، له متسع من الوقت لمنح الكثير من الفرص للاعب عمّورة، ولكن اللاعبين الشباب في الجزائر أضاعوا دائما طريقهم ولا أحد حاليا يعلم حالة النجم بوصوف الذي صنع الموسم الماضي ربيع وفاق سطيف ثم توجه إلى أوربا ودخل عالم النسيان أو على الأقل لحد الساعة.

غالبية نجوم وفاق سطيف لم يزد انتشارهم عن الجارة تونس مثل زرقان وحاج عيسى وجابو، ولا يوجد من لعب في أوربا، وحتى اللاعب رضا ماتام عندما احترف في ألمانيا لعب في الدرجة الرابعة، وأمام عمّورة الوقت لأجل القيام بأحسن اختيار حتى لا يضيع كسابقيه فجميعهم كانوا مشروع لاعب من الطراز العالمي.
ب.ع

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • Djamel

    الوفاق يكتشف ويكون ثم يذهبوا وينكروا الجميل. نكارين الخير. الوفاق بباهم.